يحتفل العالم باليوم العالمى للسل يوم 24 مارس من كل عام، وعلى الرغم من التقدم المحرز فى مجال مكافحة السل، لا يزال هذا المرض يمثل تهديدًا خطيرًا على الصحة العامة، وما زال السل من بين الأسباب العشرة الأولى للوفاة فى جميع أنحاء العالم، ويودى بحياة ما يصل إلى 5 آلاف شخص يوميًا.
وقالت منظمة الصحة العالمية فى تقرير لها اليوم، لقد بلغ العدد التقديرى لحالات الإصابة بالسل 10.4 ملايين حالة على الصعيد العالمى فى عام 2016، وتوفى من جراء الإصابة به 1.8 ملايين شخص، أما إقليم شرق المتوسط، فقد بلغ العدد التقديرى لحالات الإصابة بالسل 766 ألف حالة، وتوفى بسببه 82 ألف شخص فى العام نفسه.
ويركز موضوع اليوم العالمى للسل لهذا العام "قادة من أجل عالم خال من السل" على دور القادة فى ترسيخ الالتزام بالقضاء على السل، ليس على المستوى السياسى فحسب ولكن على جميع المستويات، إذ يستطيع الجميع، من قادة المجتمع المحلى، والمصابين بالسل، ودعاة المجتمع المدنى، والعاملين الصحيين، والأطباء أو طواقم التمريض، والمنظمات غير الحكومية، وسائر الشركاء الآخرين، أن يقودوا الجهود الرامية إلى القضاء على السل كل فى عمله أو فى مكانه.
ويهدف اليوم العالمى للسل إلى إذكاء الوعى العام بما يخلفه السل من عواقب صحية واجتماعية واقتصادية مدمرة، وتكثيف الجهود الرامية إلى إنهاء هذا الوباء العالمى، الذى لا تزال تنوء بالعبء الأكبر منه البلدان ذات الدخل المنخفض، والفئات الضعيفة مثل النساء والأطفال وكبار السن والمهاجرين واللاجئين والسجناء، والأقليات العرقية، وعمال المناجم، وغيرهم ممن يعملون ويعيشون فى بيئات محفوفة بالمخاطر.
وتؤثر عوامل، مثل سوء التغذية وتدنى جودة السكن والمرافق الصحية، على التعرض للإصابة بالسل والحصول على الرعاية إذا ما أضيفت إليها عوامل خطر أخرى تفاقم شدتها مثل تعاطى التبغ والكحول والإصابة بداء السكرى، وعلاوة على ذلك، فإن فرص الحصول على هذه الرعاية الصحية غالبًا ما تعيقها التكاليف الباهظة من جرّاء الإصابة بالمرض والسعى للحصول على الرعاية والمواظبة عليها والافتقار إلى الحماية الاجتماعية، ما يسفر عن الدوران فى حلقة مفرغة من الفقر واعتلال الصحة، كما أن العدوى بالسل المقاوم لأدوية متعددة يزيد هذه المخاوف أهمية وإلحاحا.
وقد أشار الدكتور جواد المحجور، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط بالإنابة، إلى أن السل لا يزال يمثل تهديدًا جسيمًا على الصحة العامة، وأنه يجب علينا أن نضطلع بما هو أكثر من ذلك بكثير لتنفيذ استراتيجية القضاء على السل وتحقيق غايات أهداف التنمية المستدامة، لكنه سلط الضوء على التقدم الذى أحرزه إقليم شرق المتوسط فى مكافحة السل قائلاً "إن إقليمنا هو أحد أربعة أقاليم تابعة لمنظمة الصحة العالمية حققت الهدف المتمثل فى خفض معدل وفيات السل إلى النصف بحلول عام 2015 مقارنة بتقديرات عام 1990".
وقال الدكتور محمد عبد العزيز، المستشار الإقليمى لمنظمة الصحة العالمية لبرنامج دحر السل "إن حالة السل تتباين فى إقليم شرق المتوسط، فقد أحرزت بعض البلدان بالفعل تقدما كبيرا فى مجال مكافحة السل، ولكن البعض الآخر ما زال يعانى من عبء ثقيل للمرض، وما زالت البرامج الوطنية لمكافحة السل والعاملون الصحيون والجهات المانحة والنشطاء والمجتمعات المحلية يناضلون بإصرار من أجل تقديم خدمات الرعاية للمرضى وسط حالة من الفوضى والارتياب أفضت إليها الصراعات والكوارث التى تعرَّضت لها بلدان الإقليم فى السنوات الأخيرة".
وأضاف الدكتور عبد العزيز، أن "التقدم الذى أحرزه إقليم شرق المتوسط فى مكافحة السل رغم كل المصاعب تقدمًا كبيرًا، رغم أن هناك أيضا عقبات كبرى ما زال علينا أن نتجاوزها، فعلى الرغم من توافر خدمات التشخيص السريع والعلاج بتكلفة منخفضة، لم يتم الكشف عن ثلث حالات الإصابة بالسل الـمقدرة فى عام 2016 فى إقليمنا، أو أن لهذه الحالات لم يبلغ عنها، وهو ما يمثل تحديًا كبيرًا فى سبيل القضاء على وباء السل الذى تواصل عدواه الانتقال وتمثل خطرًا كبيرًا على كل مريض على حده".
ويتيح اليوم العالمى للسل الفرصة لتسليط الضوء على المرض، ولحشد الالتزام السياسى والاجتماعى للتعجيل بوتيرة التقدم صوب القضاء عليه، ومكافحة السل المقاوم لأدوية متعددة الذى يمثل تهديداً كبيراً على الأمن الصحى ويعرض المكاسب التى تحققت فى مكافحه السل للخطر.