تهدد ظاهرة الانعكاس الحرارى فى إيران حياة 14 مليون نسمة، بسبب ارتفاع نسبة التلوث الناجم عن الظاهرة، وهى حدوث تغير فى تدرج درجات حرارة طبقات الجو عادة ما يرتفع الهواء الساخن إلى طبقات الجو العليا، وتبقى الشوائب عالقة فى الهواء، وأدت الظاهرة إلى ارتفاع مؤشر التلوث فى الهواء فى طهران والعديد من المدن الإيرانية إلى 157، تعطلت على إثرها المدارس والحياة العامة.
ويعود التلوث فى المدينة الإيرانية إلى عاملين أساسيين هما عوادم السيارات القديمة، وعدم تطبيق لوائح الرقابة على الانبعاثات بشكل منتظم، وهناك أسباب عديدة منها التلوث الصناعى والسيارات ونوع وبناء المعمار الذى يمنع دخول الهواء، خاصة أن طهران مدينة تحاصرها الجبال، والوضع أصبح خطيراً على الأطفال وكبار السن والمرضى ومرضى الحساسية.
وتعد طهران المكتظة التى لا يقل عدد سكانها عن 14 مليون نسمة أشد المدن تأثرا، وتشتد حدة التلوث فى الشتاء، حيث يحول الهواء البارد دون ارتفاع الضباب الدخانى إلى طبقات الجو العليا، كما أعلن رئيس مجلس مدينة طهران، مهدى جمران، أن تلوث الهواء فى العاصمة الإيرانية يتسبب فى مقتل 180 شخصاً على الأقل يومياً.
وتقول بعض الصحف: إن التلوث الناجم عن الدراجات النارية أكبر من ذلك الذى تسببه السيارات، وكانت العاصمة الإيرانية شهدت مستويات قصوى من التلوث فى أواسط الشهر الجارى بعد أن غطت سحابة كبيرة من الضباب المدينة، ما جعل الرؤية فيها سيئة وحجب عنها جبال البرز المغطاة بالثلوج والمشرفة عليها.
روحانى يتخذ إجراءات للحد من الظاهرة
وبعد انتقادات عديدة طالت حكومته بسببب تقاعسها عن الحد من التلوث، أعلن الرئيس حسن روحانى أن الحكومة أصدرت قرارات فورية قصيرة الأجل للحد من التلوث الهوائى وإبعاد القلق عن الشعب، مطالباً جميع الجهات الحكومية إلى جانب المواطنين بالتعاون فى هذا الصدد.
وترأس حسن روحانى اجتماع مجلس الوزراء أمس، مؤكداً ضرورة إبعاد القلق الشعبى الذى رافق ارتفاع نسبة التلوث فى الهواء، معلناً اتخاذ تدابير فورية وقصيرة الأجل يتوجب على جميع الجهات الالتزام بها، وأشار رئيس الجمهورية حسن روحانى إلى أن التلوث الهوائى الموجود طيلة العام يلمسه الناس فى هذه الفترة من السنة بشكل ملحوظ، الأمر الذى يثير القلق عند البعض مما يستدعى الحكومة لاتخاذ التدابير اللازمة لتحسين الأوضاع وإبعاد هذه المخاوف.
وأضاف روحانى أن الحكومة بدأت بعمل الإجراءات متوسطة الأجل منذ بداية عام 2014 إلى جانب ملحق تعديل منع تلوث الهواء قدمته الحكومة لمجلس النواب فى نفس العام ولا يزال ينتظر التوقيع.
وأشار روحانى إلى طلب الحكومة من وزارة الطرق وبناء المدن والمجلس الأعلى لبناء المدن مراقبة حركة البناء وضبط ارتفاعها وخاصة فى مناطق الممرات والفتحات الهوائية.
أكد روحانى ضرورة مراقبة السيارات الملوثة للهواء، ولاسيما السيارات التابعة للمؤسسات الحكومية، لافتا إلى ضرورة رعاية المواصفات الفنية ومراقبة الشرطة لها بشكل دائم إلى جانب الحد من الدراجات النارية لما تسببه من تلوث فى الهواء، وتعميم ثقافة وسائل النقل العمومية.
وطلب روحانى من المواطنين التعاون فى ضبط استخدام المدافئ فى فصل الشتاء لتخفيف من تلوث الهواء مشدداً على ضرورة التزام جميع الجهات الحكومية بالإجراءات المطلوبة طيلة العام وعدم إهمالها لبداية فصل الشتاء حيث يشتد التلوث بشكل عام.