قال الأمير تركى الفيصل، رئيس جهاز الاستخبارات السعودية الأسبق وأحد أفراد الأسرة المالكة السعودية البارزين، إن بلاده مستعدة لإجراء محادثات مباشرة مع إيران، بشرط أن تبدى طهران رغبتها فى سحب قواتها من سوريا.
وأضاف الفيصل، فى حواره لبى بى سى، أن الرئيس الإيرانى الأسبق أكبر هاشمى رفسنجانى، استطاع بالتعاون مع العاهل السعودى الراحل الملك عبد الله إنهاء قطيعة بين البلدين خلال فترة سابقة في ثمانينيات القرن الماضى. وقال إن البلدين تربطهما مصالح مشتركة يمكنهما التركيز عليها.
ورحب الفيصل بإعلان روسيا سحب جزء كبير من قواتها من سوريا ووصف الخطوة بالمفاجئة بالنسبة له، وقال :"سيساعد ذلك فى دفع عملية السلام قدما، وقد يساعد الاتفاق الراهن لوقف الأعمال العدائية على نحو يفضى إلى وضع حد لإراقة الدماء".
وقال: "ينبغى لجميع القوات الأجنبية أن تغادر سوريا. والشعب السورى سيرحب بذلك".
وفيما يتعلق بخطابه المفتوح الذى أرسله إلى الرئيس الأمريكى باراك أوباما وأعرب فيه عن غضبه من تصريحات أوباما فى مجلة "ذي أتلانتك" الأسبوعية انتقد فيها الدور الإقليمى للسعودية، قال الفيصل إنه شعر بأنه لا يستطيع أن يقف صامتا دون رد على الاتهامات التى وجهها الرئيس الأمريكى للسعودية.
وكان أوباما قد اتهم عددا من الدول الحليفة للولايات المتحدة، من بينها السعودية، ووصفها بأنها "راكب مجانى".
وقال :"لم نضطلع أبدا بدور الراكب المجانى عندما نتناول شؤون الدولة. نحن بلد له سيادة"، وأضاف أن السعودية "ليست المنتج للإرهابيين فى العالم". وأضاف : "نحن أكبر ضحية للإرهاب".
كما تحدث عن اليمن مشيرا إلى أن المسلحين الحوثيين الذين تدعمهم إيران "يقاومون مبادرات للجلوس على طاولة المفاوضات والتفاوض على تسوية". وقال :"طالما أنهم يقاومون ذلك، فسوف تستمر الحملة العسكرية".
يذكر أن الأمير تركى الفيصل شغل منصب رئيس الاستخبارات السعودية لنحو 24 عاما حفلت بالعديد من الأحداث الجسام ولعب دورا حيويا فى التعامل مع المسلحين الذين كانوا يخوضون حربا فى أفغانستان ضد الغزو السوفيتى لها استمرت من ديسمبر 1979 وحتى فبراير 1989.
ولا يتقلد الأمير تركى الفيصل حاليا أى منصب رسمى فى المملكة، ويرى البعض أن مواقفه تعكس عادة آراء كبار الأمراء وهى مؤثرة فى دوائر السياسة الخارجية فى الرياض.