احتفل العالم أمس بذكرى أول فيلم كرتون طويل صنعته شركة "ديزنى" للأفلام، وهو "سنو وايت والأقزام السبعة" عام 1937، ما يثير التساؤل: ماذا قدمت مصر للأطفال من أفلام كرتون وبرامج تلفزيونية، وهو ما نرصده فى السطور التالية..
فيلم مشمش أفندى أول فيلم كرتون مصرى
فى يوم 24 مايو 1935 نشرت جريدة "La bourse egyptienne" في صفحتها الأولى مقالا بعنوان "ميكى ماوس أصبح له أخ مصرى"، وهو شخصية كرتونية من اختراع عائلة "فرنكل" اليهودية الروسية والتى غادرت روسيا بسبب اضطهاد اليهود فى تلك الفترة وأتت إلى مصر لتخترع شخصية مشمش أفندى.
وكان لشخصية مشمش أفندى سلسلة من الأفلام الكرتونية، ناقشت هموماً مصرية وحملت على عاتقها مسئولية نشر الوعى بين المصريين بشكل جديد ومصرى أصيل، فناقشت سلبيات اشتهر بها المصريون منذ الأزل مثل أزمة المرور، كما قاد مشمش أفندى حملة التبرع للدفاع الوطنى فى عام 1938.
وظلت عائلة فرانكل تواصل إيمانها بشخصية مشمش أفندى حتى بدأت الأوضاع تسوء، فاضطروا للهجرة إلى فرنسا وأعادوا إنتاج مشمش أفندى، ولكن على الطريقة الفرنسية باسم "ميميش"، إلا أنه لم يجد رواجا هناك حتى خفت نجمه واختفى.
برامج الأطفال فى التلفزيون والإذاعة
استطاعت برامج الأطفال المصرية أن تؤثر فى الطفل ووجدانه خاصة فى الستينات والسبعينات والثمانينات، حيث كانت هناك مجموعة من البرامج الهامة مثل: ماما نجوى مع بقلظ، عروستى مع ماما سامية، برنامج سينما الأطفال، برنامج عالم الحيوان، برنامج كرنبة، عصافير الجنة لسلوى حجازى، وغيرها من البرامج الهامة، ولكن فى الوقت الحالى تقريباً لا يوجد إنتاج جيد لبرامج التلفزيون المصرى.
وذلك فضلا عن برامج الأطفال فى الإذاعة المصرية ومنها: حواديت أبلة فضيلة، التى تربى عليها كل الأطفال، ولكن فى الوقت الحالى أيضا تراجع إنتاج برامج الأطفال فى الإذاعة.
وباستثناء شهر رمضان، تخلو الساحة من أى أفلام أو مسلسلات للأطفال، ويعتبر بوجى وطمطم التى قدمها المخرج رحمى من أهم هذه المسلسلات. وفى السنوات الأخيرة يعد بكار، من أهم مسلسلات الكرتون والذى قدمته وأبدعته د. منى أبو النصر، وبعد ذلك بدأت تظهر مسلسلات كرتون أخرى مثل: سوبر هنيدى، علاء والمصباح، قصص القرآن، إلا أنه فى غير شهر رمضان،ويظل هناك فراغ فى مسلسلات الأطفال طوال العام.
ومن جانبه قال محمد أحمد بهجت، كاتب الأطفال، إن هناك تراجعاً كبيراً فى الإنتاج الذى تقدمه مصر للأطفال سواء على مستوى برامج الأطفال أو مسلسلات الكرتون، مضيفاً أن أفلام الكرتون فى مصر غير موجودة على الإطلاق.
ويوضح بهجت أن أفلام الرسوم المتحركة فى العالم لا يمكن مقارنتها بمصر، لأنها فن مكلف للغاية وتحتاج إلى إنتاج ضخم، وهو غير متوفر فى مصر، لأن جمهور السينما أصبح له ذوق خاص، فلن يحقق المنتج مكاسب إذا أنتج أفلام كرتون، مضيفاً أن التلفزيون المصرى يجب أن يستعيد دوره وينتج أفلام كرتون للأطفال، لأن القطاع الخاص لن يخوض هذه التجربة.
ويؤكد بهجت أن برامج الأطفال تراجعت بشكل كبير بل أصبحت غير موجودة، بسبب تراجع دور التلفزيون، مضيفاً أن الموجود حالياً تجارب إنتاج للقطاع الخاص لمسلسلات الكرتون مثل: سوبر هنيدى، علاء والمصباح، بكار.
وطالب بهجت التلفزيون المصرى بأن يعود لإنتاج برامج ومسلسلات الأطفال ليستعيد الأطفال براءتهم من جديد، مضيفاً أن القنوات الخاصة لا تقبل على برامج الأطفال، لأنها لا تحصد مشاهدات عالية وبالتالى تؤثر على الإعلانات.