أكد الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء على أهمية التعاون والتحرك فى مجالات عديدة مع الدول الأفريقية ومنها المجال الزراعى والمجال الحيوانى والتعدين، خاصة وأن أفريقيا سوق مفتوح وشريك استراتيجى وتملك القدرة الفنية والخبرة العملية، وبالتالى هناك ثقة أفريقية فى قدرات مصر كونها دولة أفريقية وشقيقة لكافة الدول الأفارقة.
وقال رئيس الوزراء فى تصريحات صحفية للوفد الصحفى المرافق له على متن الطائرة أثناء عودته من تنزانيا مساء اليوم الأربعاء أن الرئيس التنزانى أشار لدى اللقاء الثنائى معه اليوم إلى الصدى والتأثير الشديد لمكانة الرئيس السيسي فى القارة الأفريقية وهو ما جعل مصر اختيارا ذات أولوية، موضحا أن تنزانيا كانت تمتلك عدد من المشروعات التى يمكن أن تنفذ فى اكثر من مكان بتنزانيا وجميع هذه المشروعات تحمل دراسات الجدوى الخاصة بها، لكن الرئيس التنزانى كان يريد توصيل رسالة وأنه عند اختياره لمشروع حرص بشكل كبير ألا يؤثر هذا المشروع على مصر تقديرا لمكانة مصر وتقديرا لمكانة الرئيس السيسي.
وأوضح رئيس الوزراء أنه لمس فى كافة الزيارات التى تمت بتكليف من الرئيس عبد الفتاح السيسي، تقدير شديد جدا لمصر وللرئيس السيسي واحترام لشخصه عند كافة القادة والزعماء الأفارقة، ونتيجة لذلك كانت شكل مصر وعودة مصر لأفريقيا تتسم بالقوة الشديدة ولاقت ترحيب من جميع الدول التى أعربت عن زيادة التواجد المصرى فى القارة السمراء فى الفترة القادمة.
وأضاف رئيس الوزراء أن كلمة الرئيس التنزانى اليوم عقب توقيع عقد بناء سد نهر روفيجى اعطت رسالة فى منتهى الوضوح بأهمية الشراكة التنزانية مع مصر، وان مصر بالنسبة لبلاده تعد شريكا استراتيجيا، مشيرا إلى التشبيه الذى استعاره الرئيس التنزانى فى كلمته لتأكيد اهمية مصر بالنسبة له عندما قال الرئيس التنزانى " عندما قام السيد المسيح باللجوء إلى مصر عند تهديد حياته، فأن تنزانيا ايضا تلجأ لمصر لكى تساعدنا فى مشروعات التنمية".
ووصف الدكتور مصطفى مدبولى كلمة الرئيس التنزانى بالقوية جدا التى تؤكد أن مصر عادت بقوة إلى أفريقيا، مشيرا إلى أن المشروع الذى تم توقيعه اليوم بين مصر وتنزانيا يعد عودة حميدة لقوة مصر الناعمة فى أفريقيا، وذلك بأن يكون لمصر بصمة واضحة فى كل دولة بأفريقيا، قد تكون هذه البصمة عبر مشروعات وقد تكون تواجدات لوزارات بعينها مثل مجالى الصحة والتعليم وغيرها.
وأكد رئيس الوزراء أن الرئيس السيسي حريص جدا أن ننتهز فترة رئاسة مصر للاتحاد الأفريقى، وان تقود مصر عمل أفريقى مشترك لصالح أفريقيا بوجه عام يعم على كافة الدول الأفريقية الاستفادة من كافة المشروعات التنموية التى يمكن أن تنفذ خلال هذه الفترة من رئاسة مصر للاتحاد خلال العام 2019.
وأشار رئيس الوزراء إلى أنه ستكون هناك فرص لمشروعات تتم بالشراكة بين الحكومة المصرية من جانب وحكومات الدول الأفريقية الشقيقة من جانب اخر، يشارك بها ايضا القطاع الخاص الذى يلعب دور مهما جدا فى أفريقيا، موضحا أن الرئيس السيسي عندما اعلن أن مصر تساهم حاليا فى مشروعات بأفريقيا تصل جملة استثماراتها إلى ما يقارب ال 10 مليارات دولار كان الجزء منها ينفذه القطاع الخاص، وهو ما يوضح بصورة اخرى عودة لقوة مصر الناعمة داخل القارة الأفريقية.
