فى ذكرى رحيل الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل التى توافق 17 فيراير، يستعرض " انفراد تفاصيل لقاء الأستاذ والزعيم جمال عبد الناصر، قبل ثلاثة أيام من رحيل الزعيم جمال عبد الناصر، من خلال كتاب هيكل" الطريق إلى رمضان".
الرئيس الراحل عبد الناصر، كان أثار خلال لقاء جمعه مع الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل، مسألة الدين والإيمان فى حياة الأستاذ، الذى رحل قبل عامين فى هذه الأيام.
ويحكى هيكل، تفاصيل هذا اللقاء الذى جمعهما بفندق "النيل هيلتون"، خلال فترة انعقاد مؤتمر قمة لملوك الدول العربية ورؤسائها، وسأله الزعيم: "هيكل.. أتظن أن الطعام هنا فى الهيلتون مختلف عن الطعام الذى آكله فى البيت؟.
وقال هيكل: "المسألة تتوقف.. على ما الذى ستطلبه"، فرد الزعيم، بأنه يريد بعض "السندويتشات"، لكن هيكل أخبره بأنه "عادة فى منتصف النهار لا يطلبون سندويتشات جبن" وأضاف ضاحكا ومداعبا "وربما بعض المارتينى" - مشروب كحولى-.
فقال عبد الناصر:" المارتينى.. ألا يخشون أن يكون ذلك سببا فى دخولهم النار فى الآخرة؟"، فرد هيكل "إنهم يعتقدون أن الله غفور رحيم، وإن المهم هو تصرفات الإنسان وسلوكه".
ثم سكت عبد الناصر، وسأل فجأة سؤالا غريبا لهيكل: "هل أنت مؤمن؟" فقال هيكل: "أجل.. بالقطع أنا مؤمن".
فسأله الرئيس الراحل: "إذن قل لى ماذا بعد الموت؟" فرد الأستاذ: "ذلك سؤال بالغ الصعوبة، وأعتقد أن الجنة والنار هما هنا فوق هذه الأرض، وربما كان القصد من ذكرهما هو الرمز للخير والشر، وفى إمكاننا نحن أنفسنا أن نجعل من حياتنا جنة أو نارا. أما بعد الموت فربما كانت النهاية".
فقال عبد الناصر: "أتعنى أن من يفعل خيرا على هذه الأرض لا يدخل الجنة؟"، قال هيكل: "لا أدرى.. وإنما أظن أن الجنة والنار رموز"، فسأل الزعيم مجددا: "ذلك يعنى أننا بالموت ننتهى.. وهذا كل شىء".
فأجاب الأستاذ "هذا كل شيء"، فاختتم عبد الناصر، حديثه :"هذا ليس مطمئنا".
جانب آخر من حياة هيكل الدينية، فى حوار أجرته الكاتبة الصحفية سناء البيسى مع الأستاذ، جاء فى كتاب "هيكل.. الحياة. الحرب. الحب" للكاتب الصحفى عادل حمودة.
يتذكر هيكل، صورته صغيرا، قائلا:" أجلس فى مندرة بيت جدى لأمى فى حى الحسين بين الأشقاء والشقيقات وأطفال العائلة نتلقى دروس تحفيظ القرآن من الشيخ قاسم.. وكان من يحفظ جزءا كاملا من القرآن يجازى من الجد جزاء حسنا..".
وسألته البيسى: كيف تنظر إلى الله من خلال الاكتشافات العلمية؟
يجيب هيكل: "أعتبر الله فى قلبى وفى عقلى وكثيرا ما تكلمت عن الفكرة المادية والإنسانية والعقلانية، وأن الأفكار الثلاث تترابط مع بعضها لأن الإنسان لديه احتياجات مادية ولكن لديه عقلانية الحياة تفقد كل قيمتها إذ تكلم المرء فقط عن المادة.. ولا يعود هناك معنى للحياة.. ضرورة الحياة أن يبقى عندك البعد العقلى والبعد الإنسانى والبعد الإيمانى، لأن الإنسان فى النهاية كائن واحد".