إصلاحيو إيران ينهون سطوة الأصوليين.. التيار المعتدل يتصدر مجلس الخبراء والبرلمان ويسعى لرئاسته.. ويزيح المتشددين.. حلفاء روحانى استحوزوا على مقاعد العاصمة.. خبير: عودة المعتدلين تحمل رسائل سياسية

حقق التيار الإصلاحى فى إيران فوزا بالأغلبية فى انتخابات مجلس الشورى (البرلمان الإيرانى)، وفقا لنتائج أولية أعلنت اليوم، الأحد، رغم استبعاد مجلس صيانة الدستور للعديد من المرشحين الإصلاحيين، وكونهم أقلية مرشحة بين أكثرية يتبعون التيار الأصولى المتشدد، إلا أن الشخصيات الإصلاحية البارزة تمكنت من التقدم فى الأصوات وإزاحة أسماء أصولية بارزة فى البرلمان الإيرانى.

وحقق حسن روحانى فوزا مؤكدا فى هذه الانتخابات التى تعد بمثابة التصويت على عودة التيار الإصلاحى مجددا إلى البرلمان، والوقوف إلى حانب الرئيس المعتدل السنوات المقبلة، حيث تشير النتائج الأولية إلى أن تشكيل برلمان على وفاق أكبر مع روحانى أصبح احتمالا كبيرا، وتخفيف قبضة المحافظين المناهضين للغرب الذين يسيطرون حاليا على البرلمان قد يعنى تعزيز سلطة روحانى لفتح البلاد أكثر أمام التجارة الخارجية والاستثمارات بعد الاتفاق النووى العام الماضى.

الإصلاحيون يكتسحون طهران ووفقا لوسائل إعلام إيرانية تواصل لائحة تيار الاعتدال والإصلاح اكتساح نتائج الانتخابات التشريعية فى العاصمة الإيرانية طهران بعد فرز حوالى 67% من الأصوات المعبرة، فيما اعتبر الرئيس الإيرانى حسن روحانى أن نتائج الانتخابات تمنح حكومته مصداقية وقوة أكبر.

وتمكنت قائمة "أميد" (الأمل) التى شكلها أنصار روحانى من الإصلاحيين والمعتدلين من نيل جميع مقاعد العاصمة البالغة 30 بينهم 8 مرشحات من التيار الإصلاحى فى انتخابات دائرة العاصمة طهران، من أصل 290 هى مجموع مقاعد المؤسسة التشريعية.

وبناء على النتائج المعلنة حتى الآن، فقد تحسم قائمة الإصلاح والاعتدال نتائج الانتخابات الإيرانية فى الدور الأول، إذ أن المطلوب من كل مرشح أن يحصل على 25% من الأصوات فى الاقتراع الذى جرى أول أمس الجمعة.

وقد حصل رأسا مرشحى لائحة تيار الإصلاح والاعتدال محمد رضا عارف الإصلاحى البارز ونائب الرئيس السابق محمد خاتمى والنائب العتدل على مطهرى، على حوالى 1.3 مليون صوت و1.1 مليون صوت، على التوالى، فى العاصمة.

الإصلاحيون سيدفعون بـ "عارف" لرئاسة البرلمان وعلم انفراد من مصادر إيرانية أن التيار الاصلاحى سيدعم محمد رضا عارف للوصول إلى كرسى رئاسة البرلمان، وعارف هو إصلاحى بارز و رئيس المجلس السياسى للتيار الإصلاحى الذى انسحب عام 2013 فى الانتخابات الرئاسية لصالح حسن روحانى.

هزيمة المتشددين ووفقا للتلفزيون الرسمى الإيرانى أنه بعد فرز 90% من الأصوات المعبر عنها فى طهران، فقد حل رئيس قائمة المحافظين غلام على حداد عادل فى المرتبة 31، وفى حال تأكد الأمر فسيكون قد منى بهزيمة فى الانتخابات.

وقبيل ظهور النتائج الأولية للانتخابات البرلمانية، قال الرئيس روحانى إنه حان الوقت لبناء الاقتصاد وفق القدرات المحلية والفرص الدولية، معتبرا أن النتائج أظهرت قوة الشعب الإيرانى وهى تمنح حكومته مصداقية وقوة أكبر، وأضاف روحانى أنه سيعمل مع كل الفائزين فى الانتخابات لبناء مستقبل البلد.

