ينشر "انفراد"، نص كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي التى خلال قمة "نيلسون مانديلا للسلام"، وذلك فى إطار فعاليات الدورة 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وإلى نص الكلمة:-
" أصحاب الجلالة والفخامة والسعادة،
السيد الرئيس سيريل رامافوزا،
السيدات والسادة،
يسعدنى أن أشارك اليوم فى قمة نلسون مانديلا للسلام، والتى تأتى تزأمنا مع احتفالات أفريقيا والعالم بأسره بالذكرى المئوية لمولد الزعيم الأفريقى الراحل، الذى تجسدت فى مسيرته آمال الشعوب الأفريقية نحو الاستقلال والكرامة وإنهاء جميع أشكال التمييز وإرساء مبادئ العدالة والمساواة بين الشعوب، ضمن رموز أفريقية خالدة مثل "نكروما وعبد الناصر وسيكوتورى ونيريرى" فعبر عن تلك الآمال بإخلاص وكبرياء، وضحى بكل نفيس لتحرير بلاده من الفصل العنصرى البغيض، فحمل له شعبه وفاءً لم ينقطع واستمر اسمه رمزًا وعنوانًا لتطلع الإنسان فى أفريقيا ومختلف مناطق العالم للتمتع بقيم الحرية والعدل والمساواة.
فخامة الرئيس رامافوزا،
أٌحييكِ، سيدى الرئيس، على عقد هذه القمة التذكارية، وعلى اختيارك لموضوعها الذى يدعو إلى إرساء قيم السلام العالمى بجميع أشكاله، ومضاعفة الجهود الساعية نحو تحقيق السلام والتنمية المستدامة، جنبًا إلى جنب مع إرساء مبادئ حقوق الإنسان.
إننا اليوم فى أمس الحاجة لأطر فعالة لمعالجة الأسباب الجذرية للنزاعات وتعزيز الحكم الرشيد واحترام حقوق الإنسان بمختلف أبعادها، والقضاء على الفقر والأوبئة، وتفجير طاقات الشباب وتمكين المرأة، بهدف الارتقاء بالإنسان وتحقيق تطلعاته فى التنمية المستدامة. كما أنه يتعين علينا جميعًا التضأمن والتعاون الصادق من أجل دحر الإرهاب ومحاربة نزعات التطرف والعنصرية والتمييز والطائفية وتكفير الآخر.
ومن هنا، أؤكد دعم مصر للجهود الرامية لتعزيز دور الأمم المتحدة فى العمل على تكامل مختلف المقاربات للارتقاء بفاعلية وكفاءة ومصداقية المنظمة من أجل تعزيز قدرتها على تحقيق غايات ومقاصد الميثاق فى تحقيق وصيانة السلم والأمن الدوليين، والحفاظ على قيم التسامح والاحترام المتبادل وتفهم وقبول الآخر، تلك القيم التى خلدتها سيرة الزعيم نلسون مانديلا لتكون نبراسا للعمل الدولى متعدد الأطراف.
أصحاب الفخامة والجلالة والسعادة،
السادة الرؤساء،
السيدات والسادة،
أن اجتماعنا اليوم هو مناسبة لمواجهة أنفسنا بما يحتاجه النظام الدولى من تطوير للحفاظ على تلك القيم والغايات النبيلة. فقارتنا الأفريقية، التى كان ومازال نلسون مانديلا رمزًا لها، تواجه تحديات متمثلة بشكل أساسى فى ضرورة حصول جميع أطفالنا على تعليم يؤهلهم للمستقبل، وفى إنهاء معاناة شبابنا من البطالة ومن استهداف دعاة الإرهاب والتطرف لعقولهم لتغييبهم عن هذا المستقبل، وفى ندرة المياه والغذاء والتصحر، وفى ضعف الرعاية الصحية للجميع، مما يمكن المرض والأوبئة من اختطاف المستقبل. فمما لا شك فيه أن هناك خللًا فى آليات التعاون الدولى أفرزت هذا الواقع الذى نتطلع فى أفريقيا لتغييره بالإرادة والمثابرة والشجاعة فى اتخاذ القرارات الصعبة.
فلنتحرك معًا وقدمًا لتحقيق أهداف هذه القمة التاريخية، ولنسترجع القيم والمثل التى تبناها نلسون مانديلا عبر مراحل نضاله، ولنجعل هدفنا المشترك هو تمكين شعوبنا من مستقبل أفضل فى عالم أكثر سلامًا واستقرارًا.