كشف عمرو عبد الحافظ قائد مراجعات الإخوان داخل السجون، عن اتجاه العديد من عناصر التنظيم فى السجن نحو المنهج الداعشى، مقسما الإخوان فى هذه المرحلة إلى 4 أقسام.
وقال "عبد الحافظ" فى بيان حصل الـ"انفراد" على نسخة منه:"بعد مرور أكثر من خمس سنوات على عزل مرسى وصدام الإخوان وأنصارهم مع مؤسسات الدولة، أستطيع من واقع تجربتى أن أقسم سجناء الإخوان وأنصارهم إلى عدة أقسام".
وأضاف:"قسم أول مازال على ما هو عليه من أفكار وقناعات، وقسم ثان أصبح أكثر تطرفا وأشد ميلا إلى العنف، وربما ينقم على الإخوان لأنه يريد جرعة أعلى من العنف، وبعض هؤلاء أصبح أشد ميلا إلى داعش مثلا، وقسم ثالث أصبح أكثر برجماتية، يرى أن الجولة انتهت لصالح الدولة، وأن على الإخوان أن ينهوا هذه الأزمة ليخرجوا من السجون والعزلة إلى آفاق الحياة ليحاولوا من جديد، وقسم رابع أرهقه السجن ويئس من قدرة الإخوان على المواجهة، يريد أن يخرج من السجن لينزوى بعيدا، ولسان حاله "توبة إن كنت أواجه تانى توبة"!
وتابع:"هذه الأقسام الأربعة لم يغادر أيّ منها دائرة الجماعة.. مازال داخلها فكريا.. القسم الأول كما هو.. والثانى صار أكثر تطرفا داخل نفس الدائرة.. والثالث ذكى يريد التقاط الأنفاس، فقط حتى يتمكن من إعادة المحاولة.. والرابع فقد القدرة على الصمود، ولكنه سيتشجع إذا ما نجحت الجماعة فى إعادة المحاولة كما يريد القسم الثالث".
حينما تنظر الدولة إلى القسمين الثالث والرابع؛ فربما تعتقد أنها نجحت تماما فى مواجهة الإخوان.. هي نجحت بالفعل، ولكنه نجاح جزئي.. نجحت في أن يقتنع هؤلاء بتصفير الصراع الحالى.. ولكنها لم تنجح بعد في إبعاد هؤلاء عن دائرة الصراع بالكلية.. إنهم فقط يترقبون اللحظة المواتية كي يعيدوها سيرتها الأولى.
ودعا "عبد الحافظ" أن يتم معالجة التطرف داخل السجون، قائلا:"السجون تقمع المتطرفين ولكنها لا تعالج التطرف، بل قد تخرج لنا الأشد تطرفا بعد حين وينبغى أن تتحول السجون إلى مستشفيات تعالج التطرف، أى يدخلها المتطرف ليخرج بعد حين وقد تعافى من تطرفه".
وأضاف :"حالتي وحالة زملائي الذين شاركوني رحلة المراجعات الفكرية؛ حالة استثنائية.. فلم نبق على نفس الحالة كالقسم الأول، ولم نصبح أكثر تطرفا كالقسم الثانى، ولم نفكر ببرجماتية كالقسم الثالث ولم يضعفنا السجن كالقسم الرابع، بل خضنا رحلة مراجعات فكرية شاملة، نقلتنا إلى خارج دائرة التطرف تماما، فعلنا ذلك بقرار ذاتى، ولم تعرف الدولة شيئا عن تجربتنا إلا بعد أن نشرنا نتائجها فى وسائل الإعلام.
وكشف عمرو عبد الحافظ، مسئول مراجعات الإخوان داخل السجون، عن آخر التطورات التى وصلت لها المراجعات، مؤكدا أن قيادات التنظيم حاولوا بشتى الطرق وقف قطار المراجعات عن طريق تسليط أشخاص داخل السجون للاعتداء على أصحاب المراجعات ونشر شائعات عنهم لتشويهم.
وقال "عبد الحافظ"، المسجون حاليًا فى سجن الفيوم العمومى، لـ"انفراد" عبر أحد مواقع التواصل الاجتماعى، إن قطار المراجعات انطلق داخل الإخوان إلا أن القيادات التاريخية يعتبرونه شبح يهدد وجود الجماعة، مؤكدًا أن أزمة قيادات الإخوان أنهم يعتبرون أنفسهم امتدادا للأنبياء والرسل ولذلك يعتبرون فشلهم "ابتلاء من الله".