رصد الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامى، وجود تطابق بين خلق السموات السبع، وفق ما جاء فى القرآن الكريم، وما توصل إليه علماء الفيزياء بالدلائل العلمية، مستعرضًا بـ "الحرف الواحد"، أوجه الاتفاق، والتى اعتبرها دليلاً على أسبقية القرآن في تأكيد تلك الحقائق التي سبق بها العلماء قبل أكثر من 1400 سنة.
وقال خالد، في الحلقة الحادية عشر من برنامجه "بالحرف الواحد"، الذي يربط بين الدين والعلم والحياة كمثلث متكامل، "كل صور نظرية "الانفجار العظيم" الموجودة على مواقع الفيزياء والفلك توضح لنا قصة خلق الكون على أنها تمت على سبع مناطق مختلفة فى الفضاء، كل منطقه قامت بدور معين.. في فترة معينة.. ومازالت موجودة حتى الآن".
وأضاف: "بعد الانفجار العظيم مباشرة، تحررت طاقة ومادة هائلة انتشرت في أرجاء الكون مع الضوء، وكونت منطقة بالفضاء، سميت "فلاش البيج بانج"، ولازال ضوءها موجودًا منذ 13.8 مليار سنة، يملأ الكون كله بانتظام وبتناسق عجيب، وقد أطلق العلماء عليها اسم ( great flash era أوcosmic microwave background ، التي تعني بالعربية "إشعاع الخلفية الكوني الميكروني، وهذه هي أول منطقة".
وتابع: "بعد ذلك دخل الكون فى عصر مظلم، وأطلق العلماء على هذه المنطقة من الفضاء اسم منطقة "العصر المظلم"، ومن ثم تكونت منطقة تشكيل أول نجوم في الفضاء، وأطلق العلماء عليها اسم "منطقه تشكيل أول نجم"، ثم تكونت بعد ذلك المنطقة الرابعة، وأطلق العلماء عليها الفضاء اسم منطقة "إعادة التأين"، أو منطقة "تشكل البنية".
واستدرك خالد: "بعد ذلك، بدأت المنطقة التى تشكلت فيها، وتكونت فيها المجرات البدائية، وأطلق العلماء عليها اسم منطقة المجرات البدائية (Proto-galaxies era )، تلتها المنطقة السادسة، التي تشكلت فيها المجرات، وأطلق العلماء عليها اسم منطقة المجرات أو (galaxies era)، انتهاءً بالمنطقة السابعة، وهى أقرب منطقة إلينا، المجموعة الشمسية أو (Solar System )، وهى المنطقة التى بها الكواكب والمصابيح التي خلقها لنا الله الشمس والقمر".
وأوضح عمرو خالد أن "كل منطقة حدث فيها أمر ما كان له دور في عملية خلق الكون، فمنطقة حدث فيها تكوين للضوء والمادة، ومنطقة حدث فيها اتحاد بين الضوء والمادة، ومنطقة حدث فيها انفصال بين الضوء والمادة، ومنطقة حدث فيها استجابة الذرات للجاذبية، ومنطقة حدث فيها تكوين لأول نجوم، ومنطقة حدث فيها إعادة تأين، أو تشكل البينة، ومنطقة حدث فيها تكوين لكل أنواع المجرات التي نعرفها".
وأشار إلى أنه يمكن من خلال استخدام "تلسكوب"، أن تنظر إلى السماء، لترى المناطق المذكورة، حيث سترى أقرب منطقة إلينا في الفضاء، وهي المجموعة الشمسية، وفيها الشمس والقمر والكواكب، ثم وراءها بقليل ترى منطقة المجرات galaxies era، تليها بقليل منطقة المجرات البدائيةProto-galaxies era ، أى المجرات الصغيرة عندما كانت تتكون كي تصبح مجرات كبيرة، ثم وراءها بقليل منطقة تشكل البنية، أو إعادة التأين Re-Ionization era ، ثم وراءها بقليل منطقة تشكيل أول نجوم First Stars Era ، ثم وراءها بقليل منطقة كبيرة من السماء مظلمة تسمى منطقة العصر المظلم Dark Edge Era ".
