«أن تخدعني مرة عار عليك.. وأن تخدعني مرتين عار علي»، كان لهذه العبارة وقتها صداها الرنان، يتناقلها الصحفيون الصغار والثوار في الميادين وفي تظاهراتهم المنددة بسياسة جماعة الإخوان الإرهابية، المطلع على الكواليس داخل المطبخ الإعلامي والسياسي، كان يعلم تمام العلم أن صاحب العبارة لا يعارض لمبدأ، ولا خوف على مستقبل بلد، ولا حتى لخلاف مع الجماعة التي طالما ارتمى في أحضانها وفى أحضان قناتها الرسمية «الجزيرة»، المتابع لتاريخ الإعلامي المغرور كان يعلم أنه لم يكن يهاجم الإخوان وقتها إلا بغرض ركوب الموجة، وتحقيق مصلحة ذاتية، خططتها له مسبقاً يد أجهزة مخابرات أجنبية.
لسنا في حاجة للإشارة إلى أن المقصود بالعبارات الماضية، هو الإعلامي الشهير يسري فودة، الذي لم يخدع الشعب المصري مرة ولا مرتين بل مرات ومرات، ولسنا في حاجة أيضاً للإشارة إلى مواقفه المعادية للدولة المصرية وشعبها منذ ثورة 30 يونيو حتى وقتنا هذا، ولا إلى أي مدى صبت هذه المواقف في صالح الجماعة الإرهابية التى تسعى لتقسيم الدولة بكل ما لديها من جهد وقوة، خلال السطور المقبلة لن نقف طويلاً أمام الموقف السياسي للإعلامي الرمادي، فما بين أيدنا أهم وأكثر خطورة، ما بين أيدينا لن نحكم عليه إلا بما قاله الإعلامي بنفسه في مواضع سابقة.
القصة التى حصلنا على تفاصيلها، وما يؤكدها من مستندات ووثائق تؤكد أحاديث سابقة كانت قد لاحقت «فودة» في الوسط الإعلامي تشير إلى إلصاق التحرش فى ممارسات الإعلامى الشهير الحياتية اليومية، حتى بات يطلق عليه علناً وأمام عينيه بالمزاح مرة وبالجد مرات لقب «المتحرش».
الفتاة التي زاملته في قناة «دويتش فيلا» الألمانية، قالت إن «فودة» لم يتحرش بها وحدها، بل تحرش بعدد كبير من زميلاتها، منهن اليمنية طرفة 27 سنة، والمصرية وفاء البدري 30 سنة، مما دفعهما إلى التقدم بدعوى قضائية ضده أمام المحاكم الألمانية.
وأشارت الفتاة إلى أن هناك تحفظاً لدى السلطات الألمانية من الترويج لواقعة التحرش المشار إليها إعلاميا، بسبب دعم الحزب الحاكم بألمانيا للفتاة المشار إليها، منوهة إلى سابقة مطالبة حزب البديل من أجل ألمانيا AFD المعارض بألمانيا إغلاق القناة بسبب تبنيها رسالة إعلامية موجهة للخارج وعدم حاجة ألمانيا لذلك فضلاً عن إنفاق الحكومة عليها مبالغ كبيرة.
فضائح الإعلامي صاحب المقدمات الرنانة الجوفاء، لم تقف عند التحرش، بل امتدت إلى الفساد المالى، حيث أكدت الفتاة الواقع عليها فعل التحرش، تورطه في قضية فساد مالي بالقناة من خلال استغلال مؤسسة أريج للصحافة الاستقصائية المشتبه في كونها واجهة لعدد من الأجهزة الاستخباراتية الأجنبية في إعداد تقارير إخبارية وبيعها للقناة بمبالغ مالية باهظة، إلا أن المسئولين عن القناة اعتبروا عدم محاسبته عن تلك التجاوزات المالية بمثابة ورقة ضغط عليه لاستمرار ولائه للقناة.
ومما يجدر ذكره في هذا السياق، الهجوم الذي شنه «فودة» على قانون الجرائم الإلكترونية الذي اعتمده السيد رئيس الجمهورية مؤخراً، لأن بالقانون مواد تواجه انحرافات الاعلامي المشبوه الذي لم يتوان منذ خروجه من مصر عن ترديد الشائعات والأكاذيب ضدها بهدف تفتيت المجتمع وتقسيمه، إشعال نار الفتنة، الأمر الذي انتهى إلى وقف بث برنامج السلطة الخامسة بقناة «دوتش فيلا»، وطرد فودة منها.