استقبل الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وزير الاسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، اليوم، يانغ جيه تشي، الممثل الخاص لرئيس جمهورية الصين الشعبية، وعضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي، ومدير مكتب لجنة الشئون الخارجية التابعة للحزب الشيوعي، والوفد الصيني المرافق له، لبحث سبل تعزيز مجالات التعاون القائمة بين البلدين، بحضور المستشار عمر مروان، وزير شئون مجلس النواب، والنائب كريم درويش رئيس لجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب، والنائب أحمد سمير، رئيس لجنة الشئون الاقتصادية بمجلس النواب.
في مستهل اللقاء، رحب رئيس الوزراء بالممثل الخاص لرئيس جمهورية الصين الشعبية والوفد المرافق له، مشيداً بالعلاقات التاريخية التي تجمع بين مصر والصين، وبالتطور الملحوظ في علاقاتهما الثنائية خاصة عقب الزيارات الناجحة التي أجراها الرئيس السيسي إلي الصين، حيث تكللت أول تلك الزيارات بالتوقيع على اتفاقية "الشراكة الاستراتيجية الشاملة" بين البلدين في ديسمبر 2014.
ووجه رئيس الوزراء الشكر للمسئول الصيني على حفاوة الاستقبال التي لقيها الوفد المصري المشارك في فعاليات معرض الصين الدولي للواردات الذي استضافته مدينة شنغهاي في نوفمبر 2018، وشاركت فيه مصر كأحد ضيوف شرف المعرض، مما يعكس تنامي العلاقات الثنائية بين مصر والصين.
وصرح المستشار نادر سعد، المتحدث الرسمي باسم رئاسة مجلس الوزراء، بأن رئيس الوزراء أعرب خلال اللقاء عن تقديرنا لمساندة الصين لمصر في جهود التنمية التي تجرى في ربوع البلاد، مشيراً إلى أنه تفقد خلال زيارته الأخيرة للعاصمة الإدارية الجديدة المشروعات التي تقوم الشركة الصينية بإنجازها، والتي تعد نموذجاً لما تتمتع به الشركات الصينية من كفاءة وانضباط.
وأعرب رئيس الوزراء عن تطلعنا لزيادة الاستثمارات الصينية في مصر لاسيما في منطقة قناة السويس التي تتمتع بفرص استثمارية متميزة، وسوف تستفيد من مبادرة الحزام والطريق التي أطلقها الرئيس الصيني شى جين بينج، والتي نأمل أن تؤدي إلي زيادة حركة النقل عبر قناة السويس.
وأشار رئيس الوزراء إلى أنه استقبل نائب الرئيس الصيني خلال زيارته لمصر في أكتوبر الماضي، وبحثا معا سبل استفادة مصر من خبرات الصين في مجال إدارة الصناديق السيادية، حيث أن مصر أنشأت صندوقها السيادي مؤخراً، ومن ثم نتطلع للاستفادة من تجربة الصين المماثلة، مضيفاً أن مجال السياحة يمثل أحد المجالات الهامة للتعاون بين البلدين، حيث شهدت السياحة الصينية الوافدة إلى مصر زيادة ملموسة في الأعوام القليلة الماضية، لكننا نتطلع إلى مضاعفة هذه الأعداد، بما يتناسب مع إمكانات البلدين.
ومن جانبه، نقل المسئول الصيني تحيات رئيس وزراء الصين إلي الدكتور مصطفي مدبولي، مشيداً بالعلاقات الثنائية المتنامية بين مصر والصين، وبالجهود الناجحة التي تقوم بها الحكومة المصرية في تحسين الوضع الاقتصادي والتي أثمرت عن زيادة قوة الاقتصاد المصري، ومن ثم فإن الصين تتطلع إلى مزيد من التعاون مع مصر، من خلال تشجيع مزيد من الشركات الصينية على الاستثمار في مصر، ليس فقط للاستفادة من الفرص الاستثمارية التي تمتلكها مصر، وإنما ايضاً لكون مصر نقطة اتصال وبوابة محورية مع أفريقيا وأوروبا.
وصرح المستشار نادر سعد، المتحدث باسم رئاسة مجلس الوزراء بأن مبعوث الرئيس الصيني أثني على التقدم الذي أحرزته مصر في إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة، معرباً عن سعادته باهتمام الشركات الصينية بالاستثمار في هذا المشروع العملاق.
من جهة أخرى، أشار المسئول الصيني إلى الإجراءات التي تتخذها الصين لمعالجة الخلل في الميزان التجاري مع مصر، من خلال تشجيع الشركات الصينية على استيراد المنتجات المصرية، حيث شهدت الشهور العشرة الماضية زيادة بنسبة 39% في صادرات مصر إلى الصين.
وفيما يخص السياحة الصينية الوافدة إلى مصر أكد المبعوث الصيني أن مصر بإمكاناتها السياحية المتميزة تستحق أن تكون من أوائل المقاصد السياحية للشعب الصيني، مضيفاً أنهم سيعملون من أجل زيادة الحركة السياحية الوافدة إلى مصر.
واختتم الدكتور مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء اللقاء بالإشارة إلى أن مصر سوف تتولي رئاسة الاتحاد الأفريقي الشهر القادم، وأنها تتطلع إلي زيادة التنسيق مع الصين خلال تلك الفترة، خاصة في ظل المواقف التاريخية المشرفة للصين تجاه قضايا القارة الأفريقية، فعقٌب المبعوث الصيني بالتأكيد على أن الصين تتطلع إلي زيادة دعمها لقضايا القارة الأفريقية خلال فترة رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي بما يعود بالنفع علي كل دول وشعوب القارة.