كما استطاع رئيس البرلمان الحالى على لاريجانى ضمان مقعد فى البرلمان المقبل، بعد أن حل فى المرتبة الثانية فى مدينة قم جنوب طهران.

مجلس الخبراء ويتربع الرئيسان السابق هاشمى رفسنجانى والحالى روحانى على رأس نتائج مجلس الخبراء، الذى يختار المرشد الأعلى للجمهورية ويعزله عند الحاجة. ويتوقع أن تسفر النتائج عن فوز ثلاثة مرشحين محافظين بعضوية المجلس، من بينهم رئيس مجلس صيانة الدستور أحمد جنتي، ورئيس مجلس الخبراء الحالى محمد يزدى.

فوز الإصلاحيين يحمل رسائل سياسية عديدة وعلّق المحلل السياسى الإيرانى رضا حجت شمامى لـ "انفراد" قائلا إن فوز الإصلاحيين حمل العديد من الرسائل السياسية، منها عودة تيار الإصلاحات مجددا إلى الميدان السياسى فى التشريع والقرار، مضيفا أن الشعب الإيرانى لا يرغب فى مزيدا من المواجهة مع العالم الخارجى، ويرجح بشكل كبير نهج التعامل (الذى يتبناه روحانى)، وتعزيز العلاقات مع الغرب ولفت إلى أن ذلك سوف يؤثر على التطورات فى المنطقة لأنها ستعزز من مكانة التيار المعتدل والاصلاحات، وأشار إلى أن علاقة هاشمى رفسنجانى بالمملكة العربية السعودية كانت دائما جيدة ومعتدلة، وهو ما يمكن أن يرفع من فرص فكير الطرفين فى نهج التعامل.

وقال أن حضور رفسنجانى فى السياسة وثقة الشعب سيزيد من مكانته، حيث حصل فى مجلس الخبراء على أكثر من 2 مليون صوت وأصبح الشخص الأول وتقدم حتى على الرئيس حسن روحانى.

وقال بالتأكيد رفسنجانى يقف وراء تيار الإصلاحات والاعتدال وبصحبة الرئيس الإصلاحى الأسبق محمد خاتمى سيتمكن من تشكيل فريق قوى ومكانة اجتماعية قوية، وأضا إلى أنه يسعى لتشكيل مثلث مع حفيد الخمينى حسن خمينى وعودة عائلة الخمينى من جديد فى السياسة حتى بعد رفض ترشيح حسن الخمينى.

وتابع المحلل السياسى الإيرانى حجت شمامى أنه موضوع يثر الكثير من التحديات، فاذا ضعفت مكانة التيار الاصولى فى البرلمان ومجلس الخبراء ستعزز فى مكان أخر من بينها المجال العسكرى والأمنى والإعلامى وهو ما سيشكل تحديا كبيرا.

وحول أسباب صعود الإصلاحيين فى الانتخابات الشريعية، قال المحلل السياسى الإيرانى أنه بعد اختيار الرئيس والحكومة عادة ما يصطبغ البرلمان الذى يأتى بعدها بنفس صبغة الحكومة، وهذا يحدث منذ فترة رئاسة محمد خاتمى، وسيستمر حتى الانتخابات الرئاسية المقبلة.

كما أن الشعب الإيرانى مثل باقى الدول بعد اختبار تيارا معين لدورتين أو أكثر يذهب نحو الطرف الآخر، خاصة إذا لم يحقق هذا التيار تطلعاته. وقال إن برلمان الدورة السابعة والثامنة والتاسعة كان فى يد الأصوليين، وخلال هذه السنوات خاصة فى السنوات الاخيرة لحكم الرئيس السابق أحمدى نجاد أصبحت الظروف الاقتصادية أسوء. ومال الشعب نحو الاصلاحات. وهو ما ظهر فى الانتخابات الرئاسية 2013، ابتعد الشعب عن الاصوليين والان يسعى ليجرب الاصلاحيين، فهم معتقدون أن هذا التيار قادر على إقرار علاقات جيدة مع العالم الخارجى وهو ما سيعود بالنفع على الاقتصاد وسبل العيش.




الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;