يحاول المهندس أحمد محمد فوزى تنفيذ فكرة جهاز ترجمة يمكن بها الاستغناء عن الوسطاء فى ترجمة المؤتمرات والاجتماعات الدولية، ويقوم الجهاز الذى وضع له "فوزى" تصميم مبدئى يشبه النظارات متصل بها سماعات وميكروفون، بترجمة الصوت إلى صوت بلغة أخرى وهو ما يراه "فوزى" يميز جهازه عن تطبيق شبيه له فى ما تعرف بـ "نظارات جوجل" والتى تترجم الصوت إلى كتابة.
من خلال نظارة "فوزى"، يمكن لأشخاص من جنسيات مختلفة التحدث لبعضهم البعض كلٍ بلغته دون الحاجة إلى وسيط، وقال "فوزى" لـ "انفراد" أنه يمكن كذلك ارتداء النظارة أمام التليفزيون لترجمة ما يشاهده، ولم يكن "فوزى" مهتماً فقط بترجمة الأصوات، لكن أيضاً ترجمة حركات ذوى الإعاقة حتى لا يجد الأشخاص العاديين صعوبة فى فهم الأشخاص الذين يعانون من إعاقة سمعية أو بصرية والعكس صحيح، فبواسطة كاميرا أمامية صمَّمها "فوزى"، يمكن ترجمة الحركات إلى أصوات يسمعها مرتدو الجهاز من خلال سماعات مثبتة بالنظارة.
وقال "فوزى" أن فكرة الجهاز ستخدم مجالات مختلفة مثل المؤتمرات العالمية والسياسية، والبحث العلمى، السياحة فى المطارات وتبادل الثقافات والعلوم والفنون، لافتاً إلى أن ما يميز جهازه هو عدم الحاجة للاتصال بالإنترنت إلا فى حالة تطوير برامج الترجمة بالجهاز، الذى يحتوى على جزء USB يمكن من خلاله توصيل الجهاز بالكومبيوتر.
ويتوقع "فوزى" أن يكون التعامل مع الجهاز سهلًا بواسطة أزرار تحكم مثبتة فى أذرع النظارة، وقد بدأ "فوزى" فى تطبيق الفكرة خلال الثمانية أشهر الماضية، ولأن تخصصه هندسة مدنية فهو الآن ينقصه مبرمجين وفريق عمل لتحقيق الفكرة، مشيراً إلى أن الوقت اللازم لتحقيق تلك الفكرة يعتمد على كفاءة المبرمجين.
وتخرج "فوزى" من كلية الهندسة بجامعة الإسكندرية عام 2013 وبعدها عمل مهندس منتدب للتدريس فيها إلى جانب عمله مراقبًا فى مواقع الإنشاءات، وحاول "فوزى" أن يتقدم للحصول على درجة الماجستير فى مجال "الهندسة المدنية" وقيل له أن الفكرة لا يجب فقط أن تكون جديدة ولكن قابلة للتطبيق فى مصر من حيث التكلفة وتوافر المواد، وتم رفض فكرة قدمها "فوزى" لتصنيع خرسانة منفذة للضوء مبنية من الألياف الضوئية بدلًا من الركام، والهدف منها توفير الكهرباء مما جعله يشعر بالإحباط وترك التدريس بالجامعة.
وعن المجال البحثى فى مصر، علق "فوزى" بقوله أنه عندما ذهب لتسجيل فكرته "نظارة ترجمة" فى مكتب براءات الاختراع وجد أفكارًا مقدمة من عام 2013 لم يبت فيها بعد، وعلى الرغم من عدم وجود دراسة جدوى للفكرة، إلا أن "فوزى" أشار إلى أنها لن تكون باهظة الثمن، وأن الجزء الذى سيكون مكلٍّف هو الخاص بالكاميرا، مؤكدًا أن كل أجزاء الجهاز متاحة حيث أنه تم استخدام كلٍّ منها على حدى فى اختراعات كثيرة مثل الروبوت ونظارة جوجل.
وقال "فوزى" أنه يمكن لضعاف النظر أن يرتدوا نظاراتهم العادية تحت "نظارة الترجمة" حيث أنها لا تحتوى على عدسات، مشيراً إلى أن ما يميز هذه البرامج المحملة على الأجهزة ومنها جهازه هى السرعة، مما يجعلها تنافس غيرها من الأجهزة.