بوتيرة متسارعة ، تحتدم أزمة التدخلات الروسية فى انتخابات الرئاسة الأمريكية 2016، والتى يتهم فيها الديمقراطيين حملة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بفتح قنوات اتصال غير شرعية مع مسئولين وقراصنة إلكترونيين روس للتأثير على نتائج العملية الانتخابية التى خسرتها هيلارى كلينتون.
فبعد أيام من الذكرى الأولى لتنصيب الرئيس الأمريكى، والذى شهد عامه الأول عدة أزمات فى مقدمتها "اتصالات الروس"، كشفت صحف أمريكية اليوم الجمعة، أن ترامب كان ينتوى إقالة المحقق الخاص روبرت مولر الذى يشرف على ملف التحقيقات، إلا أنه تراجع بعد تهديد مستشار البيت الأبيض القانونى دونالد ماكجاهن بالاستقالة.
وبحسب تقرير نشرته نيويورك تايمز، أستند ترامب فى محاولاته إقالة "مولر" إلى أن الأخير لديه "ثلاث صراعات مصالح تجعله غير مؤهل للإشراف على التحقيق، أولها كان نزاعا قبل سنوات حول رسوم فى نادى ترامب للجولف الوطنى فى فرجنينيا دفعت مولر الذى كان يتولى منصب مدير الإف بى أى فى هذا الوقت، للتخلى عن عضويته.
وقال الرئيس أيضا، إن مولر قد لا يكون محايدا لأنه عمل لصالح شركة قانونية مثلت فى السابق صهر الرئيس جارد كوشنر، والأمر الثالث، كما قال ترامب، أن مولر تمت مقابلته ليعود مدير للإف بى أى قبل يوم من تعيينه محققا خاصا فى مايو الماضى.
وفى أول تعليق من الرئيس الأمريكى، أكد ترامب عدم صحة ما نشرته الصحف الأمريكية فى هذا الشأن، وأعرب عن استعداده الكامل للمثول أمام جهات التحقيق والرد على استفساراتهم ، مؤكداً عدم ارتكابه أى تجاوزات قانونية.
وعلى هامش مشاركته فى منتدى دافوس، قال ترامب للصحفيين : ما ينشر فى هذا الشأن أخبار كاذبة وهذا سلوك معتاد من نيويورك تايمز.
ويأتى تقرير نيويورك تايمز بعد إعلان الرئيس ترامب قبل عدة أيام استعداده للرد على أسئلة روبرت مولر فى تحقيقات روسيا. وقال ترامب عن الحديث مع مولر: "أتطلع لذلك بالفعل"، ليرد بذلك على أشهر من التكهنات حول ما إذا كان مستعدا لإجابة أسئلة المدعى الخاص، الذى يٌعتقد أنه سينظر فيما إذا كانت مقابلة ترامب قد ساعدت جهود موسكو وما إذا كان الرئيس قد سعى لإحباط التحقيق نفسه.
التطورات الأخيرة فى ملف اتصالات الروس، جاءت بالتزامن مع احتدام الأزمة بين وزارة العدل ومكتب التحقيقات الفيدرالية ، بعدما كشفت تقارير إعلامية إقدام الوزير جيف سيشنز على ممارسة ضغوط على كريستوفر راى مدير الـ"FBI" لإقالة نائبه أندرو ماكابى بسبب انتقادات الأخير للرئيس الأمريكى.
وفى تقرير لها ، قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن "راى" كان يقاوم ضغوطا من وزير العدل بعدما وصل التوتر بشأن ماكابى ومسئولين آخرين رفيعى المستوى فى الإف بى أى الذين عملوا خلال فترة المدير السابق جيمس كومى قد وصلت إلى البيت الأبيض، حيث سعى المستشار القانونى دونالد ماكجاهن إلى التوسط فى القضية، بحسب ما أفادت المصادر.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض راج شاه، قبل يومين، إن الرئيس يكن احترام كبير لعملاء مكتب التحقيقات الذين يمثلون وكالة إنفاذ القانون الأكثر مهنية فى العالم. إلا أن هناك اعتقاد أن بعض كبار القادة "المسيسيين" بينهم المدير السابق جيمس كومى وآخرين قام بتمكينهم، قد لوثوا سمعة الوكالة فى السعى لتحقيق العدالة غير المنحازة.
وتابع البيان، إن كريس راى عينه الرئيس لأنه رجل ذو شخصية حقيقية ونزاهة، وهو الخيار الصحيح لتطهير سوء الإدارة فى المستويات الرفيعة للإف بى أى، ومنح العاملين الثقة فى قيادتهم".