أسدلت الكنيسة القبطية الستار على أزمة دير الأنبا مكاريوس بوادي الريان نهائيًا، بعدما تم الإفراج عن الراهب بولس الريانى، وخروجه من السجن، حيث أنهى إجراءات حبسه أمس بمركز يوسف الصديق وعاد للديروسط فرحة الرهبان، ليغلق ملف تلك الأزمة بعدما تمالاتفاق العام الماضي على أن تمنح وزارة البيئة 3 آلاف فدان من أراضى محمية وادى الريان الطبيعية للكنيسة ولإدارة دير الأنبا مكاريوس، كحق انتفاع بغرض السياحة الثقافية الدينية، بالإضافة إلى ألف فدان أخرى بغرض الزراعة، ويكون فيها البابا تواضروس الثانى، ممثلا رسميا للكنيسة أمام الجهات الرسمية، بصفته الرئيس الأعلى لكل الأديرة المصرية.
استقبل رهبان الدير زميلهم بالصلاة والتسابيح واحتفوا بعودته، ليبدأ معهم الصوم الكبير خلال الأيام القليلة المقبلة، وذلك بعدماتمكن محامى الدير منإنهاء إجراءاتكافةالمعارضاتفى خمس جنح، كانت قد صدرت أحكام فيها ضد الراهب بولس الريانى علىخلفيةبناءسور دير وادى الريان قبل تقنين أوضاع الدير.
أما الأنبا مكاريوس أسقف عام المنيا والمدبر الروحى للدير فقال إن الأمور تستقر فى الدير يوما فيوما، وقد تم الاتفاق مع وزارة شئون البيئة على حصول الدير على حق انتفاع لمساحة 3500 فدان مقابل رسوم سنوية، ويتبقى حق الانتفاع بمساحة الألف فدان المتبقية، حيث طالبت الكنيسة بتخفيض المبلغ الذى تم تحديده لأنه مبالغ فيه جداً.
وأضاف المدبر الروحى للدير: أما من جهة الوضع الداخلى وحياة الرهبان، حيث العبادة والأنشطة والتعمير فهى تسير بخطى جيدة، ويتابع قداسة البابا عن كثب أخبار الدير، وتتم الأمور بمعرفة ومباركة قداسته.
وأشار الأنبا مكاريوس، إلى أن توفيق أوضاع رهبان الدير داخليًا تؤهله للحصول على اعتراف المجمع المقدس الذى يتم وفقا للجنة تطمئن على كافة التفاصيل الدينية والروحية في الأديرة التى تحصل على الاعتراف الكنسى.
من جانبه، قال القس بولس حليم المتحدث الرسمى باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، إن هناك خمسة شروط يجب توافرها للاعتراف كنسيًا بالدير، أولها أن يكون هناك تجمع رهبانى يسكن منطقة معينة، وأن تكون له أرض مملوكة قانونيًا للدير، وأن يكون هناك مدبر روحى وإدارى مشرف على المكان من قبل الكنيسة، وأن تكون هناك لجنة بابوية، أى لجنة مجمع المقدس، الخاصة بشؤون الأديرة والرهبة، وهى تختص بدراسة المكان، وتصرح بعدها هل المكان يصلح أن يكون ديرًا أو لا، وآخر شرط، عرض هذه الخطوات والمراحل على المجمع المقدس ليحصل على تصريح واعتراف بالدير من عدمه
الجدير بالذكر، أن أرض دير وادى الريانتقع ضمن نطاق محمية وادى الريان الطبيعية بالفيوم، إلا أن وزارة الآثار اعترفت رسميًا بوجود دير قبطى يعود تاريخه إلى القرن الرابع فى نفس المنطقة الجبلية الصحراوية، وحصل رهبان الدير على وثائق ومستندات تفيد ذلك من وزارة الآثار، بعدما تمكن أحدهم وهو دارس لعلم الآثار من اكتشاف حفريات أثرية وأدوات فخارية ومقابر ومغارات تعود للقرن الرابع تدل على وجود حياة رهبانية بالمنطقة، قبل أن تتحول مع تطور الزمن لمحمية طبيعية.