كانت شيماء بيجوم فى الخامسة عشرة من عمرها عندما تركت منزلها أسرتها فى لندن وهربت إلى سوريا للانضمام إلى تنظيم داعش حيث تزوجت أحد عناصر التنظيم الإرهابى، غير أنه مع هزيمة التنظيم وبينما أصبحت الشابة، ذات الـ19 عاما حاليا، حاملا، أبدت رغبتها فى العودة إلى بريطانيا وهو ما قوبل بالرفض وإبلاغ وزارة الداخلية البريطانية أسرتها بتجريدها من جنسيتها.
تقول الحكومة البريطانية إنها تعمل على حماية الرأى العام البريطانى أولاً، لكن بحسب صحيفة نيويورك تايمز، السبت، قالت محامية بيجوم، الملقبة بـ"عروس داعش" والتى أنجبت طفلاً من زوجها الداعشى، إن الخطوة ستجعل المرأة المولودة فى بريطانيا عديمة الجنسية.
وتواجه الدول الغربية معضلة بشأن كيفية التعامل مع أولئك المتطرفين الذين يرغبون فى العودة إلى بلدانهم بعد هزيمة تنظيم داعش وتبدد ما كانوا يسمونه "دولة الخلافة الإسلامية"، مما أثار جدلاً حول المواطنة وانعدام الجنسية الذى قد ينتج عن تجريد بعضهم من جنسيتهم، فالولايات المتحدة أبدت رغبتها فى الحذو حذو بريطانيا عندما رفضت عودة "هدى مثنى"، التى ولدت فى أمريكا.
ما هو انعدام الجنسية؟
تُعرِّف وكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الشخص عديم الجنسية بأنه "شخص لا يحمل جنسية" أى بلد، يولد البعض عديمى الجنسية بسبب وجود ثغرات فى قوانين الجنسية، بينما يصبح آخرون عديمى الجنسية مع ظهور دول جديدة أو تغيير الحدود، فى حين يتم تجريد البعض من جنسيتهم.
وقال ديفيد بالوارتى الخبير فى قضايا انعدام الجنسية وأستاذ القانون فى جامعة واشنطن ولى، إن ذلك قد يعنى حياة فى حالة من الغموض الدائم. وأضاف ""إنهم يعيشون باستمرار فى الظل، ويعيشون فى تهديد دائم للاحتجاز من قبل شرطة الهجرة أو إمكانية ترحيلهم إلى بلد آخر".
ما هو عدد عديمى الجنسية حول العالم ؟
هناك ما لا يقل عن 10 ملايين شخص على مستوى العالم عديمى الجنسية، ومعظمهم - أكثر من 75%- هم جزء من مجموعات الأقليات فى البلدان التى يقيمون فيها. ومثال على ذلك الروهينجا من ميانمار والنوبيون فى كينيا والدومينيكان من أصل هايتى.
وقال بالوارت: "للأسف، من الشائع أن تحدد الحكومات مجموعة غير مواتية عرقياً أو عنصرياً أو دينياً، ومن ثم تقوم بشكل منهجى بكتابة قوانين تجرد الحقوق الأساسية لهؤلاء الناس".
هل هناك ميثاق أممى يحمى عديمى الجنسية ؟
منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، جزئياً كرد فعل على قيام النازيين فى ألمانيا بتجريد اليهود من جنسيتهم قبل تجميعهم وشحنهم إلى الجيتو ومن ثم معسكرات الاعتقال، قام القانون الدولى بتدوين الحماية للأشخاص عديمى الجنسية. قامت الأمم المتحدة بوضع اتفاقيتان بشأن انعدام الجنسية ، فى عامى 1954 و 1961، تنصا على المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان لمن لا يحملون جنسية، كما تسعيا للحد من الحرمان من الجنسية فى الحالات التى تجعل الشخص عديم الجنسية. ومع ذلك لا يوجد ما يلزم أى دوله بقبول عديمى الجنسية.
وقعت على الاتفاقيات حوالى 61 دولة، بما فى ذلك بريطانيا وقال الخبير الأمريكى: "هذه الحماية القانونية موجودة، لذا فإن الدول التى تجرد الناس من الجنسية وتتركهم عديمى الجنسية تنتهك هذا القانون".
ما هو وضع الأطفال ؟
حثت منظمة اليونيسيف البلدان على النظر فى مصالح الأطفال عندما تقوم بسحب الجنسية من المجندين فى داعش، وقالت المنظمة فى بيان "لكل طفل الحق فى الحصول على اسم وهوية وجنسية".
وبينما اتخذ ساجد جاويد، وزير الداخلية البريطانى، موقفا متشدداً بشأن قضية الجنسية إذ له الحق القانونى فى ذلك، لكن اقترح خلال حديثه إلى البرلمان، احتفاظ نجل بيجومن المولود حديثاً، بجنسيته، وقال "لا ينبغي أن يعانى الأطفال.. إذا فقد أحد الوالدين جنسيته البريطانية، فإنه لا يؤثر على حقوق الطفل".