فى محاولة لتهدئة حدة الاحتجاجات ضد إدارة ترامب بسبب سياسة الهجرة التى تسببت فى تفريق عائلات المهاجرين، أعاد الرئيس الأمريكى الحديث عن تسبب المهاجرين غير الشرعيين فى جرائم فى الولايات المتحدة، وصرح أمس بأنهم تسببوا فى مقتل نحو 63 ألف أمريكى منذ 11 سبتمبر 2001، واتهم ترامب الصحفيين بعدم تغطية هذا النوع من جرائم القتل؛ فما حقيقة هذا الادعاء؟
انفراد فى خدمته اليومية بزاوية 180 درجة تتبع هذا التصريح الصادم من الرئيس الأمريكى، ووجد أن عدد جرائم القتل التى وقعت فى الولايات المتحدة الأمريكية من عام 2002 وحتى 2016 بلغت 73 ألف و60 جريمة قتل حسبما كشف موقع Snopes لتقصى الحقائق وهى الأرقام الصادرة من مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، فيما ينسب الرئيس الأمريكى للمهاجرين الذين يشكلون نحو 3% من السكان ارتكاب 63 ألف جريمة منهم وهو الأمر غير المنطقى على الإطلاق.
ويشير الموقع إلى أن هذه الشائعة انطلقت للمرة الأولى عام 2006 على يد النائب الجمهورى ستيف كينج صاحب التاريخ الطويل من البيانات العنصرية، والذى زعم أن المهاجرين غير الشرعيين هم المتهم الرئيسى فى جرائم تهريب المخدرات عبر الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك.
وفى عام 2009 نشر كينج تقريرًا منسوبًا إلى مكتب محاسبة الحكومة ادعى فيه أن 25 ألف و64 مهاجرًا غير شرعيًا تم القبض عليهم بتهمة القتل بين عامى 2004 و 2008 مما يعنى أنه يتم القبض يوميًا على 17 مهاجرًا بتهمة القتل، على الرغم من أن هذا الرقم يغطى الفترة من أغسطس 1955 إلى ابريل 2010 بفارق 51 عامًا، وهذا الرقم يعنى أن معدل الاعتقال فى اليوم الواحد 1.25 أى 456 اعتقالاً فى السنة وبالقياس على هذا المعدل يكون عدد جرائم القتل التى تورط فيها مهاجرون غير شرعيين منذ سبتمبر 2001 وحتى يونيو 2018 نحو 8 آلاف جريمة قتل فحسب بينما ما يزعمه كينج يعنى أنهم تورطوا فى 112 ألف جريمة قتل.