شارك وزير الخارجية سامح شكرى، بمداخلة فى المؤتمر الصحفى المشترك الذى أعقب مباحثاته مع وزيرة خارجية بلغاريا إيكاترينا زاخارييفا اليوم الخميس بالعاصمة البلغارية صوفيا.
وصرح المستشار أحمد حافظ المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية بأن الوزير شكرى أشار خلال مداخلته إلى اللقاءات المثمرةٍ التى أجراها خلال الزيارة مع "رومن راديف" رئيسِ جمهوريةِ بلغاريا وِ"بويكو بوريسوف" رئيس الوزراء، فضلاً عن المباحثات الموسعة مع وزيرة الخارجية، والتى تمَ التأكيدُ خلالها على الرغبة المشتركةِ والصادقة لدى الجانبين فى تعزيزِ مختلفِ أوجهِ التعاون.
فى هذا السياق، أكد شكرى أن التوقيعُ على اتفاقِ إنشاء اللجنة المشتركة للتعاون بين البلدين قد جاء لإرساء دعائم جديدة للعلاقات الثنائية، بما يعكس حرص الجانبين على المضى قدماً فى مسيرة التعاون المشترك فى مختلف المجالات.
وأردف حافظ، أن الوزير شكرى أكد على أن العلاقات المصرية البلغارية شهدت زخماً سياسياً كبيراً خلال الأشهر الماضية، لاسيما بعد زيارة السيد رئيس وزراء بلغاريا الناجحة إلى مصر ولقائه بالرئيس عبد الفتاح السيسى فى أكتوبر الماضي، والذى أكد خلاله الجانبان على أهمية ترجمة إرادتنا المشتركة فى التعاون والانفتاح إلى مزيد من الخطوات العملية للانطلاق بمختلف مجالات التعاون إلى أبعد مدى. وأشار شكرى أن فى هذا الاطار جاء الاتفاق على تشكيل اللجنة المشتركة تحت رئاسة وزيرى خارجية البلدين، استناداً إلى اقتناع راسخ بما يمكن أن تُضفيه هذه الآلية من قيمة حقيقية لتعزيز التعاون والتنسيق المشترك، وبما يساهم فى مواجهة التحديات المتصاعدة والواقع الإقليمى الصعب الذى نعيشه فى ظل احتدام الصراعات، وانتشار الإرهاب الذى يتسع نطاقه ويمتد من منطقة الشرق الأوسط إلى أوروبا عبر المتوسط، وذلك بالإضافة إلى قضايا الهجرة غير الشرعية.
كما أوضح شكرى بأنه خلال مباحثاته اليوم تم تناول سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية بين مصر وبلغاريا، لاسيما فى ظل التنامى الملحوظ فى حجم التبادل التجارى بين البلدين والذى تجاوز المليار دولار، ولا يزال فى تزايد، بالإضافة إلى الفرص المتوافرة فى مجال الطاقة، وكذا القطاع الزراعي، وغير ذلك من المجالات والقطاعات التنموية، الأمر الذى يعكس وجود آفاق واسعة للتعاون يجب استثماره والبناء عليه خلال الفترة المقبلة، من أجل ترسيخ ركائز الشراكة بين مصر وبلغاريا كنموذج يحتذى فى العلاقات بين الدول.
واردف المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، أن الوزير شكرى أشار إلى أن جلسة المباحثات تضمنت تبادلاً لوجهات النظر حول التطورات الجارية فى الشرق الأوسط، حيث كان هناك تقارب واضح إزاء سبل التعامل مع الأوضاع الراهنة، والتى تستدعى تضافر الجهود من أجل التوصل إلى حلول سلمية للصراعات القائمة بما يحفظ كيان الدولة الوطنية، ويعالج جذور ظاهرتى الإرهاب والهجرة غير الشرعية.
هذا، وأعرب الوزير سامح شكرى فى مداخلته عن تقديره للدور المتوازن والفعال الذى تلعبه بلغاريا كركيزة لتعزيز الاستقرار فى منطقة البلقان، مقدماَ التهنئة على رئاسة بلغاريا الناجحة للاتحاد الأوروبى خلال النصف الأول من العام الحالي، وما بذلته من جهد خلال الرئاسة لتعزيز التواصل مع دول جنوب المتوسط.
وأوضح حافظ، أن فى ختام مداخلته، أعرب شكرى أيضا عن تقدير واعتزاز مصر بالعلاقات التاريخية التى تجمعها ببلغاريا منذ أكثر من تسعين عاماً، والتى تأسست على الاحترام المتبادل والتفاهم المشترك، وهو ما يدفع مصر إلى العمل على تعزيز هذه العلاقات والارتقاء بها إلى مستويات أفضل، واستكشاف فرص التعاون الواعدة بين البلدين، مؤكداً فى هذا الصدد على تطلعه لزيارة "رومن راديف" رئيس جمهورية بلغاريا إلى مصر قريبا من أجل إضافة لبنة جديدة لصرح العلاقات الممتدة بين البلدين.