وخلص خالد إلى أنه "بعد كل هذه المناطق سترى في الخلفية المنطقة الأخيرة، والمسماة بمنطقة الفلاش الأعظم".
في المقابل، استعرض خالد بالأدلة ما يوضح حقيقة أن القرآن كان أسبق إلى الإشارة لتلك الحقائق قبل أكثر من 1400 سنة، إذ إن "القران يوضح لنا أن قصة خلق الكون هي قصة سبع مناطق في الفضاء، وأن كل منطقة قامت بدور معين فى خلق الكون.. في سورة فصلت يقول الله تعالى: "فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَىٰ فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ".
وأوضح أنه "وكما أخبرك العلم بأن قصة خلق الكون هي قصة سبع مناطق في الفضاء كل منطقة قامت بدور معين في خلق الكون، ستجد أن القرآن يخبرك أيضًا أن قصة خلق الكون هي قصة سبع سموات كل سماء قامت بدور معين "وَأَوْحَىٰ فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا".
ودلل عمرو خالد بالآية: "وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ"، ليشير إلى أن "المقصود الشمس والقمر.. المجموعة الشمسية، وهي بالفعل موجودة في أقرب سماء إلينا "السماء الدنيا" أي في أقرب منطقة فضاء إلينا، ومرة أخرى في سورة الملك: "إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ".
ومن ثم تساءل: "كيف عرف النبي عليه الصلاة والسلام منذ 1400 سنة أن أقرب سماء إلينا (السماء الدنيا) هى السماء التى توجد فيها الكواكب والمجموعة الشمسية؟".
وأوضح أن "هناك صورة شهيرة جدًا فى علم الفيزياء لعمر الكون، تسمى التسلسل الزمني لنشأة الكون أوThe Universe TimeLine موجودة على كل مواقع الفيزياء وفيزياء الفلك الــ cosmology ، توضح أن عمر الكون حوالي 13.8 أو 14 مليار سنة تكونت الأرض فيها عندما كان عمر الكون حوالى 9 مليارات سنة، بمعنى أوضح أن الأرض تكونت عند ثلثي عمر الكون، ودائمًا أيضًا تكتب هكذا "تكونت الأرض عند ثلثى عمر الكون".
وأشار إلى أنه "بعد ذلك دخل الفضاء في مرحلة توسع تسمى التوسع المحفزaccelerated expansion ، كي يمنع أي أجسام فضائية أخرى من أن تتكون بشكل عشوائى بفعل الجاذبية"، الأمر الذي قال إن القرآن أثبته حين قال إن الأرض تكونت عند ثلثي عمر الكون؟.. "فالقرآن يخبرنا أن الأرض تكونت في أربعة أيام من إجمالي ستة أيام، ليس هذا فقط بل ويخبرنا أيضًا أنه بعدما تكونت الأرض استمرت السماء في الزيادة والتوسع، "وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ* ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ* فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ".
وأضاف: "بهذا يخبرنا القرآن الكريم، أنه بعدما تكونت الأرض عند ثلثي عمر الكون زاد الله السموات وأكملها سبعة، "فقضاهن سبعة"، ولاحظ أن العلماء كتبوا على صورة التسلسل الزمني للكون أن التوسع المحفز accelerated expansion الذي حدث للفضاء قد حدث عند ثلثي عمر الكون، أي عندما تكونت الأرض مباشرة".
وأوضح أن"وكالة "ناسا" تقول إن الكون الذي نعيش فيه فضاؤه مستوٍ، وأطلق عليه مصطلح "فلات" Flat Universe.. والقرآن الكريم أخبرنا أيضًا أن الكون الذي نعيش فيه فضاؤه مستوٍ، "فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ"، "فسواهن".. أي جعل فضاء الكون في وضعٍ مستوٍ مثلما قالت "ناسا"، ومثلما قال علماء الفيزياء وفيزياء الفلك".
وأضاف أن "علماء الفيزياء وفيزياء الفلك أثبتوا بالمشاهدة والتحليل، أن الكون الذي نعيش فيه "متجانس".. إذ أن الإشعاع كله يتوزع بشكل متجانس منذ ذلك الوقت في الفضاء كله... في كل السماوات السبعة كاملة، أي في مناطق الفضاء كلها وبشكل متجانس، لدرجة أن العلماء أطلقوا عليه اسم خلفية الكون".
