قال توماس دى ميزيير، وزير داخلية جمهورية ألمانيا الاتحادية، إنه ليس من اليسير أن تتحدث مع الآخرين فى المعتقدات الدينية، وعلينا أن نسمح باختلاف الرؤى، واعتدنا فى ألمانيا وأوروبا أن نمارس التسامح الدينى خاصة مع من يشبهوننا، كما أن الأديان عليها أن تتعايش مع بعضها البعض، فلقد مضى عهد الاستئصال فنحن فى عهد العولمة.
وأضاف، خلال كلمته بمحاضرته بقاعة مؤتمرات الأزهر بمدينة نصر، حول التسامح الدينى، الأديان السماوية تتفق فى السلام فهى أديان السلام الذين يؤمنون بالإله الواحد، فالاختلاف ليس شرًا وهو الاختلاف القائم على التفاهم، فالتسامح الدينى يعنى احترام عقائد الآخرين وليس التباعد بل تقارب أفضل وتفاهم مثلما يحدث فى مجالات أخرى.
وأكد وزير الداخلية الألمانى، المسلمون جزء من شعبنا فى ألمانيا، والعدد مرشح للزيادة بسبب اللاجئين، بالتأكيد أنها أقلية لكنها أقلية ملء البصر، ونحن نشجع اندماجهم ولكننا نطالبهم باحترامنا واحترام تقاليدنا، فلقد شاهدتم الكثير من العنف الذى غزا العالم، وربما ظن البعض أن فكرة التعايش بين الأديان مستحيلة، نعم هناك الكثير من العنف يجتاح العالم وذلك لغياب التسامح الدينى فى العالم، وأرى أن الشباب يريد السفر للخارج ربما بدافع الدراسة أو الفضول أو غيرهما، وأنا أقول لكم خوضوا تجاربكم فى الخارج ثم عودوا لبلادكم، فكل بلد فى حاجة إلى عقول أبنائهم الأذكياء.
وتابع: أن أوروبا تتخوف على تغييرات تطرأ على هويتها لو سمح لأجيال أخرى من الانتشار - هكذا يفكرون، وأنا مقتنع أنه عندما يكون الإنسان على وعى بهويته لا يتأثر بالآخرين، ويتعين على المؤمنين المسيحيين أن يثقوا من جديد فى مفاهيم الديانة المسيحية، أين سنتغير وأين نريد أن نتغير؟ فهذا ما نطرحه فى بلادنا وإذا وصلنا للإجابة سنطمئن حينها من الثقافات الوافدة إلينا، والدولة الألمانية تتيح لمواطنيها حرية اعتناق الديانة، فألمانيا ليست معادية للأديان، وتشجع على التعايش مع الأديان الأخرى.