كشفت وثائق الخارجية الأمريكية التى سربها موقع "ويكيليكس" أن عمرو موسى، أمين عام الجامعة العربية الأسبق، المرشح السابق لانتخابات الرئاسة الأولى بعد ثورة 25 يناير، كان عضواً بجماعة الإخوان أثناء دراسته الجامعية.
ورصدت إحدى الوثائق انطباعات الإخوان وارتياحهم لأول مشاركة لهم فى منتدى دافوس العالمى عام 2012، وقالت إن تقديرات الجماعة للانتخابات الرئاسية الأولى بعد ثورة 25 يناير كانت تشير إلى احتمالات فوز عمرو موسى وفق استطلاعات الرأى إلا أن ذلك لم يكن يزعج الجماعة لأن "عمرو موسى كان عضواً بالتنظيم عندما كان فى الجامعة" على حد قول الوثيقة.
وعلقت الوثيقة على المشاركة الأولى للإخوان فى منتدى "دافوس" قائلة: "كان محمد بديع متفاجئاً ومسروراً لأن المشاركة أدت إلى تحسين سمعة الإخوان بين الحكومات الغربية وقادة الأعمال، وذلك فى اجتماعاً سرياً عقده مع قادة الجماعة، ابدى خلاله اقتناعه بأن قادة الدول الغربية تقبلوا الإخوان باعتبارهم القوة الجديدة المهيمنة فى مصر".
وتابع بديع فى الاجتماع الذى حضره محمد مرسى، وسعد الكتاتنى وقادة حزب الحرية والعدالة، وسربت تفاصيله وثائق "ويكيليكس": " أنهم يعدلون سياساتهم الخارجية والاقتصادية وفقا لذلك، ولكن ينبغى أن يوازنوا بين المصالح الغربية وبين أعضاء وأنصار الإخوان الذين يتوقعون أن تتجه لحكومة الجديدة فى مصر نحو حكم إسلامى تقليدى".
وفى النهاية اتفق بديع ومستشاريه ـ بحسب الوثائق ـ على أن الحكومات والشركات والبنوك الغربية التى تبدى مرونة خلاقة فى التعامل مع الحكم المدنى فى مصر ستزدهر فى ظل النظام الجديد. وكان بديع مسرور بشكل خاص بأنه على الرغم من أن مسالة العلاقات المصرية الإسرائيلية التى وردت فى المناقشات مع قادة العمال والدبلوماسيين الغربيين، فإن أكثرهم يدرك أن العلاقات مع مصر وإسرائيل ستتغير بشكل دراماتيكى، وأنه فى حين أن مصر لا تريد مواجهة عسكرية مع إسرائيل، إلا أن تل أبيب لن تكون شريك فى المنطقة.
وفى وثيقة أخرى بعنوان استراتيجية الإخوان فيما بعد الانتخابات البرلمانية بتاريخ يناير 2012، ذكرت مصادر أن الجماعة عقدت اجتماعات مكثفة لضمان الاستفادة الكامل من النجاح الانتخابى الذى حققوه، واتفقوا على ضرورة التوازن بين حزب النور السلفى وحزب الوفد الليبرالى، للحصول على أغلبية الـ 75% من مقاعد البرلمان.
وتطرقت الوثيقة إلى الاتفاق بين حزب النور والإخوان للعمل على قضايا كبرى لها علاقة بصياغة الدستور وتشكيل أول حكومة مدنية. كما أن الكتاتنى طمأن الإخوان أن بإمكانهم الحصول على أغلبية 75% فى البرلمان بأصوات الاعضاء المتعاطفين معم من حزب الوفد والأقليات الأخرى.
وفى وثيقة ثالثة، كشف ويكيليكس عن تخطيط الإخوان لتأسيس مؤسسة إعلامية كبرى ومركز أبحاث بشراكة قطرية، وفقا لما قاله مصادر من الجماعة.. وأوضحوا ، وفقا للوثيقة التى تعود إلى سبتمبر 2012، أن مكتب الإرشاد وافق على سفر خيرت الشاطر إلى الدوحة لتوقيع عقد لمشروع مع مستثمرين هناك ويصاحبه وفد يضم محمود غزلان وحسام أبو بكر. وتضم تلك المؤسسة قناة فضائية وصحيفة يومية مستقلة.