تحدث الكاتب الصحفى خالد صلاح، رئيس مجلس إدارة وتحرير "انفراد"، فى ثانى حلقات برنامجه الإذاعى "صالون مصر"، على إذاعات راديو النيل والتى تضم "ميجا FM، وهيتس، وشعبي FM، ونغمFM"، عن تفاصيل خروج بنى إسرائيل من مصر، ومزاعم اضطهاد الفراعنة لهم وحقيقة الجيش الذى غرق فى البحر فى ذلك الوقت، موضحًا أن الهكسوس هم الذين أخرجوا بنى إسرائيل من مصر.
وقال الكاتب الصحفى خالد صلاح، رئيس مجلس إدارة وتحرير "انفراد": "كل ده مكنتش الجيش المصرى ولا الفراعنة المصريين، ولا رمسيس الثانى ولا غيره من ملوك مصر الذين كانوا ضحية الحادث الكبير الذى تحدثت عنه الأديان المختلفة، فالملك الذى اضطهد اليهود فى مصر وخرج فى عهده اليهود من البلد، كان فى الأساس من الهكسوس وليس من ملوك مصر المعروفين، وليس له أى علاقة بالأسرات المصرية المتعاقبة عبر التاريخ".
وأكد أن المصريين تعرضوا لظلم بيّن فى التاريخ، وفى قصة خروج بنى إسرائيل التى أشارت إليها الأديان السماوية والقرآن الكريم، مضيفًا: "الفرعون الذى أخرج اليهود من مصر هكسوسى، وأنا هقولك بشكل قاطع وحاسم لا جدال فيه، وصدقنى إن كل اللى أنت فهمته فى التاريخ ده مش حقيقى كان كذب فى كذب، والفرعون ده كان من الهكسوس".
واستدل الكاتب الصحفى خالد صلاح على ذلك بعدة دلائل، أولها أن بنى إسرائيل كانوا يعيشون آنذاك فى محافظة الشرقية، مضيفًا: "يعنى شمال شرق الدلتا، والمنطقة دى لم تكن ضمن حيز الدولة المصرية القديمة فى الصعيد، وكانت فى التاريخ الذى نصت عليه الكتب المقدسة والعهد القديم تحت حكم الهكسوس، وأدلة كتير إن الفرعون اللى أخرج بنى إسرائيل كان فرعونى هكسوسى ولم يكن مصريا، وفى الكتاب المقدس يقول: (جاء إلى مصر ملك لم يكن يعرف يوسف)، وكان هذا بالتأكيد حاكم أجنبى لم يكن يعرف يوسف ولا قيمته وتعامل بعنف مع بنى إسرائيل فى هذا التوقيت، ثانيًا مفيش فى أى معبد مصرى أى بردية أو لوح جدارى أو وثيقة تقول إن جيش مصر غرق بالكامل فى البحر، والمعروف إن لو جيش بحجم الجيش المصرى فى عصر لم يكن فيه سوى جيش مصر وبابل وآشور، ولو غرق الجيش المصرى بالكامل لقامت الدنيا ولم تقعد، فهذا بالتأكيد الجيش الغارق المنصوص عليه فى الكتب المقدسة هو جيش هكسوسى".
وواصل: "ثانيًا عندنا فى نفس توقيت خروج بنى إسرائيل من مصر هو نفس توقيت استعداد القائد العظيم أحمس لمطاردة الهكسوس وطردهم من مصر، فتزامن حراك أحمس ضد الهكسوس مع لحظات خروج بنى إسرائيل من مصر فى الخروج الكبير، يعنى أحمس - فى أغلب التقدير والمؤرخين الكبار - وهو يستعد لطرد الهكسوس من مصر كان التمرد العبرانى موجود فى حضن المنطقة التى يحكمها الهكسوس، وبالتالى مع مطاردة الجيش الهكسوسى على بنى إسرائيل كان أحمس مستعدا للانقضاض على بقاياهم وفلولهم ومستعدا لاستعادة السلطة المصرية مرة أخرى وطرد هؤلاء الغزاة اللى حكموا مصر لسنوات طويلة، وكان طبيعى أن يطلق عليهم فى ذلك الوقت ملوك مصر، وينسبوا إلى الفراعنة، لأن كل الملوك الغزاة اللى جاءوا مصر نسبوا نفسهم أساسًا ملوك مصريين، وحتى الآن البعض يعتقد أن كيلوباترا من أصول مصرية.. نعم هى ملكة مصرية حكمت مصر، لكنها فى الأساس بطلمية وتنتمى لأسرة مقدونية كانت قادمة مع الإسكندر الأكبر، وورثت الحكم وصنفت على أنها ملكة مصر، ونفس الأمر انطبق على الهكسوس الذين نصبوا أنهم ملوك على مصر، واعتبروا أن هذا الغنى الملىء بالزراعة والثروات أرض مصر وحكموها لسنوات طويلة، وبالتالى لا يوجد أى دليل فى البرديات والوثائق المصرية على غرق جيش مصر".
وأضاف خالد صلاح: "إذا كان بنى إسرائيل عاشوا فى نفس المنطقة والزمن الذى عاش فيه الهكسوس ونفس الزمن الذى استعد فيه الملك أحمس لطرد الهكسوس، وبالتالى نستطيع أن نصل إلى نتيجة أن الخروج كان فى زمن الهكسوس، والأكيد أن الذى أخرج بنى إسرائيل لم يكن فرعونا مصريًا بل كان حاكمًا هكسوسيًا".
وتابع: "هيطلع حد يقول إن الملك رمسيس الثانى كان فى عصره الخروج لكن تحليل مومياء الملك رمسيس الثانى أثبت إنه مات بالروماتيزم وليس الغرق، وبالتالى ينتفى الأمر عنه، كما أن الملك رمسيس الثانى كان فى 1299 قبل الميلاد، والخروج كان 1400 قبل الميلاد سواء فى التواريخ المشار إليها فى الكتاب المقدس أو العهد القديم أو تواريخ الأثريين.. اطمن مش ملوك مصر اللى خرجوا بنى إسرائيل.. ولا جيش مصر اللى غرق فى البحر، دا جيش هكسوسى".