رغم أنه جرى العرف على أن يكون التبنى للأطفال وصغار السن، إلا أن مُسنًّا صينيا لم يجد حرجا فى أن يعرض نفسه للتبنى، فى ظل ما يعانيه من الوحدة والحاجة لمن يؤنس وحدته، بحسب ما ذكرته صحيفة "واشنطن بوست".
وقال الصحيفة، فى تقرير نشرته اليوم الخميس، إن الصينى "هان زيشينج" نجا من الغزو اليابانى والحرب الأهلية الصينية والثورة الثقافية، لكنه علم أنه لن يستطيع تحمل ألم العيش وحيدا، وفى أحد الأيام، جمع الجد الصينى البالغ من العمر 85 عاما بعض الأوراق البيضاء وكتب عليها بالحبر الأزرق "أبحث عن شخص يتبنانى".
وكتب المسن الصينى أيضا: "رجل مسن وحيد فى الثمانينيات من العمر، جسده قوى، يستطيع أن يقوم بالتسوق والطبخ ورعاية نفسه، لا يعانى من أمراض مزمنة، ولديه معاش تقاعد يقدر بـ950 دولارا شهريا".
وتابع الرجل إعلانه بالقول، إنه لن يذهب إلى بيت لرعاية المسنين، مضيفا: "أملى أن أجد شخصا طيبا أو عائلة تتبنانى، يأوينى فى سن الشيخوخة ويقوم بدفن جسدى عندما أموت"، ونشر نسخة من الخطاب فى مكان لتجمع الحافلات فى الحى المزدحم الذى يعيش فيه، وذهب إلى منزله للانتظار.
وتقول الصحيفة إن "هان" كان فى حاجة ماسة للصحبة، وقال إن زوجته قد ماتت وأولاده لم يعودوا على اتصال به، وجيرانه لديهم أبناء يربونهم وآباء مسنون يتولون رعايتهم، وإنه يتمتع باللياقة بما يكفى ليقود دراجته للسوق لشراء احتياجاته، إلا أنه يعلم أن صحته ستتداعى يوما ما، ويعلم أيضا أنه ليس سوى واحد من عشرات الملايين من الصينيين الذين يكبرون دون دعم كاف.
وتشير التقديرات إلى أن تحسين ظروف المعيشة وسياسة الطفل الواحد قد قلبت الهرم السكانى فى الصين رأسا على عقب، قهناك بالفعل 15% من الصينيين تزيد أعمارهم عن 60 سنة، وبحلول العام 2040 ستصل نسبتهم للربع.