نشرت صحيفة الجارديان البريطانية، مقالا مطولا للصحفى الأمريكى بيتر هيسلر، مراسل صحيفة نيويوركر، عن عشقه للآثار المصرية القديمة، وكيف كان حريصا على زيارتها خلال الفترة التى أقامها فى مصر فى السنوات الماضية.
وتحدث هيسلر ، فى بداية المقال الذى سيكون جزءا من كتاب له سينشر فى مايو المقبل ، بعنوان "الدفن: الحياة والموت والثورة فى مصر"، عن حياته فى القاهرة وشرائه سيارة جديدة لاستكشاف الأماكن الأثرية بنفسه، ثم قال إنه ظل على مدار عامين يبحث عن أعمال التنقيب الأثرية فى صعيد مصر، وقام بعدة رحلاته وحده فى السيارة، منها إلى مدينة العمارنة.
ويقول هيسلر فى مقاله ، إن المصريين القدماء نادرا ما فسروا أنفسهم ، فلم يعرفوا أبدا لماذا بنوا على شكل الهرم ، أو ما الذى جسدته هذه الآثار، ولا نعرف كيف حركوا أحجار بلغ وزنها طنين لارتفاع أكثر من 120 متر، وحتى التقاليد الاجتماعية الأساسية تظل لغزا، وتقدم التوضيحات الموجودة على جدران المقابر تفصيل ثرية عن ممارسات الجنائزية، لكننا لا نعرف نفس القدر من التفاصيل عن الزواج ، وطوال ثلاثة آلاف عام من التاريخ المصرى لم يكن هناك أى دليل مباشر على حدوث أى احتفال بالزواج.
وفى اليونان وروما القديمة، ترك الناس العديد من التعليقات المعاصرة عن أحداث سياسية واجتماعية، لكن علماء الآثار يقولون إن أيا من هذا لم يكون موجودا فى مصر القديمة.
وتحدث الكاتب عن أخناتون، وكيف أنه بنى فى غضون سنوات قليلة مدينة فى الصحراء ، حتى أصبت موطنا لما يقدر بحوالى 30 ألف شخص. وشيد بها القصور والمعابد والمبانى الحكومية بوتيرة مذهلة. وكان أحد أماكن العبادة فيها معبد أتن العظيم، على مسافة نصف ميل.. وأنتجت العديد من الورش الأعمال اليدوية للعائلة الملكية فيما كان يشبه المدينة المصنع. وقد كتب ويليام فليندر بيترى، الذى استكشف المكان الذى أسماه علماء الآثار العمارنة، إنه مكان مذهل للتعامل معه.
ويتابع الكاتب قائلا : إنه بدون مصادر متعددة، يستكشف المرء حتما الخيال ، ففى عام 1905 وصف عالم المصريات جيمس هنرى بريستيد ، إخناتون بأنه أول فرد فى تاريخ البشرية، لأن الملك وقف ببراعة ضد الماضى ، وعلى مدار القرن العشرين تم دمج أخناتون فى أعمال توماس مان ، ونجيب محفوظ وفريوفيليب جلاس وغيرهم فى أعمالهم الإبداعية.