كشف فتحى راغب حنا، محامى دفاع أسرة الكاهن "سمعان شحاتة "، عن تفاصيل محاكمة المتهم بقتله "أحمد سعيد السنباطى "والتى انتهت اليوم الإثنين فى درجتها الأولى بإعدامه موضحا أن القضية انتهت بشكل سريع، وفقا لمبدأ العدالة الناجزة، ولاعتراف المتهم تفصيليا، بأنه خطط ودبر لجريمته لكرهه الشديد للمسحيين اعتقادًا منه بأنهم كفار.
وأشار محامى أسرة كاهن المرج، إلى أن المحكمة انتدبت محامى للدفاع عن القاتل كحق أصيل له وهذا المحامى أخذ وقت كاف لدراسة القضية وقدم الدفوع القانونية خلال مرافعته ، لافتا إلى أن القضية لا يوجد بها ثغرات لتخفيف حكم الإعدام أمام النقض فالمحكمة أصدرت قرارها بإعدام المتهم بعد أن أستقر فى يقينها ارتكابه الجريمة.
هناك من يقول إن الحكم صدر فى القضية سريعا لتهدئة الرأى العام.. ما رأيك؟
القضية لم يتم الحكم فيها بسرعة كما يعتقد البعض، إنما تم نظرها وفقا لمبادئ العدالة الناجزة، حيث النيابة قامت بدورها فى التحقيق والمتهم اعترف تفصيليا، وشهود الإثبات أكدوا ارتكابه الجريمة مع سبق الإصرار والترصد، وشهادة الشخص الذى اشترى منه السلاح الأبيض الذى استخدمه فى الواقعة جاءت مؤكدة على عقده النية وتبييت النية على الترصد بأى كاهن يخرج من الكنيسة لقتله فضلا عن أن الأدلة الفنية قطعت الشك باليقين على ارتكاب المتهم للجريمة، وكذلك تحريات المباحث وجهاز الأمن الوطنى أثبتت تورطه وعلى هذا تم إحالة القضية إلى محكمة الجنايات التى رأت بأنه لا داعى لإيداع المتهم فى مصحة نفسية للكشف على سلامة قواه العقلية.
بعد الحكم بإعدام المتهم هل يمكن تخفيف العقوبة فى محكمة النقض؟
أعتقد أن محكمة النقض سوف تؤيد حكم إعدام المتهم، حيث لا ثغرة يستخدمها دفاع القاتل للمماطلة ، أو لتخفيف الحكم فالمتهم اعترف تفصيليا وقال إنه ارتكب الواقعة من تلقاء نفسه لكرهه الشديد للمسحيين باعتبارهم كفار، قتلهم واجب دينى مقدس.
هناك من يقول إن دفاع المتهم لم يأخذ الوقت الكافى لدراسة القضية وأن انتداب محام مجرد لاستكمال الشكل القانونى.. ما رأيك؟
المحكمة انتدبت أحد المحامين للدفاع ، كحق أصيل لأى متهم وفقا للقانون الذى يكفل حق المتهم فى الدفاع وتقديم كافة الأدلة والبراهين التى تدل على براءته، كما أن دفاع المتهم أخذ فترة كافية للاطلاع على ملف القضية ، وعلى هذا قدم دفوعه القانونية إلا أن المحكمة استقر فى ضميرها إدانة المتهم بعد أن اعترف تفصيليا أمام المحكمة بجريمته.
المتهم جاء للمحكمة يوم الجلسة واعترف أمام هيئة المحكمة بالواقعة قائلا بالنص "أنا قتلت الكافر"، وعلى هذا لا يوجد مجال للمناورة من قبل دفاع الجانى أو المراوغة لإطالة فترة المحاكمة، فالمتهم من خلال اعترافته أمام المحكمة والنيابة تبين لهم أن الجريمة هى قتل على الهوية، وذلك من خلال ما قاله المتهم خلال التحقيقات، بأنه يعتقد أنه بقتله للكاهن أو أى مسيحى هو يقدم خدمة إلى الله سبحانه وتعالى، وعلى هذا استحق المتهم الإحالة إلى المفتى من الجلسة الثانية.
هل هذه الجريمة وليدة الصدفة أم لآن المتهم يعانى من اضطراب فكرى جعله يعتقد أن الأقباط كفره وقتلهم قربان لله؟
الجريمة ليست وليدة الصدفة وسبب مثل هذه الجرائم التى باتت ظاهرة تورق مجتمعنا ووحدتنا الوطنية، من خلال التفسير الخاطئ للأيات، وذلك الفكر المغلوط عن الأقباط والمسيحية أنهم كفره ومشركين بالله ولا يؤمنوا بعقيدة التوحيد، بسبب غياب الخطاب الدينى المعتدل من بعض المشايخ الذين يحرضون على تأجيج الفتنة بين عنصرى الأمة من خلال فتواهم ضد المسحيين واعتبارهم كفره وتحريم المعايدة عليهم فى أعيادهم ، ونشر أفكار مغلوطة عن المسحيين أنهم يؤمنوا بثلاثة آلهة، فى حين أن المسحيين يؤمنوا بنفس ما يؤمن به المسلمين، أنه لا إله إلا ألله واحدا أحد، فالمسحيون يؤمنوا بنفس ما يؤمن به المسلمين بأن السيد المسيح هو كلمة الله وليس ابن الله بالجسد، بالإضافة إلى إيمان الأقباط بأن السيدة العذراء مريم هى إنسانة بشرية وليست إله .
كيف يمكن أن نتلاشى الأفكار الهدامة حتى لا تتكرر مثل هذه الجريمة؟
يجب على المؤسسات الدينية سواء الأزهر أو الكنيسة عقد لقاءات دائمة بينهما تحس على الحب والتآخى ونبذ العنف إضافة إلى نشر الأفكار التى توضح وتؤكد على أن المسيحية والإسلام يؤمنان بنفس الإله الواحد الأحد، والتأكيد على أنه لا يوجد اختلاف بين الدين الإسلامى والمسيحى، حيث إن الإسلام أول ما ظهر جاء لمحاربة فكرة الشرك بالله الواحد الأحد سواء مشركى قريش أو بدعة المريميين، وهى مجموعة وثنية أول ما ظهروا كان فى أواخر القرن الخامس الميلادى فى شبه الجزيرة العربية، حيث كان اعتقادهم الراسخ فى ذلك الوقت هو أن السيدة العذراء هى الإله، حيث جاء القرآن الكريم بعدة آيات منها، سورة المائدة آية 116:"إذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذونى وأمى إلهين من دون الله"، واضح جداً أن الاعتراض هنا يقصد به المريميين الذين نادوا بأن مريم إلاهة، وهذا ما لا تقول به المسيحية.
وهذا الكلام لم تقل به المسيحية وحاربته بشدة وحرمت القائلين به، أما إيمان المسيحية القويم فهو الإيمان بإله واحد لم يلد ولو يولد ولم يكن له كفواً أحد.
هل تتوقع حدوث وقائع مماثلة لحادث مقتل القس سمعان شحاتة؟
وارد وقوع مثل تلك الأحداث، ولكن لن يستطيع أحد أن يهز المسيحيين ، ومهما كان حجمه أعماله الشريرة، وأى شخص هيتعرض للمسحيين ربنا منتقم جبار.
وعاقبت محكمة جنايات شمال القاهرة المنعقدة بالعباسية، اليوم الاثنين أحمد سعيد السنباطى المتهم بقتل القس سمعان شحاتة بالمرج فى أكتوبر الماضى، بالإعدام شنقا.
كان النائب العام المستشار نبيل صادق، أحال المتهم بقتل القمص سمعان شحاتة إلى محكمة الجنايات؛ لمحاكمته فى الاتهامات المسندة إليه بالقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد.
واتهمت النيابة السنباطى، بأنه فى 12 أكتوبر الماضى، قتل القس سمعان شحاتة عمدا مع سبق الإصرار والترصد بمنطقة المرج، بأن بيَّت النية وعقد العزم على قتل أيًا من رجال المسيحى، وأعد لذلك سلاح أبيض (سكين) وتربص له بمكان أيقن مروره به، وعندما شاهده باغته بعدة طعنات وضربات بأنحاء متفرقة من جسده، فلفظ أنفاسه الأخيرة جراء إصاباته.