انطلق اللقاء الدولى الثانى لمركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمى للحوار بين أتباع الأديان والثقافات بمقره فى العاصمة النمساوية فيينا اليوم الاثنين بعنوان "الحوار بين أتباع الأديان من أجل السلام ..تعزيز التعايش واحترام التنوع وترسيخ المواطنة المشتركة" بمشاركة الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية.
ويناقش اللقاء - الذى يستمر لمدة يومين بمشاركة حوالى 250 شخصا وعدد من الأفراد والقيادات والمؤسسات الدينية المتنوعة وصانعى السياسات فى مختلف دول العالم - سبل تعزيز التعايش واحترام التنوع وترسيخ المواطنة المشتركة من خلال الحوار بين أتباع الأديان والثقافات.
كما يناقش اللقاء الدولى سبل معالجة المشاكل الكبيرة التى تهدد التعايش واحترام التنوع فى مناطق كثيرة من أنحاء العالم، مثل توظيف الدين أو الأيدلوجيا المتطرفة لتبرير العنف والتحريض على الكراهية وتفعيل دور الأفراد والقيادات والمؤسسات الدينية، لمساندة صانعى السياسات فى تنفيذ العديد من المبادرات تعزيزا للمشتركات الإنسانية، وترسيخا لقيم التعايش واحترام التنوع والتعددية فى ظل المواطنة المشتركة.
ويهدف اللقاء الدولى إلى تأسيس إطار عملى ومنهجى دائم تعمل من خلاله هذه المؤسسات والقيادات بشراكات بين بعضها البعض، يسمح لها بتبادل الخبرات وبناء شراكات علمية وتربوية وحياتية، مع التركيز على دعم التعايش واحترام التنوع وإطلاق مبادرات إقليمية لتطبيق نتائج هذه اللقاءات.
وبدوره، أكد فيصل بن معمر أمين عام المركز ضرورة استثمار هذا الجمع النخبوى من الأفراد والقيادات والمؤسّسات الدينية وصانعى السياسات من أنحاء العالم؛ لمراجعة ودراسة الأعمال المنجزة والبرامج الحالية، إضافة لرسم الخطط المستقبلية لمواجهة التحديات المحتملة على المدى المنظور، بالنظر إلى المؤسسات الدينية والقيادات الدينية التى باتت أكثر وعيا وإدراكا لأهمية العمل بتعاون وثيق وتنسيق مسبق بهدف مساندة صانعى السياسات، بوصفهم جزءا من الحلول المطروحة للتحديات الراهنة، لضمان تعزيز ثقافة الحوار وبناء السلام والأمن.
وأوضح بن معمر، أن موضوعات الحوار تتركز حول 3 محاور رئيسية تشمل توظيف وسائل التواصل الاجتماعى كمساحة للحوار، وتعزيز الحوار والتعايش المشترك، وبناء التماسك الاجتماعى من خلال التربية الحاضنة للتنوع.
وأشار إلى أن اللقاء سيناقش تعزيز ثقافة الحوار بين أتباع الأديان والثقافات من خلال الأنشطة والبرامج المتفرعة عن المبادرة، ودراسة سبل تعزيز العلاقة بين القيادات الدينية وصانعى السياسات، ومشاركة تجارب دول أخرى لمناهضة العنف باسم الدين للاستفادة من الخبرات والتجارب فى مناطق مختلفة من العالم، وتحديد أطر النجاح والتحديات الاستراتيجية المحتملة، وسبل التغلب عليها.
وأعرب بن معمر عن أمله فى أن يسعى اللقاء إلى ترسيخ الحوار بين أتباع الأديان من أجل السلام لتعزيز التعايش السلمى واحترام التنوع وترسيخ المواطنة المشتركة، والاتفاق على إطار مؤسسى لإطلاق خطط عمل فاعلة للمضى قدما فى تطبيق برامج وأنشطة على أرض الواقع تهدف لبناء السلام وتعزيز التعايش السلمى تحت مظلة هذه المبادرة.