كشف الشيخ محمد بن راشد، نائب رئيس دولة الإمارات، ورئيس مجلس الوزراء الإماراتى، وحاكم دبى، فى كتابه الجديد "قصتى"، الذى أصدره بمناسبة مرور 50 عاما على توليه أول منصب داخل الإمارات، عن العديد من المواقف التى جمعته مع رؤساء الدول العربية سواء الحاليين أو السابقين، ومن بينهم الرئيس العراقى الراحل صدام حسين، والرئيس الليبى معمر القذافى، والرئيس السورى بشار الأسد.
ومن أبرز ما ذكره الشيخ محمد بن راشد، اجتماعه بالرئيس العراقى صدام حسين أكثر من مرة، لعل الموقف الذى ترك الأثر الأكبر كما يروى فى الكتاب، يوم ذهب للقاء صدام فى عام 2003 فى محاولة أخيرة لتجنيب العراق الغزو الأمريكى الوشيك، مستعيدًا تفاصيل الحوار الذى دار بينه وبين صدام، عارضًا عليه الرحيل عن العراق حماية لبلده، وشعبه. وإذ يعيد تأمل هذا اللقاء وما تلا ذلك من أحداث انتهت بتدمير العراق، مضيفًا: "بعد الغزو، لم يبق العراق كما كان، ولم تبق المنطقة كما كانت. كنت أحذر الأميركيين من الغزو وأقول لهم: لا تفتحوا الصندوق المغلق".
ويستعرض الشيخ محمد راشد، اللقاء الذى جمعه بالرئيس السورى بشار الأسد، يوم جاء الأخير إلى دبى فى عام 1999، ولم يكن بعد رئيسًا وللمرة الأولى، يكشف عن موقف طريف جمعه بالأسد الشاب يومها، حين اصطحبه فى جولة بدبى بعيدًا عن الرسميات، فاجأه بها، دون أن يُطلعه عن تفاصيلها مسبقًا، إذ أخذه فى سيارته، بعيدًا عن أعين الوفد المرافق، وقام وإياه بجولة فى أحد المولات وسط المتسوقين، فى تجربة تركت أثرًا طيبًا، الذى لم يخفِ إعجابه بدبى، وعلى الرغم من تأكيد بشار الأسد أنه سيسعى إلى استنساخ هذه التجربة فى بلاده، إلا أن التاريخ كانت له كلمة أخرى، لتدخل سوريا فى السنوات السبع الأخيرة حربًا مدمرة، تسببت فى قتل وتهجير الملايين من السوريين. ومع ذلك، قال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: "مازال لدى أمل ويقين بأن الشعب السورى الذى استطاع بناء أربعين حضارة على أرضه قادر على بناء حضارة جديدة".
ومن القصص اللافتة أيضًا تلك الزيارة التى قام بها الشيخ محمد دبن راشد إلى ليبيا بدعوة من الرئيس الليبى يومها معمر القذافى، الذى أراد بناء مدينة كدبى فى ليبيا، على غرار العديد من الزعماء العرب الذين يريدون تكرار تجربة دبى فى دولهم، إذ يكشف عن حوارات ومواقف جمعته مع القذافى، مدركًا أن «دبي» لم يكن لها مكان فى ليبيا آنذاك، مؤكدًا: "لم يكن القذافى يريد التغيير، كان يتمنى التغيير.. التغيير لا يحتاج خطابات بل إنجازات.. التغيير بحاجة لبيئة حقيقية، الشعب وحده يستطيع التغيير للأفضل فقط.. الشعب الليبى يضم علماء ومواهب ورجال أعمال وبناة وباحثين وأطباء ومهندسين، هم فقط يحتاجون للبيئة المواتية لإطلاق إمكاناتهم وإحداث التغيير الإيجابي"، وذلك حسبما ذكرت صحيفة الإمارات اليوم.