قالت صحيفة نيويورك تايمز، الأمريكية إنه فى حالة إحالة طارق رمضان، حفيد مؤسس جماعة الإخوان حسن البنا، للقضاء الفرنسى فى قضايا الإغتصاب المتهم فيها، فإنه عقوبته قد تصل إلى 15 سنة سجن فى إحدى القضايا و20 سنة أخرى فى قضية اغتصاب امرأة مصابة بعجز.
وأشارت الصحيفة فى تقرير على موقعها الإلكترونى، السبت، إلى أن رمضان، أستاذ الدراسات الإسلامية فى جامعة أكسفورد والذى يحمل الجنسية السويسرية، ألف العديد من الكتب حول الإسلام والعالم الغربى، حيث كان يعتبره بعض الخبراء ممثلا للإسلام المعتدل المتسامح، غير أن المنتقدين له يقولون أنه ديماجوجى يخفى الآراء الراديكالية خلف الدعايا الإعلامية.
وتم توقيف الأستاذ المثير للجدل فى جامعة أكسفورد الأربعاء، فى إطار تحقيقات أولية بباريس حول اتهامات بالاغتصاب والاعتداء. وينفى رمضان بشدة اتهامات منفصلة من امرأتين مسلمتين له بالاغتصاب فى فندقين فرنسيين فى 2009 و2012. وتقول الصحيفة إنه مع بدء التحقيقات بشكل رسمى فى هذه الجرائم فإن مصير رمضان لا يزال غامضا.
وتوضح أنه فى فرنسا يتم التعامل مع القضايا الجنائية المعقدة من قبل قضاة تحقيق مختصون يتمتعون بصلاحيات تحقيق واسعة. غير أن وضع المتهمين قيد التحقيق رسميا لا يعنى إحالتهم للمحاكمة، حيث يمكن لقضاة التحقيق أن يسقطوا القضايا إذا رأوا أن الأدلة غير كافية.
غير أنه فى حالة إحالة رمضان للمحاكمة وإدانته، فإنه سيواجه 15 سجنا فى إدانته بالاغتصاب و20 سنة أخرى فى إدانته باغتصاب امرأة تعانى عجزا وتسير بعكازا، التى رفضت الإفصاح عن هويتها لوسائل الإعلام.
وهندا عيارى السلفية السابقة التى تحولت إلى ناشطة نسوية علمانية، وثقت تفاصيل اغتصابها فى كتاب نشر فى 2016 دون أن تذكر رمضان بالاسم، لكن فى أكتوبر الماضى قالت إنها قررت فضحه علنا، بتشجيع من آلاف النساء اللواتى قررن الإفصاح عن تعرضهن لاعتداءات ومضايقات جنسية فى حملة Metoo المناهضة للتحرش الجنسى.
وقالت عيارى، إن رمضان اغتصبها فى غرفته فى الفندق وقالت لصحيفة لوباريزيان "خنقنى بقوة اعتقدت معها أننى سأموت"، ورفعت عيارى الشكوى ضد رمضان فى 20 أكتوبر الماضى، وبعد بضعة أيام على رفع عيارى الدعوى اتهمت امرأة مصابة بعجز لم يحدد اسمها، الأكاديمى باغتصابها بعنف فى فندق فى مدينة ليون بجنوب شرق فرنسا فى 2009.
ومن ناحية أخرى، اهتمت بدورها الصحف البريطانية بإبراز خبر القبض على البروفيسور طارق رمضان، وقالت صحيفة "جارديان" إنه يظهر باستمرار على شاشات التليفزيون وشخصية عامة، معتبرة أنه الشخصية الأبرز فى فى فرنسا التى تطالها حملة "أنا أيضا" التى بدأت بالجدل المثار حول سلوك أشهر منتجى هوليوود، هارفى وينشتاين، والذى اتهمته العديد من النسوة باغتصابهن والتحرش بهن.
طارق رمضان وحسن البنا
وأشارت الصحيفة إلى أن الحكومات البريطانية المتعاقبة استعانت بالبروفيسور المصرى السويسرى للحصول على المشاورات الخاصة بالإسلام والمجتمع الإسلامى.
وقالت مصادر قضائية لوكالة فرانس برس انه بعد يومين من استجواب رمضان - المتزوج والأب لأربعة أطفال - تم عرضه على ثلاثة قضاة تم تعيينهم فى القضية، موضحة أنه يواجه تحقيقا شاملا. وفى التحقيق الكامل الذى فتح هذا الأسبوع، يجب على القضاة الفرنسيين تحديد ما إذا كان ينبغى أن يحاكم، بحسب "الجارديان".
ونقلت "الجارديان" عن الطبعة الفرنسية لمجلة فانيتى فير التى التقى موظفوها بالسيدة الثانية التى اغتصبها رمضان، إنه ضربها على وجهها وجسدها وأهانها واغتصبها عدة مرات قبل أن يجرها من شعرها إلى دورة المياه والتبول عليها.
وقالت المرأة إن رمضان طلب منها الالتقاء بها فى حانة فندق هيلتون فى ليون، حيث شارك فى مؤتمر فى عام 2009. وكانت فى السابق على اتصال به عبر الإنترنت لعدة أشهر، وذلك لأنها كانت تريد طلب المشورة.
وذكرت صحيفة "لوموند" الفرنسية أن رمضان قال فى رسائل ودردشات على الإنترنت لهذه السيدة أنه يعيش بشكل منفصل عن زوجته.
وعندما التقيا فى الفندق، اشتكى رمضان من أن الناس تعرفوا عليه ويحدقون فى وجهه، وطلب منها الذهاب إلى غرفته. وقالت المرأة التى تسير بعكاز إنها تعرضت للهجوم بمجرد دخولها إلى الغرفة.
وخلال ثلاث ساعات من الإدلاء بشهادتها فى باريس يوم الخميس، سردت المرأة - المشار إليها فى وسائل الإعلام بالاسم المستعار "كريستيل" ادعاءاتها للقاضى فى حضور رمضان. وأضافت أن رمضان كان يحمل ندبة صغيرة على فخذه لا يمكن رؤيتها إلا عن قرب، بحسب صحيفة "الجارديان".
وقالت مصادر قريبة من القضية إن رمضان رفض شهادتها صراحة، ورفض التوقيع على الملخص الرسمى للجلسة. وقال مصدر قضائى إن "الجانبين حافظا على مواقفهما".
ومن جانبها، قالت صحيفة "تايمز" البريطانية إن رمضان يعتبر شخصية مثيرة للجدل لاسيما فيما يتعلق بوجهات نظره الإسلامية المحافظة. حصل على إجازة من منصبه كأستاذ للدراسات الإسلامية المعاصرة فى كلية سانت أنتونى فى نوفمبر بعد الاتهامات التى وجهتها إليه السيدتان.