تعبيرًا عن تضامنه ودعمه للمسلمين من نيويورك إلى نيوزيلندا ورفضه لكافة أشكال التعصب ومنها كراهية المسلمين، زار جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة أحد مساجد مدينة نيويورك بعد أسبوع من الهجوم الإرهابى على مسجدين فى مدينة كرايست تشيرش الذى أدى إلى مقتل 50 شخصا وإصابة المئات بجراح.
"أنا هنا فى هذا اليوم المبارك لأعرب عن تضامنى وأقدم دعمى لكم ولأسركم ومجتمعكم"، هذا ما قاله الأمين العام للأمم المتحدة، خلال زيارته للمسجد، كما تحدث عن القصص الملهمة لضحايا الهجوم الإرهابى فى نيوزيلندا، وقال إنه تأثر كثيرا بكلمات الشخص الذى قال عندما رأى غريبًا يدخل المسجد فى كرايست تشيرش، "مرحبا يا أخى"، وهو غير مدرك أنه إرهابى.
وفى المركز الثقافى الإسلامى فى نيويورك، قال جوتيريش، إن هذه هى روح الإسلام، دين الحب والتعاطف والتسامح والرحمة، وأشار الأمين العام، إلى قصص الضحايا الآخرين مثل الحاج داوود، وحسنة، ونعيم وحسين وغيرهم من الأبطال والبطلات الذين فقدوا حياتهم عندما كانوا ينقذون آخرين، وتحدث عن الطفل مسعد ذى الثلاثة أعوام الذى أطلق عليه الرصاص بلا رحمة عندما كان يجرى تجاه القاتل غير مدرك لما يحدث.
وتطرق جوتيريش، إلى الحديث عن فريد، الزوج المكلوم، الذى توفيت زوجته، ولكنه أكد أنه سامح القاتل لأن الإسلام يعلمنا التسامح - كما قال – فيما أعرب أمين عام الأمم المتحدة، عن إعجابه بما أظهره شعب نيوزيلندا من قيادة وحب وروح التضامن المجتمعى.
وأضاف الأمين العام للأمم المتحدة، "الهجوم كان مروعا، ولكن كما أشار الكثيرون قد لا يكون مفاجئًا، حول العالم شهدنا تناميًا لكراهية المسلمين ومعاداة السامية وخطاب الكراهية والتعصب، وقد حذرت مرارا من هذه الأخطار، إن خطاب الكراهية ينتشر مثل النار فى الهشيم"، وتابع أن سرطان الكراهية يتفشى وأن واجبنا يحتم علينا إيجاد العلاج، فيما شدد على ضرورة التصدى للتطرف بكل أشكاله، سواء ما يستهدف المساجد أو المعابد اليهودية أو الكنائس أو أى مكان آخر.
وأطلق الأمين العام، دعوة للتأكيد على حرمة كل أماكن العبادة وسلامة المصلين، وقال إنه طلب من الممثل السامى للأمم المتحدة لتحالف الحضارات ميجيل موراتينوس، وضع خطة عمل للأمم المتحدة بأسرها للانخراط بالكامل فى دعم حماية المواقع الدينية، كما طلب جوتيريش من تحالف الحضارات التواصل مع الحكومات والمنظمات الدينية والقادة الدينيين وغيرهم، واستطلاع ما يمكن عمله لمنع هذه الهجمات وضمان حرمة المواقع الدينية، مشددًا على ضرورة الاتحاد، اليوم وكل يوم، ضد كراهية المسلمين وكل أشكال التعصب.
وأضاف جوتيريش، أنه شهد سخاء الدول المسلمة، عندما كان مفوضا ساميا لشئون اللاجئين، عندما كانت تفتح دوما حدودها أمام الناس الذين يعانون من الأزمات فى عالم تـُغلق فيه الكثير من الحدود، وذكر الأمين العام، أن ذلك يتوافق مع ما يعتبره أفضل ما قيل عن حماية اللاجئين، وهو ما جاء فى إحدى آيات سورة التوبة من الدعوة إلى توفير الحماية لجميع طالبيها.
وأوضح أن تلك الآية أنزلت على النبى قبل صدور معاهدة عام 1951 لحماية اللاجئين بأكثر من 14 قرنًا، وأضاف جوتيريش، أن "سورة البقرة تذكرنا بأن البر لا يتمثل فى أن يولى الناس وجوههم قـِبل المشرق والمغرب، بل يتمثل فى منح المال للمحتاجين وفى الرقاب، وفيمن يوفون بالعهد والصابرين فى البأساء والضراء، مضيفًا أنه جاء إلى المسجد فى هذه الأوقات الصعبة بقلب حزين ولكنه عامر بالمشاعر، وقال "لستم وحدكم.. العالم معكم.. الأمم المتحدة معكم، وأنا معكم."