بقدر أهمية الإعلام ودوره الحيوى اجتماعيا وتثقيفيا، يسعى كثيرون للالتحاق بقطار العمل الإعلامى، وبقدر هذا السباق قد يجد بعض المغرضين منفذا لاستغلال طموحات وتطلعات بعض الراغبين فى الأمر، وهو ما يتكرر بين وقت وآخر مع نقابات عدة، وحدث مؤخرا مع نقابة الصحفيين.
فى الساعات الأخيرة انتفض عدد من رموز الصحافة والإعلام ضد كيان وهمى يحمل اسم "نقابة الصحفيين والقنوات الفضائية"، وأكد كثيرون منهم استعدادهم للتقدم ببلاغات للنائب العام ضد النقابة المزعومة ومؤسسها، معتبرين تلك الكيانات الوهمية محاولات منحرفة الاستغلال المهنة ومسمّى "نقابة" فى تحقيق ربح والحصول على أموال من الشباب، كما شددوا على ضرورة التصدى لتلك الكيانات عبر نصوص صريحة وواضحة فى قانون تنظيم الصحافة والإعلام، الذى يناقشه مجلس النواب حاليا، بشكل رادع لكل من تسول له نفسه إنشاء مثل تلك الكيانات.
أحمد مهران: أستعد لتقديم بلاغ ضد النقابة الوهمية ورائد الشيمى
فى البداية، أكد الدكتور أحمد مهران، مدير مركز القاهرة للدراسات السياسية والقانونية، أنه سيتقدم غدا السبت ببلاغ رسمى للنائب العام ضد كيان وهمى يُدعى نقابة الصحفيين والقنوات الفضائية، ونقيبها رائد الشيمى، متابعا: "هناك شخص يُدعى رائد السعيد محمد الشيمى أنشأ كيانا غير قانونى، تحت عنوان نقابة الصحفيين، وهذه النقابة الجديدة الموازية تستقطب شباب الصحفيين وتمنحهم عضويتها، تحت عنوان نقابة الصحفيين والقنوات الفضائية، فى عملية اختلاس واسعة لأموال المصريين، إذ يُدفع 5 آلاف جنيه مقابل كارنيه صحفى، و20 ألفا مقابل كارنيه مستشار إعلامى".
وأضاف "مهران"، فى تصريحات صحفية اليوم، أن النقابة الوهمية تقبل كل الشهادات، حتى الإعدادية، و"النقيب الجديد يعد الأعضاء بمزايا أفضل من التى تقدمها النقابة العامة للصحفيين، إذ يقدم لهم رحلات حج وعمرة ومشروعات إسكان وعلاج وتأمينا صحيا واجتماعيا، بغية الحصول على معاش يضمن حياة كريمة للأعضاء المتقاعدين، ويؤكد الشخص المدعو رائد الشيمى توقيع بروتوكول مع هيئة النقل العام بهدف إعفاء أعضاء نقابته من دفع تذاكر المواصلات العامة".
وتساءل مدير مركز القاهرة للدراسات السياسية والقانونية: "أين نقابة الصحفيين ومجلسها من هذه المهزلة؟ وأين المجلس الأعلى للإعلام والهيئة الوطنية للصحافة من عمليات النصب والاحتيال باسم الصحافة المصرية؟"، مشيرا إلى أن هذا الكيان غير القانونى أحد مظاهر جرائم النصب والاحتيال التى يتعرض لها الشباب من الطامحين للعمل فى بلاط صاحبة الجلالة، خاصة الذين طال انتظارهم لكارنيه نقابة الصحفيين وفشلوا فى الحصول عليه رغم تدرجهم فى العمل الصحفى سنوات طويلة دون عقود عمل أو تأمين اجتماعى".
وتابع أحمد مهران تصريحاته بالقول: "هذا الكيان غير الشرعى مخالف للقانون والدستور، إذ يخالف قانون الصحافة، ويخالف نص المادة 77 من الدستور، مصر لها نقابة صحفيين واحدة هى التى تمنح تراخيص العمل بالصحافة، وهى المسئولية عن حرية الرأى والتعبير فى مصر، والمعنية بحماية أعضائها ورعاية مصالحهم، نقابة الصحفيين التى أُنشئت بقانون وقرار وزارى بغية حماية أصحاب هذه المهنة السامية، وتقديرا لما يقدمونه للمجتمع من حقيقة ووعى وثقافة وتعليم، وتأكيدا لأهمية الصحافة وأنها سلطة رابعة قادرة على مراقبة السلطات الثلاث، ورصد كل ما يخالف القانون والدستور، وعرضه على الشعب صاحب السيادة والحق".
