يخوض مرشحو الحزب الديمقراطى والجمهورى أكبر جولة فى الإنتخابات التمهيدية، الثلاثاء الأول من مارس، والذى يعرف بـ"الثلاثاء الكبير"، حيث يتنافس سبعة مرشحين من الحزبين على الأصوات فى أحزابهم داخل 13 ولاية وإقليم.
وعلى عكس الجولات الأخرى من الإنتخابات التمهيدية، فإنه نظرا لإمتداد موعد التصويت إلى السابعة أو الثامنة مساء، فضلا عن إمتداد التجمعات الإنتخابية الجمهورية فى ألاسكا إلى منتصف الليل، فإنه النتيجة عادة يتم إعلانها فى صباح اليوم التالى.
13 ولاية وإقليم
ويشمل "الثلاثاء الكبير" ولايات الجنوب أو ما يعرف بـSEC حيث يشير أسمها إلى "المؤتمر الجنوبى الشرقى" وهذه الولايات هى ألاباما وأركنساس وجورجيا وأوكلاهوما وتينيسى وتكساس وفيرجينيا. فيما أن الولايات الباقية هى وكولورادو وماساشوستس ومينسوتا ونورث كاروليا وفيرمونت ويومينج وإقليم أمريكا ساموا الواقع فى جنوب المحيط الهادى.
ويعقد كلا الحزبين الإنتخابات التمهيدية فى ألاباما وأركنساس وجورجيا وماساشوستس وأوكلاهوما وتينسى وتكساس وفيرمونت وفيرجينيا. فيما يعتقدون المؤتمرات الحزبية فى ولايتى كولورادو ومينيسوتا، وكذلك فى ألاسكا وأيومنج بالنسبة للجمهوريين وفى ساموا الأمريكية بالنسبة للديمقراطيين.
وبالنسبة للمؤتمرات الحزبية "الكوكس"، يختار المواطنون الأمريكيون فى كل ولاية على حدة أعضاء الوفد الحزبى الذى سيمثل الولاية ويكون منوطا بهذه الوفود ان تختار المرشح الذي يمثل الحزب فى الانتخابات الرئاسية, ويحتاج المتنافسون على ترشيح الحزب إلى أغلبية هؤلاء الأعضاء للفوز بالترشيح.
كلينتون تتمتع بدعم السود
وتراهن كل من وزيرة الخارجية السابقة هيلارى كلينتون على ولايات الجنوب حيث تحظى بدعم قوى بين الأمريكيين من أصل أفريقى، فقبيل الانتخابات التمهيدية فى ساوث كارولينا، السبت، والتى فازت فيها كلينتون بنسبة 73.5% على منافسها بيرنى ساندرز، أظهرت إستطلاعات الرأى تجاوز كلينتون منافسها ساندرز بفارق 47 نقطة بين الناخبين السود.
وتقول صحيفة نيويورك تايمز أن الناخبين السود متنوعين لكن غالبيتهم ديمقراطييين. وأظهرت دراسة لمعهد بيو للأبحاث عام 2014 أن 80% من الأمريكيين السود إما ديمقراطيون أو يميلون للحزب الديمقراطى، مقارنة بـ 65% من الناخبين ذوى الأصول الآسيوية و56% من الناخبين من أصل لاتينى و40% من البيض.
تكساس "جوهرة التاج"
وفى الحزب الجمهورى، وصف السيناتور تيد كروز، الذى يسعى لكسب دعم المحافظين والإنجليين، السباق فى ولايات الجنوب بأنه "جدار الحماية" بالنسبة له لتأمين فوز كبير على منافسيه الملياردير الصاخب "دونالد ترامب" والسيناتور الشاب "ماركو روبيو".
ووصف كروز، الذى حقق فوزا وحيدا فى ولاية "آيوا"، إن ولاية تكساس، التى يمثلها فى مجلس الشيوخ، هى جوهرة التاج يوم "الثلاثاء الكبير". لكن بشكل عام يخوض الجمهوريين مهمة صعبة لتوقيف ترامب عن إنتصاراته المستمرة، لاسيما مع ورود تقارير تفيد بأن العديد من القادة داخل الحزب الجمهورى يرون أن الملياردير صاحب التصريحات العدائية، سيكون سيئا للحزب وللولايات المتحدة، بل ويتساءلون علنيا بشأن أسباب تراجع باقى المرشحين أمام ترامب.
ومع ذلك فإنه بالنظر إلى نتائج إستطلاعات الرأى وكذلك ما حققه المرشحان فى الولايات السابقة، فإنه الثلاثاء الكبير يمثل يوميا محوريا لهيلارى فى الحزب الديمقراطى وترامب فى الجمهورى، معتمدين على الوفود التى أمنتها حملاتهم.
الوفود الإنتخابية
وسيكون أمام المرشحين الجمهوريين فرصة فى الثلاثاء الكبير للفوز بترشيح نصف عدد الوفود الإنتخابية البالغ عددها 1237 وفد للفوز لإعلان ترشيح الحزب له، وعلى الجانب الديمقراطى، فإنه المرشحين بحاجة إلى تأمين ثلث الوفود البالغ عددها حوالى 880.
ومثلما وصفها كروز بأنها جوهرة التاج، فإن تكساس تعد أكبر جائزة لمن يفوز بها حيث يوجد بها 155 وفد أو مندوب إنتخابى جمهورى و252 ديمقراطى. وهو ما يدفع المرشحين من الحزبين لمنحها وقتا أكبر من دعاياهم الإنتخابية.
لكن تمثل عدد من الولايات الأخرى أهمية كبيرة أيضا بالنسبة للمرشحين وهم ألاباما ويوجد بها 50 مندوبا جمهوريا و60 ديمقراطى، جورجيا 76 مندوبا جمهوريا و116 ديمقراطى وتينيسى 58 جمهوريا و76 ديمقراطى وفيرجينيا 49 جمهورى و110 ديمقراطى.
معارك مقبلة
وبشكل عام فإن "الثلاثاء الكبير" يمثابة معركة تكسير العظام، فالمرشح الذى لا يبلى حسنا لا تكون فرصته كبيرة فى باقى السباق. ومع ذلك يحمل مارس المقبل عدة معارك كبرى ففى الخامس من الشهر تعقد ولايات كنساس ولويزيانا إنتخابات تمهيدية للحزبين ويعقد الحزب الجمهورى مؤتمرات حزبية فى كنتاكى وميان، فيما يعقد الديمقراطى مؤتمر حزبى فى نبراسكا.
وفى الثامن من مارس تشهد ولايات ميتشجان وميسيسبى إنتخابات تمهيدية وولايتى هاواى وإداهو مؤتمرات حزبية. وتتجه أعين المراقبين السياسيين عن كثب، بحسب شبكة "سى.بى.إس نيوز" إلى ولايتى فلوريدا وأوهايو فى 15 مارس، حيث يخوض المرشحان الجمهوريان ماركو روبيو وجون كاسيك معركة قوية للفوز بولاياتهم الأم.