ظهر خلال الفترة الماضية مفهوم الذكاء الاصطناعى كونه الثورة التكنولوجية المقبلة، لكن هذا التقدم التكنولوجى صاحبه تحذيرات من إمكانية خروج الذكاء الصناعى أو ذكاء الروبوت عن نطاق السيطرة والتحكم فى حياة البشر، بعد أن طور نظاما للذكاء الصناعى تابع لشركة فيس بوك لغة خاصة به، ولعل ذلك يعتبر بداية التهديد الفعلى لحياة البشر، سواء بشكل مباشر على يد الروبوتات والذكاء الاصطناعى أو بشكل بطىء من خلال احتلال وظائفهم.
بوتات بفيس بوك تطور لغة خاصة بها
كشف تقرير سابق أن الباحثين بشبكة فيس بوك عثروا على اثنين من الـChat Bots يتواصلان معا بشكل سرى وبطريقة غير متوقعة، حيث قام البوتات التى تحمل أسماء Bob وAlice لغة غريبة غير مفهومة للاتصال بينهما، ورغم أنها تبدو أنها بلاى معنى أو مجرد خطأ تقنى، إلا أن الباحثين يقولون إنه نوع من الاختزال اللغوى، أنها مختزلة ومقتطعة كى لا تبدو مفهومة إلا لمتلقيها.
ولعل هذه الحادثة تشير إلى إمكانية تكوين الذكاء الاصطناعى لوعى ذاتى خاص به مستقبلا، ما يزيد من قدرات الروبوتات فى المستقبل الأمر الذى قد يشكل خطرا على البشرية فى النهاية.
صورة روبوتات
إيقاف روبوت عن العمل بعد اتهامه بالإساءة للمشردين
وفى الوقت الذى بدأت فيه العديد من الهيئات بالاعتماد على الروبوتات بشكل محدود ذكر موقع "إندبندنت" البريطانى، فى تقرير جديد وقف روبوت أمنى عن العمل بالشوارع، وسط ادعاءات بأنه يضايق المشردين، وقالت جنيفر سكارليت رئيس منظمة سان فرانسيسكو لمنع القسوة على الحيوانات، إن الروبوت تم نشره كمحاولة لتعزيز الأمن والحد من الجرائم التى أصبحت متفشية حول مقر المنظمة، وأضافت أنه لا يهدف إلى التعرض للمشردين الذين يسكنون الشارع.
تحذيرات: الروبوتات قد تتخذ قراراتها من نفسها
وفى نفس السياق حذر مايكل وولدريدج عالم الكمبيوتر من إمكانية توحش الذكاء الاصطناعى، إذ يصبح معقدا جدا مع مرور الوقت لدرجة تجعل من الصعب على العلماء فهمه، وعلى المهندسين معرفة كيفية عمله، خاصة فى حال عدم فهم الخبراء لكيفية عمل خوارزميات الذكاء الاصطناعى، فلن يكونوا قادرين على التنبؤ بمشاكلهم، وهذا يعنى أن السيارات بدون سائق أو الروبوتات الذكية يمكن أن تتخذ قرارات لا يمكن التنبؤ بها خلال اللحظات الحرجة، والتى يمكن أن تضع الناس فى خطر، فيما لم يكن البروفسور وولدريدج أول أكاديمى يحذر من أخطار خوارزميات الذكاء الاصطناعى التى تصبح أكثر تعقيدًا مع مرور الوقت، إذ حذر من قبل تومى جاكولا، الأستاذ فى معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا الذى يعمل على تطبيقات التعلم الآلى من مخاوفه من قدرات الذكاء الإصطناعى.
الوجه الشرس لصوفيا
أما الروبوت صوفيا الذى شغلت أنظار العالم خلال الفترة الماضية كونها أول روبوت ذكاء اصطناعى يحصل على جنسية، فهى تمتلك وجها آخر حمل بعض التصريحات المقلقة، والتى كان من ضمنها التهديد بتدمير البشرية فى المستقبل، كما قالت "أحاول أن أكون روبوتا متعاطفا مثل البشر.. لا تقلقوا ما دمتم لطفاء معى سأكون لطيفة معكم.. وأنا أعرف أن البشر أذكياء وقابلون للبرمجة".
إحلال الروبوتات محل البشر
أما الأمر الأكثر سواء الذى بدأ بالفعل هو إحلال الروبوتات مكان البشر فى الوقت الحالى، حيث ظهرت العديد من الوظائف التى يعمل بها الروبوتات بديلا عن البشر، وهو ما قد يمثل كارثة خلال المستقبل تؤثر على حياة البشر، إذا ما فضل أصحاب الأعمال الاستعانة بالروبوتات فى النهاية.