وأوضح رئيس الوزراء أن هذه العودة تعد من الأهمية لتعويض الفترة التى كانت بها مصر بعيدة عن أفريقيا، لكن التواجد المصرى حاليا ومكانة الرئيس السيسي لدى القادة الافارقة وسياسة مصر يعد عودة قوية لأفريقيا، مشددا على أن أفريقيا تعد اولوية أولى خاصة مع المساحات الكبيرة لتبادل المصالح وهى ميزة كبيرة بدول أفريقيا حيث تكون المصالح مشتركة والجميع مستفيد.
كما أشار رئيس الوزراء إلى أن اللقاء الثنائى اليوم مع الرئيس التنزانى والذى أكد خلاله الرئيس التنزانى أن مشروع بناء سد نهر روفيجى هو يعتبره البداية للتعاون مع مصر وأن هناك مشروعات اخرى يتطلع لتنفيذها فى بلاده تساعد مصر فى تنفيذها منها مشروعات بناء سدود أخرى ومشروعات إنشائية كبيرة جدا، موضحا أنه بالفعل مع كل لقاء بينه وبين وسفراء أو وزراء أو رؤساء حكومات لدول أجنبية وذلك على مستوى العالم كله وليس أفريقيا فقط يجد أن الجميع منبهر مما يحدث فى مصر من مشروعات قومية وحجم الإنجازات على الأرض وهى الصورة الحقيقية والهامة التى يراها العالم أجمع عليها الآن، وعلينا كمصريين أن نشعر بالفخر لما يحدث فى بلدنا.
وأعرب رئيس الوزراء عن أمله خلال الفترة القادمة مع استمرار معدلات التنمية والعمل المستمر على مدى أكتر من أربع سنوات، أن نظل على نفس المستوى وبنفس القوة ولكى نحقق ما نتمناه جميعا وأن نرى مصر افضل خلال السنوات القليلة القادمة.
وأوضح الدكتور مصطفى مدبولى أن ذلك يؤكد اهمية التواجد المصرى فى القارة الأفريقية خلال المرحلة المقبلة وزيادة الاستثمارات فى دول القارة الأفريقية والمشاركة والتعاون الدول الأفريقية الشقيقة وبناء قدراتهم وأن يكون لدى مصر برامج تدريب وتعليم ومنح تدريبية وتعليمية للأشقاء الأفارقة، وهو ما يأتى فى نطاق اهداف الدولة للتواجد فى كافة دول القارة.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن الرئيس التنزانى ناقش أيضا خلال اللقاء الثنائى، اليوم الأربعاء، عددا من المشروعات وطلب مساهمة مصر فيها، موضحا أنه قام بنقل رسالة تتضمن دعوة من الرئيس السيسي لنظيره التنزانى لزيارة مصر، حيث رحب الرئيس التنزانى بهذه الدعوة.
وقال رئيس الوزراء أنه قام ايضا بتوجيه الدعوة إلى رئيس الوزراء التنزانى وعدد من وزراء حكومته لزيارة مصر لكى يتم مناقشة المشروعات التى تحتاجها تنزانيا فى عدة مجالات مختلفة منها الزراعة والثروة الحيوانية والتعدين والكهرباء والطاقة.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن الرئيس التنزانى أوضح أن بلاده التى تبلغ مساحتها مليون كيلوا متر مربع وتعادل مساحة مصر، وعدد سكانها 56 مليون نسمة، اجمالى الطاقة الكهربائية لديها حاليا 1800 ميجاوات، فى حيث تبلغ القدرة المصرية الحالية مع كم المشروعات القومية التى تنفذ، 55 الف ميجاوات وهو ما أبهر الرئيس التنزانى الذى أشار لذلك فى كلمته اليوم تقديرا لما يحدث فى مصر حاليا.
وقال الدكتور مصطفى مدبولى أن مشروع السد بالكامل ينفذ بتمويل من تنزانيا والتحالف المصرى للمقاولين العرب مع شركات مصرية وعالمية أخرى، مشيرا إلى أن مشروع ضخم حصلت عليه مصر ضمن منافسة عالمية شديدة أعلنت عنها تنزانيا ورغم المزايا التى عرضت إلا أن الرئيس التنزانى كان حريصا على إسناد المشروع لشركة مصرية.