وقال خالد إنه "بذلك يكون النظر إلى مناطق الفضاء المختلفة، والتي تحدثنا عنها والتدقيق فيها هو الطريقة الوحيدة التي اعتمد عليها العلماء كي يكتشفوا أن الكون الذي نعيش فيه متجانسًا".
وأضاف: "لقد طالبنا القرآن الكريم أن نفعل الطريقة نفسها تمامًا لكي نكتشف تجانس الكون الذي نعيش فيه، بتدقيق النظر إلى مناطق الفضاء المختلفة، أي إلى السموات السبع كي نلاحظ تجانسًا وتناسقًا وعدم تفاوت الكون الذي نعيش فيه، "الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَّا تَرَىٰ فِي خَلْقِ الرَّحْمَٰنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَىٰ مِن فُطُورٍ (3) ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ".
وتابع "تجانس الكون الدقيق دفع العلماء إلى أن يضيفوا تعديلًا بسيطًا لنظرية الانفجار العظيم، حيث أجمع علماء الفيزياء على أن تجانس الكون الدقيق هذا الذي يصل إلى حد التطابق بين أي نقطتين فيه، في غاية البعد عن بعضهما، لا يوجد له سوى معنى واحد فقط، وهو أن هاتين النقطتين أيًا كانتا واللتين تراهما الآن في أقاصي الكون لابد وأنهما كانا في حالة تلامس وتلاحم مع بعضهما في بداية نشأة الكون".
ومضى عمرو خالد قائلا: "بذلك أجمع علماء الفيزياء على أن هذا الكون الفسيح كان كله قطعة واحدة متلاحمة قبل أن يتوسع وينفصل في صورة مناطق الفضاء المتتابعة التي تحدثنا عنها أو السموات السبع التي تستطيع أن تراها بتلسكوبات "ناسا" الآن، نعم.. فكل ما تراه منفصلًا الآن في صورة مناطق فضاء أو سبعة سماوات كان في الأصل مجتمعًا في نقطة واحدة".
وأشار إلى أن "علماء الفيزياء أضافوا إلى نظرية التضخم الكوني cosmic inflation إلى نظرية البيج بانج أو الانفجار العظيم، حيث إنه وببساطة شديدة تجزم نظرية التضخم الكوني بحدوث تضخم إيجابي في بدايات نشأة الكون أدى إلى فصل الكونWidely separated من كونه قطعة واحدة متلاحمة إلى صورة مناطق الفضاء المنفصلة والمتتابعة التي نراها الآن وذلك بالتوازي مع التوسع المستمر والذي مازال مستمرًا حتى الآن "وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ".
وانتهى إلى القول بأن بالقرآن الكريم يقول ذلك أيضًا؟.. إذ "يقول إن كل السماوات ومناطق الفضاء التي نراها بالتلسكوبات المتخصصة الآن كانت كلها متلامسة ومتلاحمة في قطعة واحدة، ثم فصلها الله بعد ذلك لكل مناطق الفضاء التي نراها الآن، "أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوآ أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا"،.
لكن ماذا عن الأرض إذن؟، يجيب خالد: "عندما تشكلت الأرض في البداية كانت كلها كتلة صخرية واحدة لها التركيبة الصخرية نفسها، ما على سطحها هو ما في باطنها ومركزها، لكن بعد ذلك دخلت الأرض في عملية فصل أو فتق أيضا Planetary differentiation is a separation process... فقد انفصلت أو تفتقت لطبقات ومناطق على حسب الكثافة من السطح الخارجي إلى الباطن الداخلي... فأصبحت قشرة الأرض هي الأقل كثافة وباطن الأرض هو الأعلى كثافة... وما بينهما مناطق أو طبقات متدرجة في الكثافة، وأطلق العلماء على هذه المرحلة من مراحل نشأة الأرض اسم الفصل الكوكبي Planetary differentiation.. أي أن الأرض انفصلت أو تفتقت إلى مناطق مختلفة، وهناك كتب تقول إن الأرض أيضًا سبع طبقات، وهناك من تقول ستة.. وهناك من يقول أقل وهناك من يقول أكثر.. لكن القرآن قال سبعة: "اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ".