تيلرسون فى بيروت لـ"قصقصة ريش" نصرالله.. خارجية أمريكا تعرض على لبنان صفقة فى مقابل التهدئة مع إسرائيل.. وتداعب عون بـ"النفط والجدار العازل" مقابل "سلاح حزب الله".. وبعبدا يستعد بردود توافقية بين جميع

اجتماعات على كافة المستويات بعضها معلن والآخر سرى.. تحالفات ومفاوضات.. حراك على جميع المستويات، هكذا أصبحت بيروت على أهبة الاستعداد لاستقبال وزير الخارجية الأمريكى ريكس تيلرسون الذى سيحط على تلك البقعة الملتهبة- الخميس المقبل- ليزيدها اشتعالا بما يحمله فى جعبته من ملفات ساخنة فى مقدمتها المواجهة التى أصبحت وشيكة بين لبنان وإسرائيل. زيارة وزير الخارجية الأمريكى تأتى فى وقت بالغ الدقة بعد أن تصاعدت حده الخلافات بين لبنان وإسرائيل وبدأت الأخيرة تدق طبول الحرب، ملفات شائكة سيتم فتحها على طاولة الحوار اللبنانى الأمريكى، حيث تحاول واشنطن عرض نفسها كوسيط بين الطرفين منعا للتصعيد على الساحة اللبنانية فى ظل اشتعالها فى سوريا عقب القصف الإسرائيلى وتصدى الجيش السورى لها وإسقاط الطائرة "f16". واشنطن تسعى إلى عقد صفقة مع الرئاسة اللبنانية تؤدى بها إلى تحجيم حزب الله الذى تعاظم سلاحه وقوته العسكرية والقتالية خلال العامين الماضيين وأصبح وحشا كاسرا يقف على أبواب تل أبيب، وتعلم أن مهمتها صعبة فى ظل سيطرة الحزب الشيعى على جزء كبير من البرلمان والحكومة، فضلا عن تحالفه مع الرئيس ميشال عون الذى يدافع منذ اعتلائه قصر بعبدا عن سلاح حزب الله ودوره المكمل للجيش الوطنى. ولذلك عمد رئيس الدبلوماسية الأمريكية إلى إرسال مساعده لشئون الشرق الأدنى ديفيد سترفيليد قبل وصوله بيومين لتهيئة الأجواء لتلك الصفقة وعرضها على الرئاسات اللبنانية الثلاث الرئيس عون ورئيس الحكومة سعد الحريرى ورئيس مجلس النواب نبيه برى، لإقناعهم بالصفقة ومنحهم فرصة للتشاور مع كافة الأطراف قبل وصول تيلرسون. الصفقة الأمريكية كشفتها أوساط لبنانية مطلعة حيث سيعرض تيلرسون على بيروت التوسط لدى إسرائيل للتنازل عن الجدار العازل الذى بدأت تبنيه على الحدود البرية مع لبنان والذى يتعدى على نقاط حدودية تقع تحت السيطرة والسيادة اللبنانية، أما فيما يخص البلوك 9 بالبحر المتوسط والذى أعلنت لبنان التنقيب عن الغاز فيه مؤخرا وعقبت اسرائيل أن تلك النقطة تقع فى حدودها البحرية، فواشنطن عرضت عبر سترفيليد ان تتوسط لدى تل أبيب لإعطاء لبنان ثلثى البلوك 9 مقابل الثلث لإسرائيل. فى مقابل ذلك كشفت صحيفة الديار اللبنانية أن واشنطن ستطالب الرئاسة اللبنانية باتخاذ اجراءات جدية، لتحييد لبنان، وتفعيل سياسية «النأى بالنفس»، وتحجيم قدرات حزب الله، ومنعه من تطوير ترسانته، وسيبلغ المسئولين اللبنانيين بأن أى رد إسرائيلى على أهداف تشكل خطورة على أمنها سيكون مفهوما من الأمريكيين، وإذا كانت الأراضى اللبنانية محيدة حتى الآن عن ذلك، فإن واشنطن لن تكون قادرة على «كبح جماح» إسرائيل التى أعادت «النظر» فى سياسة الرد، بعد الاشتباك الجوى فوق سوريا، وهذه الخطوات العسكرية من شأنها أن تؤدى إلى خروج الأمور عن نطاق السيطرة. وعشية وصول تيلرسون شهد قصر بعبدا اجتماعا ضم عون والحريرى وبرى لصياغة موقف لبنانى موحد من مقترحات واشنطن، وتم استدعاء منسق الحكومة لدى القوات الدولية "اليونيفل" العميد مالك شمص الى الاجتماع، وغادر بعد أن سلم تقريره حول الأوضاع الحدودية، كما انضم المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم إلى اللقاء وشارك فى جزء منه، قبل أن يؤكد خلال مغادرته أن "الوضع الامنى على الحدود مستتب، ولايوجد مشكلة". وعقب الاجتماع أكد الحريرى أن بيروت سيكون لها موقف موحد فيما يخص أى تعديات إسرائيلية على الدولة، فيما شدد الرئيس عون على أن "لبنان أخذ قرارا بالدفاع عن أرضه فى حال حصول اعتداء اسرائيلى عليها أو على حقوقه فى النفط. وإلى الآن لم يحصل اعتداء، بل هناك تصاريح فقط، وهناك قوى تتدخل دبلوماسيا وسياسيا للمساعدة على فض هذا الخلاف". وقالت مصادر لبنانية إن الرد اللبنانى على المقترحات الأمريكية بات جاهزا حيث ترفض بيروت بشدة العرض بشأن البلوك 9 والذى تعتبره فى مياهها الإقليمية وليس من حق تل أبيب مشاركتها فيه غصبا، كما ستطالب بيروت وزير الخارجية الأمريكية بمنع خرق الطيران الإسرائيلى للأجواء اللبنانية، وإذا كان رئيس الدبلوماسية الأمريكية حريصاً على استقرار لبنان، وحريصاً على عدم انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة او محدودة، فعليه نزع «الفتيل المشتعل» المتمثل باستمرار خرق إسرائيل للسيادة اللبنانية جوا، والتوقف عن استخدام الأجواء اللبنانية لضرب أهداف فى سوريا. وتأتى زيارة وزير الخارجية الأمريكية لتحجيم قوة حزب الله بعد أن اتخذت واشنطن على مدار الأسبوعين الماضيين إجراءات عقابية اقتصادية لوقف تمويله، حيث قررت تعزيز تعاونها مع الأرجنتين من أجل مكافحة نشاطات تنظيمات إرهابية مثل حزب الله تسعى للاستفادة من الوضع القائم فى أمريكا الجنوبية من أجل تنفيذ عمليات إجرامية منظمة بهدف جمع التمويل، متهما الحزب بممارسة تجارة المخدرات والتهريب والاتجار بالبشر. وأشار إلى أن التشريع لمواجهة تمويل حزب الله غير المشروع، الذى أقره الكونجرس فى عام 2015، يمكن الرئيس من معالجة هذه المشكلة، ولكن حتى الآن استفادت السلطة التنفيذية من سلطاتها الجديدة من أجل ملاحقة تمويل أموال حزب الله فى الشرق الأوسط، واعتمدت إدارة أوباما على هذه التدابير لتعطيل التدفقات المالية لحزب الله فى لبنان والخليج، وينبغى لإدارة ترامب الآن أن تستهدف هذه الأدوات فى عمليات حزب الله فى أميركا اللاتينية".










الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;