كشفت الفتاة اللبنانية منى المذبوح التى عادت إلى بلادها بعد تخفيف الحكم عليها فى قضية سب المصريين تفاصيل ما جرى لها، منذ أن صدر الحكم الأول بحبسها لمدة 11 عاماً وحتى تخفيفه لمدة عام مع إيقاف التنفيذ.
وقالت الفتاة فى حديث مع "العربية.نت" إنها عاشت أياما عصيبة عقب القبض عليها وحبسها لمدة 11 عاما بتهمة سب المصريين، حيث تعرضت للانهيار التام، واصفة ما جرى بأنه كابوس مؤلم وقاس، وما خفف عنها خلاله تلك المعاملة الحسنة التى لاقتها من ضباط السجن فى مصر وزميلاتها النزيلات.
وذكرت المذبوح أنها فى يوم 7 يوليو الماضى كانت فى سجن القناطر بعد القبض عليها وتوجيه 4 اتهامات لها هى: إزدراء الأديان، ونشر فيديو خادش للحياء العام، و إهانة الشعب المصرى، وإهانة رئيس الجمهورية، وتم استدعاؤها لحضور جلسة محاكمتها، وفور وصولها أبلغها محاميها عماد كمال أن الحكم المتوقع صدوره ضدها سيتراوح ما بين 3 سنوات إلى 7 سنوات، وأنه سيتم تخفيف الحكم أو الحصول على البراءة فى الاستئناف.
وأضافت الفتاة اللبنانية أن المحامى فند لها تفاصيل الحكم، وقال إن النيابة وجهت لها 4 اتهامات وصدر فى كل تهمة حكم بمفرده، وكان مجموع الأحكام 3 سنوات لكل تهمة من الاتهامات الثلاث الأولى، وعامين للتهمة الرابعة، ليبلغ مجموعها 11 عاما، مشيرة إلى أنه فى نفس الجلسة وبعد المداولة تم تخفيف الحكم إلى 8 سنوات وغرامة 40 ألف جنيه.
وكشفت الفتاة اللبنانية أن أول ما فكرت به فور علمها بالحكم هو كيف ستقضى كل هذه السنوات خلف القضبان ؟ وهل ستعود لبلادها مرة أخرى وتعيش بين أحضان أسرتها ؟ وعقب مرور كل هذه السنوات هل يمكنها الزواج وتكوين أسرة، خاصة أنها تبلغ من العمر الآن 24 عاما وبعد انتهاء تنفيذ الحكم سيكون عمرها 32 عاما ؟.
وأوضحت المذبوح أن ما خفف عنها طيلة تلك الفترة العصيبة هو المعاملة اللطيفة والحسنة من الضباط المصريين، وروح المرح والدعابة الذى كان يسود أجواء السجن من النزيلات، كما وجدت تعاطفا كبيرا من الجميع، مضيفة أنها كانت تروى للضباط ذكرياتها فى مصر، والمناطق والشوارع التى زارتها، وقالوا لها إنها تعرف أكثر منهم عن مصر وسألوها لماذا إذن سبت مصر والمصريين ؟.
وقالت المذبوح إن إجابتها لهم هى أنها تعرضت لموقف صعب وعصيب وضغط نفسى بعدما تعرضت للتحرش، جعلها تخرج عن شعورها وتبث الفيديو كمحاولة للتنفيس عن غضبها، لكنها عادت واعتذرت وقدمت اعتذارها لكل المصريين فى فيديو، مضيفة أن بعض المحامين تلقفوا الفيديو الأول وقدموه للنيابة وطلبوا بالقبض عليها ومحاكمتها، دون أن يلتفتوا لاعتذارها فى الفيديو الثانى.
وأكدت الفتاة اللبنانية أن محاميها كان يطمئنها بأنها ستحصل على حكم مخفف فى الاستئناف، وخلال تلك الفترة كانت والدتها تزورها وتطمئنها أيضا وتخبرها بالاتصالات التى كانت تجريها السلطات اللبنانية مع السلطات المصرية للتدخل وتخفيف الحكم عنها، وكشفت لها والدتها عن صيغة الاعتذار الموثق الذى قدمته الأسرة للسفارة المصرية فى لبنان والخارجية المصرية.
وقالت منى المذبوح إنها ظلت خائفة من أن تؤيد محكمة الاستئناف الحكم الأول، لكن الضباط المصريين كانوا يطمئنونها، ويؤكدون بأنها ستحصل على حكم مخفف، مشيرة إلى أنه فى يوم جلسة نظر الاستئناف، تم إيداعها فى القفص لساعة، وبعدها تم إيداعها فى مكتب بالمحكمة لحين نظر الجلسة، ولم تعلم بصدور الحكم إلا بعدها بيومين.
وأضافت أنه فى يوم صدور الحكم تم إعادتها لسجن القناطر، ولم يبلغها أحد بالحكم بما فيهم المحامى الخاص بها، فلم يكن متاحا بشكل كبير التواصل معها فى السجن، وظلت على أعصابها طيلة تلك الفترة، واعتقدت بل أجزمت أن الحكم تم تأييده فاستسلمت للواقع، وبدأت تحاول التأقلم على أنها ستقضى 8 سنوات فى السجن .
وأشارت المذبوح إلى أن الحكم صدر الأحد الماضى وعلمت به صباح يوم الثلاثاء حيث كانت نائمة فى السجن، وفوجئت بزميلتها المصرية عبير حجاج توقظها بطريقة جنونية حيث حملتها هى نائمة، ثم ألقت بها مرة أخرى على سريرها قائلة لها أنه تم تخفيف الحكم بحبسها لمدة عام مع إيقاف التنفيذ وأنها ستعود إلى لبنان.
وأضافت الفتاة اللبنانية أنها لم تصدق فى بادئ الأمر، لكنها تأكدت من صحة الخبر بعد أن قدم لها مأمور السجن التهنئة بالحكم المخفف، وطلب منها الاستعداد للترحيل لقسم الخليفة، تمهيدا للإفراج عنها قائلا لها "لا نريد أن نراكِ هنا فى السجن مرة أخرى، ونتمنى أن تعودى لمصر دون أن تكونى معنا هنا".
وأكدت المذبوح أنها ستعود لمصر مرة أخرى مستقبلا، فهى تحب مصر وتعشقها، مضيفة أنه لم يصدر قرار بمنعها من دخول مصر، وتخشى أن يكون هناك قرار بذلك، قائلة إنها ستحارب من أجل أن تعود للبلد الذى تعشقه بكل كيانها، ومطالبة المصريين أن يصفحوا عنها ويعتبرونها كابنتهم.
وقدمت المذبوح الشكر للسلطات المصرية والمسؤولين المصريين، مضيفة أنها لاقت معاملة طيبة وتعاملوا معها بكل احترام ولطف، كما قدموا لها كافة التسهيلات اللازمة خلال إجراءات الإفراج عنها.
من جانب آخر قال عماد كمال محامى المذبوح لـ"العربية.نت" إن موكلته اللبنانية يمكنها معاودة زيارة مصر دون مشكلات قانونية، فلم يتضمن الحكم الصادر ضدها أى قرار بالمنع من دخول البلاد، وبالتالى يمكنها زيارة مصر فى أى وقت ودون عقبات قانونية.
وأضاف أنه فى حالة صدور قرار من السلطات المصرية بمنعها من الدخول فستقوم بالطعن عليه أمام محكمة القضاء الإداري، والتعامل معه قانونيا لإلغائه، ومن ثم دخولها مصر دون مشكلات.