العراق يبدأ رحلة الـ100 مليار لإعادة الإعمار بالحرب على الفساد.. الكويت تدعم بغداد بمليارى دولار.. حيدر العبادى: نجحنا فى إعادة 2.5 مليون نازح.. والاستثمار كفيل بتحقيق التنمية

لم يغب شرط محاربة الفساد عن أعين المؤسسات الدولية والمانحين فى مسألة إعادة إعمار العراق، مما دعا رئيس الوزراء العراقى الدكتور حيدر العبادى للتأكيد على نية حكومته الجادة فى إزالة جميع العوائق التى تعطل الاستثمار، وكذلك القضاء على كل أنواع الفساد والبيروقراطية التى من شأنها إثارة مخاوف المستثمرين بشأن جدوى مشروعاتهم. وأكد العبادى فى كلمته بمؤتمر إعادة اعمار العراق فى الكويت، اليوم الأربعاء، أن التجارب الناجحة لبعض المستثمرين فى العراق تعكس الإرادة الحقيقية للدخول فى القطاع الاستثمارى، معربا عن تطلع بلاده لشراكات واسعة مع القطاع الخاص العراقى، مؤكدا إصرار حكومته على محاربة الفساد كفيل بإضفاء بيئة ناجحة تحت عمل واضح وشفاف، مؤكدا أن مؤتمر الكويت هو بداية الانطلاقة الكبرى لإعادة الاعمار وللاستثمار فى العراق. وأضاف أن بلاده تتوقع دعما من قبل الشركاء لإعادة بناء البلاد التى دمرتها الحرب وما سببته من تراجع فى البنية التحتية للخدمات الأساسية، داعيا لدعم اعادة الاستقرار فى المناطق المحررة، مشيرا لنجاح الحكومة فى اعادة أكثر من نصف أعداد النازحين الذين يزيد عددهم على خمسة ملايين نازح وأكد رئس الوزراء العراقى ان عودة النازحين تتم طوعية وأن إعادة تأهيل الخدمات الأساسية بمشاريع سريعة فى البلاد ستشجع النازحين على العودة إلى مدنهم. وأشاد العبادى بدور الجيش العراقى والدعم الدولى وتضحيات أبناء العراق الذين رخصوا دماءهم دفاعاً عن الأرض والكرامة، وحجّموا خطر داعش عن العالم كله، مؤكدا أن بلاده تتطلع للمستقبل بثقة وذلك باحتضان الأجيال العراقية الصاعدة التى تنمو الان بعيدا عن الدكتاتورية والطغيان وتؤمن بالانفتاح والتعايش المشترك وتعمل من أجل غد افضل. وأوضح رئيس الوزراء العراقى أن رؤية حكومته للتنمية ترتكز على مبدأ التكامل وليس التعارض، مؤكدا سعى حكومته للتكامل مع الجيران ومحيط العراق الشرق أوسطى ومع المحيط الدولى، مؤكدا إصرار العراق على النجاح بخلق هذه التكاملية رغم التحديات التى تواجه العراق فى الوقت الراهن. وأعرب العبادى عن تطلع بلاده إلى شراكات حقيقية وإستراتيجية وتبادل منافع منصفة ومقبولة للجميع وتفهم عميق لواقع العراق، مشيرا لإدراك العراق للمعوقات التى تبطىء حركة التنمية وتعيق دخول الشركاء، موضحا أن بلاده لا تزال تعانى من بيروقراطية ادارية لكن حكومته تعمل بجد على تبسيط الإجراءات ورفع الحلقات الزائدة، مؤكدا أن حكومته تعمل على إعداد قانون الاستثمار الذى يعد من أفضل القوانين فى المنطقة، موضحا أن الحكومة العراقية أصدرت حزمة من النظم والتعليمات التى تسهل تنفيذ هذا القانون ، موضحا ان العراق يحتاج التجديد فى البنية التحتية وإلى زيادة فى تدريب الأيدى العاملة الماهرة. وأوضح العبادى ان الاستثمار هو الكفيل بتحقيق استدامة التنمية، سواء فى تفعيل عجلة الاقتصاد، أو فى زيادة الانتاج، أو فى تشغيل الأيدى العاملة. وأوضح رئيس الوزراء العراقى أن حكومته أطلقت خطة استراتيجية لإعادة الاعمار ستكون منهاج عمل للانطلاق بالمشاريع بموجب معايير وأولويات راعت متطلبات تحقيق الأهداف التنموية المستدامة لسنة 2024 فضلاً عن وثيقة رؤية العراق 2030. من جانبه قال أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، إن بلاده ستخصص مليار دولار كقروض للعراق وستلتزم بمليار دولار أخرى كاستثمارات. وافتتح الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت رسميا، اليوم الأربعاء، المؤتمر الدولى لإعادة إعمار العراق بقاعة التحرير بقصر بيان. حضر الجلسة الافتتاحية رئيس مجلس الوزراء العراقى حيدر العبادى، والأمين العام للأمم المتحدة أطونيو جوتيريس، والممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية فى الاتحاد الأوروبى فيديريكا موجيرينى، ورئيس البنك الدولى جيم يونج كيم، بالإضافة إلى كبار رجال الدولة بالكويت، ورؤساء الوفود الرسمية المشاركة فى فعاليات المؤتمر. ويرى مراقبون أن العراق يواجه تحديات كبيرة خلال الفترة الراهنة وهى اعادة النازحين من المدن المدمرة جراء الحرب على داعش، إضافة لبعض التحديات الأمنية التى تتمثل فى تحرك خلايا نائمة تنتمى لداعش لاستهداف البلاد بعمليات انتحارية فى عدد من المحافظات وفى مقدمتها بغداد. وأكد عدد من المراقبين أن التزام الدول المانحة والداعمة للعراق بتقديم الدعم المالى مرهون بمدى جدية الحكومة العراقية فى محاربة الفساد ووجود مناخ استثمارى يمكن الأجانب من ضمان نجاح استثماراتهم فى البلد الذى يعانى من تدهور فى بنيته التحتية بالإضافة لأزمة الطاقة التى تهدد البلاد خلال السنوات المقبلة.