ازدواجية غريبة ينتجها الديكتاتور العثمانى، رجب طيب أردوغان، فى سياساته الداخلية، وكذلك الخارجية، وظهر ذلك جليا فى قضية القس الأمريكى أندرو برونسون، حيث أن أردوغان – منذ اندلاع الأزمة- أكد مرارا وتكرارا أنه لن يتراجع عن حبس القس الأمريكى، وأن موقف بلاده لن يتغير حيال الأزمة، التى تسببت فى توتر العلاقات الأمريكية التركية إلا أن أردوغان انبطح للرئيس الأمريكى، وقرر قضاء بلاده اليوم الإفراج عن القس.
أردوغان قال فى تصريحات سابقة فى أواخر شهر يوليو الماضى، إن أنقرة لن تغير موقفها بشأن احتجاز القس الأمريكى برونسون، وذلك على الرغم من التهديد بفرض عقوبات أمريكية عليها، كما أكد أن تركيا لن تساوم فى هذه القضية.
لكن لا يزال أردوغان يكذب نفسه فى جميع مواقفه، فعلى الرغم من تأكيده بأنه لن يساوم فى قضية القس الأمريكى، إلا أنه رضخ لأمريكا ووافق على الإفراج عنه، وذلك مع إصرار الولايات المتحدة فرض عقوبات على تركيا، كان من شأنها تراجع قيمة الليرة وانهيار الاقتصاد التركي.
التراجع فى موقف الديكتاتور العثمانى كان متوقعا، وحديثه عن استقلال القضاء التركى خلال وجوده فى الأمم المتحدة، مجرد خيالات، خاصة بعد تصريحات وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو، التى قال فيها إنه متفائل بأن تركيا ستفرج عن القس المسجون آندرو برانسون هذا الشهر، ما يشير إلى أن أردوغان رضخ للضغوط الأمريكية، وتمكنت الولايات المتحدة من إجبار أنقرة على قبول شروطها فى صفقة لم يتم الإعلان عنها بعد، ولكن بالتأكيد تفاصيلها ستظهر قريبا، خاصة بعد قرار الإفراج عن القس.