عامان مضيا على فراقك جسدا.. مضيا على استشهادك يا فلذة كبدى ولم تفارقنى وكأنك معى فى صحوى ومنامى".. هكذا بدأتوالدة الشهيد المجند محمد أيمن شويقة والملقب بمارد سيناء وأحد القلائل الذين كرمتهم الشئون المعنوية بالقوات المسلحة بإنتاج فيلم تسجيلى عنه يحكى بطولاته وكيف أثر نفسه واحتضانه لأحد الإرهابيين الذى كان يرتدى حزاما ناسفا وافتدى زملاءه من كتيبة الصاعقة.
وفى هذا الصدد التقى "انفراد" أسرة الشهيد الذين أكدوا أنه مصدر فخر لهم جميعا ووسام على صدورهم مهما مرت السنون وأن دماء ابنهم لم تذهب هباء، مؤكدين أن الشهيد وشقيقيه "ما يغلوش على مصر" حسب قولهم.
وقالت عزة درويش والدة الشهيد محمد أيمن شويقة: "ابنى مش خسارة فى مصر، محمد لسه عايش فى قلبى ووجدانى، محمد ما ماتش وانا مش زعلانة لأن محمد قبل استشهاده أخذ حقه وجاب لى حقه من قاتله بعد أن احتضن المجرم الإرهابى وانفجر الحزام الناسف بهما".
وتابعت والدة الشهيد: "محمد ضحى بنفسه وأنقذ زملاءه وقياداته وده واجبه اللى انا ربيته عليه هو وإخوانه وكمان أولادى الاثنين أشقاء محمد مش خسارة فى مصر كله يهون علشان بلدنا".
واستطردت: "عقب استشهاد ابنى بيومين فوجئنا برئاسة الجمهورية أرسلت لنا سيارة مخصوص وفى منتصف الطريق قالوا لنا أنتم ذاهبون لمقابلة الرئيس ولم نكن نصدق وروحنا ولم نكن فى وعينا".
أما أيمن شويقة والد الشهيد فقال: "اللى عمله ابنى وسام على صدرى وشيء أفخر به طوال العمر وعندى ولدين تانيين روحهما فداء لمصر لأن وطننا هو الذى يستحق التضحية بالروح والدم ومعندناش أغلى من تراب بلدنا."
وأشار والد الشهيد: "أنا لست حزينا على استشهاد ابنى فهو عايش بيننا وبالنسبة لنا جمعيا مازال موجودا بيننا، وكنت سعيدا بقرار رئيس الجمهورية بإطلاق اسم نجلى على مدرسة القرية وهو بالفعل ما حدث، ولكن عندما زارنا مسئولو المحافظة القرية لتقديم واجب العزاء شاهدوا بأنفسهم حجم المعاناة التى نعيشها بسبب عدم استكمال مشروع الصرف الصحى ورصف شوارع القرية ووعدونا باستكمال الصرف الصحى ورصف الشوارع تكريما لروح الشهيد ولكن ذهبوا ولم نر منهم شيئا".
واستكمل والد الشهيد حديثه قائلا: "الرئيس استقبلنا بقصر الاتحادية وقدم لنا واجب العزاء وقال لنا أقل حاجة مصر تقدمهالك إنك تروح تحج انت ووالدة الشهيد".
ووتابع: "لكن عندما بدأنا فى إجراءات الحج قال لنا المسئولون إن شخص واحد من أسرة كل شهيد هو الذى ستتحمل الدولة تكاليف رحلة الحج له"، مضيفا: "زوجتى رفضت وأصرت على ذهابى للحج وبالفعل ذهبت وأديت فريضة الحج منذ عامين ولكن زوجتى ترغب فى أداء الفريضة، وليس بإمكانياتى تحقيق رغبتها لأننى موظف بسيط".
ويضيف إسلامشويقةشقيقالشهيد: "أخى محمد كان أكثر من أخ وصديق، وكنا نتحدث كثيرا عن خطورة الوضع فى سيناء وخوفى عليه أن يستشهد ولا أراه ثانيا، فكان يقول لى دائما إحنا كلنا هناك علشان نطهر سيناء من الإرهاب ونمنعه يصل إلى داخل المحافظات".
وتابع: "محمد كان قالى إنهم كانوا بيهزروا ويقولوا لبعض يا ترى مين هيستشهد الأول ومين هيشيع جثمان التانى، فكان شقيقى وزملاؤه تعاهدوا على أنفسهم أن من ينال الشهادة منهم لا يفتح كفنه أو حتى العلم من عليه".
وأختتم حديثه: "إن استشهاد أخى فى تلك الظروف هو فخر له، وخاصة بعد أن تحدث الجميع عن بطولته وتم إنتاج فيلم تسجيلى عنه".
ومن جانبه قال وليد درويش، خال الشهيد: "فخور بابن شقيقتى لأنهممتش بطلقة ده مات بتفجير صحيح كنت زعلان ومتأثر جدا بعودته فى كفن، ولكن عندما سمعنا عن بطولاته وتفاصيل استشهاده ازددنا شرفا وفخرا بما قدمه، خاصة أنه واجه الإرهابيين ببسالة واحتضن الإرهابى، ولم يستشهد نتيجة تفجير عن بعد أو إطلاق نار عشوائى، وحقيقى أنا فخور بشجاعة وبسالة الشهيد الذى لم يهب الموت.