قالت دانة المرزوقي مدير مكتب المشاريع والخدمات المشتركة بأمانة مكتب وزير الداخلية الإماراتي، إن ملتقى تحالف الأديان لأمن المجتمعات الذي ينطلق في إمارة أبو ظبي صباح غد الاثنين، يستهدف دفع حوار الأديان خطوة للأمام، وصولا إلى العمل المشترك لا الحوار فقط.
وأضافت الرائد دانة المرزوقي، ممثل اللجنة المنظمة لملتقى تحالف الأديان، في تصريح خاص لـ«انفراد»، أن الملتقى الذي يُعقد تحت عنوان «كرامة الطفل في العالم الرقمي»، يشهد حضور أكثر من 23 قيادة دينية وروحية يمثلون 7 عقائد كبرى في العالم، بغرض تجسير الهوة الكبيرة بين الخطاب الديني ووعي القادة الروحيين من جانب، وتعقيدات الواقع العالمي وما يواجهه الأطفال من مخاطر في السياق الرقمي الراهن.
ورأت دانة المرزوقي أن الحديث عن التقارب بين العقائد والأديان يبدو خطابا تقليديا، متابعة: «القادة الروحيون يعلمون جميعا أننا نعبد إلها واحدا، يمكن القول إننا أنجزنا مرحلة التقارب والحوار التي راهن عليها الجميع من قبل، والآن نحن تجاوزنا مرحلة الكلام، وعلينا الرهان على الفعل، وهذا ما يسعى إليه الملتقى عبر محوره العام وجلساته السبع وضيوفه الممثلين لكل العقائد الدينية والروحية الكبرى».
وأشادت مدير مكتب المشاريع والخدمات المشتركة في أمانة مكتب وزير الداخلية الإماراتي، بالدور الذي يلعبه الأزهر الشريف في تعزيز حوار الأديان وقيم السلام والتعايش، لكنها قالت في الوقت ذاته إن كثيرين من القادة الروحيين حول العالم يفتقدون الوعي الكافي بالجرائم المعلوماتية والتهديدات المحيطة بالأطفال في الفضاء الرقمي، وينشغل قطاع كبير منهم بأمور ظاهرية تنحصر في الممارسات الظاهرية والتفاصيل الدقيقة لطقوس التعبد اليومية، بعيدا عن الاشتباك الجاد والفاعل مع القضايا المُلحّة، مشددة على أن اللجنة المنظمة للملتقى تتحرك من منطلق رؤية أساسية مفادها المسؤولية عن إيجاد هذا الوعي وتعزيزه لدى القادة الروحيين.
وفي إجابة عن سؤال حول رهان الملتقى في ضوء محوره العام والقيادات الروحية المشاركين في فعالياته، وهل يستهدف تعزيز الأطر الأمنية عبر الخطابات الروحية، أم نقل الثقافة الأمنية الحديثة لرجال الدين ليكون خطابهم مستندا إلى معارف تقنية وأمنية، أكدت الرائد دانة المرزوقي أن فلسفة الملتقى تقوم على الأمرين معا، وأنهم يسعون لتعزيز العمل الأمني عبر تقريبه من الخطابات الدينية ونفي التعارض بينهما، وفي الوقت ذاته يسعى الملتقى لأن ينقل المفاهيم المتصلة بالجرائم الإلكترونية والتعقيدات التي أنتجتها تقنيات الاتصال الحديثة لرجال الدين والقادة الروحيين، ليكون بمقدورهم تطوير خطاباتهم بشكل يراعي هذه المستحدثات ويسد الثغرات الناشئة عنها.
واختتمت دانة المرزوقي بالتشديد على أن الملتقى يشهد حضورا واضحا للمسلمين والأقباط والبوذيين والسيخ والهندوس والبهائيين، وأنه لم يستبعد أحدا من أجندة التخطيط والدعوات استنادا إلى انطلاقه من رؤية تنحاز للإنسانية وتتجاوز التمايزات العقائدية الضيقة.