نقيب الإعلاميين: سنتقدم ببلاغ للنائب العام ضد نقابة الصحفيين الوهمية
فى السياق نفسه، أكد الإعلامى حمدى الكنيسى، رئيس اللجنة التأسيسية لنقابة الإعلاميين، أن النقابة ستتقدم ببلاغ للنائب العام ضد الكيان الوهمى الذى يُطلق على نفسه اسم "نقابة الصحفيين والقنوات الفضائية"، متابعا: "سننسق مع عبد المحسن سلامة نقيب الصحفيين لاتخاذ الإجراءات القانونية ضد هذا الكيان الوهمى".
وأضاف "الكنيسى"، فى تصريح خاص لـ"انفراد"، أن هذا الكيان الوهمى ليس الأول من نوعه، وإنما هناك كيانات وهمية أخرى تشبهه، مشيرا الى أن نقابة الإعلاميين ستتخذ كل الإجراءات القانونية الحازمة ضد تلك الكيانات.
وأشار رئيس اللجنة التأسيسية لنقابة الإعلاميين، إلى أن تلك الكيانات الوهمية تهدف للبيزنس، موضحا أنهم استغلوا حالة الفوضى بعد ثورة يناير، وأنشأوا كياناتهم الوهمية، وأن بعض منشئى هذه الكيانات جمعوا ثروات برسوم الاشتراكات الباهظة التى أقروها للنصب على الشباب.
عبد المحسن سلامة يتقدم ببلاغ للنائب العام ضد نقابة الصحفيين الوهمية
من جانبه، قال الكاتب الصحفى عبد المحسن سلامة، نقيب الصحفيين، إنه تقدم ببلاغ للنائب العام ضد الكيان الوهمى الذى يُطلق على نفسه مسمى "نقابة الصحفيين والقنوات الفضائية".
وأضاف "سلامة"، فى تصريح خاص لـ"انفراد"، أنه طالب فى بلاغه بإلقاء القبض على رائد السعيد محمد الشيمى، الذى أنشأ الكيان غير القانونى تحت عنوان نقابة الصحفيين، وتحويله للنيابة، وإعمال القانون فيما يخص انتحال الصفة.
وذكر نقيب الصحفيين فى تصريحه، أن المدعو رائد السعيد محمد الشيمى، الذى أنشأ الكيان غير القانونى، عاطل ويلجأ لأساليب مريبة لتقاضى الأموال من الشباب مقابل العضويات المزيفة فى كيانه الوهمى، متابعا: "رائد الشيمى هذا عليه شبهات كثيرة".
إعلام البرلمان: النقابة الوهمية مهزلة كبيرة وتزييف لاستغلال الشباب
بدوره، قال النائب نادر مصطفى، أمين سر لجنة الثقافة والإعلام والآثار بمجلس النواب، إن إنشاء نقابة تحت مسمى "نقابة الصحفيين والقنوات الفضائية" ليس أمرا وليد اليوم، وهناك دائما من يتلاعبون بأفكار بعض الشباب الباحثين عن وظيفة، ويستغلونهم لتحقيق مكاشب شخصية، مؤكدا أن هذا الأمر مهزلة كبيرة وتزييف غير مبرر لاستغلال الشباب، هدفه التربح والكسب غير المشروع، ومن ثم لا بد من التصدى لتلك الكيانات بكل قوة.
وأضاف "مصطفى"، فى تصريح خاص لـ"انفراد"، أن ظهور هذا الكيان فرصة كبيرة لمحاربة كل الكيانات الوهمية التى تستغل اسم نقابة الصحفيين، خاصة أن المنتسبين لتلك الكيانات الوهمية ليسوا صحفيين، متابعا: "كارنيهات تلك الكيانات قد تُستغل فى النصب والابتزاز، وفى أمور منافية للقانون والمجتمع، وتساهم فى انحدار المهنة".
وشدد أمين سر لجنة الثقافة والإعلام والآثار بمجلس النواب، على أن هذا الكيان الوهمى يدق أجراس الخطر ويفتح الباب أمام إعادة التفكير فى المنظومة كلها بشكل كبير، حتى لا يسهل استغلال اسم نقابة الصحفيين، لافتا إلى أنه سيقترح تضمين قانون تنظيم الصحافة والإعلام الذى تناقشه اللجنة حاليا النص على عقوبات رادعة لتلك المخالفات.