فى الوقت الذى تبحث فيه دول الاتحاد الأوروبى نتائج خروج بريطانيا من الاتحاد فى ضوء استفتاء بريكست الذى جرى العام قبل الماضى، تبحث لندن نفسها عن مخرج من الأزمة، وآلية للتراجع عن الأمر.
نتائج الاستفتاء الذى جرى فى صيف 2016 كشفت عن أن الديمقراطية لها أنياب ربما تصيب من يتشدق ويتغنى بها، رغم أن التصويت فى الاستفتاء جرى بصورة تبدو ديمقراطية، إلا أن أغلبية المسؤولين والدبلوماسيين ومراكز الأبحاث الأوروبية يؤكدون أنه لم يكن الاختيار الأمثل، بل ويؤكد معظم من دعموا "بريكست" قبل شهور، أن بريطانيا ستتأثر سلبا وبشكل قاسٍ بسبب الخروج من الاتحاد، بعدما تغنوا كثيرا بالديمقراطية فى إقرار الأمر شعبيا.
مؤخرا أطلقت الأحزاب البريطانية حملة لإجراء استفتاء ثانٍ بشأن اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى "بريكست"، وتهدف دعوة الاستفتاء التى تقودها حركة "بريطانيا المفتوحة" تحت شعار "حملة تصويت الشعب" لمنح الجمهور البريطانى فرصة ثانية لإبداء رأيه فى الخروج من الاتحاد الأوروبى، فى ضوء النتائج السلبية التى تكشّفت بعد شهور من الاستفتاء، والتأكد من أن هذه الخطوة ستجعل وضع بريطانيا، وأوروبا بكاملها، أسوأ من ذى قبل.
الجدل الدائر فى بريطانيا حول "بريكست" فتح بابا واسعا للنظر فى الأمر على امتداد العالم، ومناقشة حقيقة الآليات التى تبدو ديمقراطية فى ظاهرها، ولكنها قد تقود لنتائج ليست فى صالح المجموع الذى تحمس لاتجاه ما، وهذا ما علق عليه الكاتب الصحفى خالد صلاح، رئيس تحرير "انفراد"، قائلا: "الآن يقولون على البريكست فى بريطانيا والإعلام الغربى كارثة، رغم أنه منتج ديمقراطى باستفتاء شعبى"، متسائلا: "هل تقود الديمقراطية إلى كوارث أحيانا؟".
وأوضح خالد صلاح، فى سلسلة تغريدات عبر حسابه على موقع التدوينات القصيرة "تويتر"، أن الأمر يحتاج تحليلا لحقيقة أن بعض الممارسات الديمقراطية قد تقودلنتائج خاطئة أحيانا، مضيفا: "الممارسات الديمقراطية محكومة بالمعلومات المتاحة للناس والظرف النفسى والتعبوى للأمة. المعلومات قد تكون ضالة، والأمة قد يتم حشدها على باطل".
وشدد رئيس تحرير انفراد، على أن "بريطانيا نادمة على البريكست، والشعب أدرك أنه صوّت ضد مصالحه، فهل لو طلب البعض استفتاء جديدا لتصحيح الموقف يصبح ذلك انقلابا على الديمقراطية؟"، مستكملا تعليقه على الأمر بالقول: "فشل البريكست ينبغى أن يدفع العالم للتفكير فى تصويب الأدوات الديمقراطية، والاعتزار بفضيلة التراجع عن نتائجها عندما تقود الأمة إلى كارثة".