كثير من المواقف الحساسة يتعرض لها المفطرون فى رمضان، سواء كان ذلك بعذر شرعى أو معصية منهم، خاصة عندما يجاهرون بتناولهم الطعام والشراب أمام الصائمين، ما يفتح باب للفتنة والجدل حول موقفهم من الصيام، وحول حق الصائمين فى ألا يروا شخصا يأكل ويشرب أمامهم وهم صائمون.
ويناقش انفراد ذلك الجدل فى خدمته "الفتوى نور" التى يقدمها يوميا فى رمضان، ويوضح فى ذلك السياق الدكتور أحمد المالكى عضو المكتب الفنى لمشيخة الأزهر، أن الحكمة الأساسية من فريضة الصيام هى التقوى، استنادا لقول الله تعالى "لعلكم تتقون"، وأن التهاون فيه معصية كبيرة، أما أن يُفطر المسلم ويجاهر بإفطاره، فهذا يزيد من أثر العصيان والإفك.
وأضاف أن النبى الكريم حذر كثيرا من المجاهرة بالمعصية فى مواقف كثيرة، كقوله "لعن الله المجاهرين، من ابتلى فليستتر بستر الله، وكل أمتى معافى إلا المجاهرين"، مشددا على أن المجاهرة بالإفطار مصيبة، لأن الخطيئة إذا خفيت لن تضر إلا صاحبها، لكن إعلانها يضر العامة، لأن الناس سيبدأون فى تقبلها وتنتشر ويقل الإيمان فى قلوب الناس، مضيفًا أنه يعتبر المجاهرة بالإفطار فى نهار رمضان تبجح وغياب للأخلاق ووقاحة وعدم حياء - حسب تعبيره-، وأن العاصى أقل إثما من المجاهر بالمعصية.
واختتم بأن المجاهرة بالإفطار فى رمضان ليس من أمور الحرية الشخصية نهائيا، مطالبا الدولة أن تسن قانون لمنع هؤلاء وأن تأخذ على أيديهم حماية للمجتمع من انتشار الفتنة.