حتى لا ننسى جرائم الإخوان.. أسرة الشهيد محمود طه ببنى سويف تروى حكاية الطباخ المقاتل.. والده: أصيب مرتين فى الشيخ زويد ولم يبلغنا.. والدته: "آخر حاجة قالهالى ياريت احصل زملائى وتبقى أم الشهيد"

سطر أبناء مصر من الجيش والشرطة والمدنيين بدمائهم الذكية تاريخا ناصعا فى الدفاع عن تراب الوطن، حيث لبى الآلاف منهم نداء ربهم فاستحقوا لقب" شهداء"، لذلك يجب تخليد أسماءهم وتحقيق مطالب عائلاتهم عرفانا بالجميل. وفى هذا الصدد التقى "انفراد" أسرة الشهيد مجند محمود طه بن قرية بلفيا بمركز بنى سويف للتعرف على سيرته وتضحياته وما قدمته الدولة لأسرته، تخليدا لذكراه بعد ثلاث سنوات من استشهاده. يقول طه عويس على، والد الشهيد: "نجلى ترتيبه الثانى بين أبنائى محمد، هبة، وهيام، وكان حنونا مطيعا لى ولوالدته، محبوبا من الجيران والأصدقاء، وقبل التحاقه بالقوات المسلحة لأداء الواجب الوطنى حرص على العمل فى مهن متعددة أبرزها "طباخ" للمساهمة فى نفقات المنزل. أضاف والد الشهيد: "بعد التحاق ابنى بالقوات المسلحة لقضاء عامين فترة تجنيده، لاحظت أن إجازاته متباعدة وعندما سألته أفضى إلى قائلا كدة أحسن علشان ما اصرفش فلوس كتير فى الذهاب والعودة"، وخلال قضاء الشهيد خدمته الوطنية بسلاح المشاة فى الشيخ زويد بسيناء، أصيب مرتين بذراعه وقدمه وأخفى ذلك علينا وعلمنا من ابن خاله، إذ استشهد ابنى قبل 45 يوما من إنهاء خدمته الوطنية. وتابع: "حصلنا على حقوقنا المالية كأسرة شهيد من تعويضات، ومعاش فضلا عن إطلاق اسم الشهيد على إحدى مدارس القرية، ولكنى عقب استشهاد نجلى أصبت بحالة من الحزن والإعياء الشديد وضعف فى عضلة القلب وعندما تعافيت قليلا اصطحبت ابنى الأكبر وتقدمت إلى المستشار محمد سليم محافظ بنى سويف الأسبق بطلب لنقلى من أحد المساجد بأوقاف القاهرة التى أعمل بها منذ سنوات إلى بنى سويف كوالد شهيد يبلغ من العمر 52 سنة، و يعانى مرضا بالقلب، وللأسف لم يتحقق مطلبى، فتقدمت فى مارس 2017 بطلب آخر إلى خدمة المواطنين بديوان عام المحافظة لإرساله إلى الأوقاف، كما أننى حتى الآن لم استلم الشقة التى أقرتها الدولة لأسر الشهداء وحددت فى مدينة بنى سويف الجديدة شرق النيل بعد سدادى 5 آلاف جنيها. وتلتقط أطراف الحديث والدة الشهيد قائلة: "حصل نجلى على دبلوم صناعى، واتسم بحسن الخلق وطاعة الوالدين، وتعرض الكمين "التمركز"، الذى نقل إليه أثناء فترة خدمته، لهجوم إرهابى أكثر من مرة، وفى إحدى الإجازات أخبرنى باستشهاد زميل له احتضنه قبل أن يلفظ أنفاسه، وآخر تلقى طلقة أثناء وقوفهبجواره، فقلت له "مبتخفش يا محمود"، فرد: "اللى مكتوب لى هشوفه، وانا مش أحسن من زملائى اللى استشهدوا، يا ريت أبقى زيهم، وتبقى أم الشهيد". وأكد "محمد" شقيق الشهيد، على أن أخيه الأصغر لحق بزملائه الذين ضحوا بأرواحهم من أجل أن نحيا جميعا فى أمان ويجب على الدولة تكريما له تحقيق مطالب أسرهم ليشعروا بقيمة ما فعله ابناءهم لخدمة الوطن. وأوضح" محمد" أن شقيقه كان محبوبا من الجميع لخفة ظله ومجاملته لأصدقائه والجيران فى المناسبات المختلفة، مضيفا: "أخفى علينا إصابته مرتين ولما سألناه" إيه اللى فى إيدك ورجلك ده، قال الإصابات دى وانا فى المطبخ"، وأثناء إجازته الأخيرة، أخبرنى بانتوائه قضاء45 يوما متبقية على إنهائه الخدمة العسكرية كاملة دون الحصول على إجازة ولن يعود سوى ومعه شهادة شرف قضاء الخدمة الوطنية، ولكنه عاد ملفوفا بعلم مصر وروى بدمائه الطاهرة أرضها. ولفت ربيع سيد "خال الشهيد"، أنه اصطحب "محمود" أثناء مغادرته القرية بعد قضاء إجازته الأخيرة ليستقل السيارة التى تنقله إلى موقف الركاب بمدينة بنى سويف، وفوجئ بنزوله منها وعندما سأله عن السبب ادعى نسيان شىء فى المنزل، ولكنه عاد ليسلم على والديه مرة أخرى فى وداع أخير لهم وكأن قلبه يحدثه بنيل الشهادة. وأشار علاء سعيد، ابن خال الشهيد إلى أن علاقته بـ"محمود" لم تكن قرابة فقط بل صداقة قوية جعلته يفضى له بالإصابات التى يتعرض لها خلال المواجهات مع الارهابيين والتى يخفيها عن والديه، كما أنه فى إجازته الأخيرة وقبل استشهاده زار أفراد عائلته وأصدقاءه وجيرانه بمنازلهم للاطمئنان عليهم وكأنه يودعهم قبل استشهاده، كما عرف عن الشهيد حبه لصلة الرحم وزيارة اقاربه إذ حدث خلاف لوالده مع عماته وفور علمه زار عماته وطلب من والده إنهاء تلك الخلافات.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;