يخرج كل صباح من منزله بقريته "شطورة" شمال محافظة سوهاج، يوزع ابتسامات الأمل والتفاؤل على الجميع، فقد اعتاد الاستيقاظ مبكراً للذهاب لعمله بكمين سلامون قرب الوعاضلة بمدينة طما بنفس المحافظة.
"أبو الفضل محمد عيسى" الذى كان له من اسمه نصيباً، فقد كان صاحب فضل على الجميع، لا يترك واجب أبداً فى قريته، يشارك الأهالى الأحزان والأفراح.
لم يدرى الشرطى وهو يخرج من منزله بنجع الجنينه بقريته شطورة، ويودع زوجته وبناته الأربعة "أسماء، وصفاء، وإيمان، وزمزم" أنه لن يراهم مرة أخرى، وأن رصاصة الغدر تنتظره بالكمين الذى يعمل به.
الشرطى الشهيد تعامل بشهامة وشجاعة مع مهاجمى الكمين فى تسعينات القرن الماضى، وسطر ملحمة بطولية حتى سقط شهيداً فى سبيل الله، ليسجل اسمه ضمن قوائم الشرف.
يأتي رمضان على أسرته ليتناولوا الإفطار بدونه، يجلسوا دون أن يكون معهم بابتسامته المعهودة، وحديثه العذب وهدوئه واحتوائه لمن حوله، فقد عاش بأخلاق الشهيد ورحل فى شهر رمضان وهو صائم ليفطر فى فراديس الجنان مع النبيين والصديقيين والشهداء وحسن أولئك رفيقا.
وبالرغم من مرور سنوات على استشهاد الشرطي "أبو الفضل محمد عيسى"، إلا أن محافظة سوهاج لم تطلق اسمه على أى منشأة حكومية أو حتى شوارع القرى، ليتعلم الأجيال القادمة القصص البطولية والتضحية من هذا البطل، وسط مطالب متكررة من أهالى القرية للدكتور أحمد الأنصارى محافظ سوهاج بسرعة تخليد اسم هذا الشهيد وإطلاق اسمه على أحد المنشآت الحكومية التى تكتظ بها القرية سواء من معاهد أزهرية أو مدارس ومساجد ومواقع شرطية.