أجواء مشتعلة شهدتها الجلسة العامة الثانية لمجلس النواب، المنعقدة اليوم الاثنين، لمناقشة مواد اللائحة الداخلية لمجلس النواب، وذلك على خلفية الموافقة على تشكيل الإئتلافات بنسبة 25% من أعضاء المجلس، ما اعتبره البعض تحيزاً واضحاً لإئتلاف "دعم مصر"، وفى ضوء ذلك قرر عدد من النواب المستقلين، إضافة إلى نواب حزب المصريين الأحرار، تعليق حضور الجلسات، لحين توضيح رئيس المجلس لموقفه مما حدث اليوم.
فى بداية الجلسة، طالب الدكتور على عبد العال، رئيس مجلس النواب، من الأعضاء أن يلتزموا برأى أغلبية المجلس عند التصويت على مادة أو اقتراح، وذلك تعليقا على رفض بعض النواب لبعض المواد الخاصة بتشكيل الائتلافات، موجهاً حديثه للأعضاء، عقب رفض مقترح بإعادة المناقشة حول المادة 97، قائلا: "على المعارضة أن تلتزم برأى الأغلبية، وهكذا تكون الديمقراطية، منتصر ومنهزم، واحذروا لأن هناك من ينصب فخ لهذا المجلس"، ما جعل النواب يقفون له تحية لكلمته، مصفقين ومرددين جميعهم " تحيا مصر، تحيا مصر".
لم يمر وقت كبير على تلك الروح الجميلة، إلا وقام النائب محمد عمارة، مشككاً فى نتائج التصويت الإلكترونى على مواد مشروع اللائحة الجديدة للبرلمان، ما جعل المجلس يصوت على طرده من المجلس وقد كان، لكن النواب المنسحبون على خلفية إعتراضهم لإدارة الجلسات، دخلوا القاعة وتجمعوا أمام منصة رئيس المجلس، معلنين إعتراضهم، فيما وجه النائب هيثم الحريرى كلمة حادة للنواب: " اللى هيفضل قاعد هيقبل كده على نفسه.. والدور هييجى علينا ومتبقوش تزعلوا من اللى هنوصله".
وخلال خروجهم مرة أخرى من قاعة مجلس النواب، بعدما أخذوا كارنيهات التصويت الإلكترونى الخاصة بهم، انفعل النائب أحمد طنطاوى داخل القاعة، ما دفع الدكتور على عبد العال، رئيس مجلس النواب، إلى التصويت على طرده من القاعة، وقد كان، موجههاً حديثاً حاداً له : "لن تختطف المجلس، اخرج برة الجلسة"، واستمرت الجلسة الثانية فى هدوءاً حذراً بعد خروج النواب المنسحبين.
بعد دقائق من ذلك الهدوء الحذر، تواجد النائب خالد يوسف داخل قاعة المجلس خلال عمل الجلسة، ما تسبب فى وقوع مشادة حادة بين أحد النواب و"يوسف"، فيما طالب عدد من النواب بإخراجه من القاعة، مما اضطره إلى الخروج من الجلسة العامة، وعقب ذلك قام النائب سعيد شبايك، عضو مجلس النواب، منفعلًا داخل القاعة، واقترب من منصة رئيس المجلس، موجهاً له الحديث: "ده مش مجلس دعم مصر"، وهو الأمر الذى استدعى وكيل المجلس لكى يتدخل لتهدئته.
عاد الهدوء الحذر إلى قاعة المجلس خلال الجلسة العامة الثانية مرة أخرى، إلى أن رفع رئيس المجلس الجلسة الثانية، فيما اجتمع الدكتور على عبد العال رئيس مجلس النواب، بالأعضاء المنسحبين للإستماع إلى مطالبهم، وذلك بعد إنتهاء الجلسة العامة الثانية، فيما صرح سليمان وهدان وكيل مجلس النواب، أن النواب المنسحبين قرروا حضور الجلسة العامة الثالثة، عقب لقاءهم برئيس المجلس.