اعتاد البعض على قضاء شهر رمضان دون عمل، والحصول على إجازة كاملة من أعمالهم طوال شهر رمضان، بهدف تخفيف مشقة الصيام، أو التفرغ للعبادة، أو حتى من لا يطيقون العمل خلال نهار رمضان وأكثرهم من المدخنين.
ويوضح "انفراد" من خلال خدمته الإخبارية اليومية فى رمضان بعنوان "الفتوى نور" حقيقة ذلك الاعتقاد، وما هو حكم هؤلاء، ومدى صحة صيامهم، وهل فعلا من حق الصائم ألا يعمل فى رمضان سواء كان ذلك بنية تخفيف المشقة أو زيادة التعبد.
ويجيب الدكتور محمد الشحات الجندى عضو مجمع البحوث الإسلامية على ذلك الأمر، مؤكدا أنه لا يوجد فى الدين ولا فى فقه الصيام أو مقاصده ما يدعو لأن يحصل الإنسان على إجازة كاملة ويترك عمله طوال الشهر الكريم أيا كان الهدف، موضحا أنه وإن كان لا حرمة فى ذلك، إلا أن من يفعل ذلك ليس هو بالتأكيد "الصائم المثالى".
وتابع عضو مجمع البحوث الإسلامية: "الصيام فريضة هدفها المشاركة فى المشقة والتعب والإحساس بالتعب والمعاناة، فكيف يكون تأديتها من خلال إجازة كاملة فى رمضان، حتى لو كان الهدف التعبد، لأن مشقة الصيام هى جزء أساسى من العبادة نفسها"، مشيرا إلى أن ذلك ينسحب أيضا على من ينعزلون عن الناس فى نهار رمضان ويقضون الصيام فى النوم، لأن جزءا أساسيا من حكمة الصيام تتحقق مع وقوع الإنسان تحت اختبار المعاملات مع الآخرين، لتبين قدرته على تحمل الفتن ومواجهة المعصية ومجاهدة النفس، وليس أن ينعزل تماما.