"هتسكت ولا أجيب لك الحمبولي"..جملة تسمعها كثيراً إذا عشت فى جنوب البلاد منذ عدة سنوات، فقد كانت الأمهات تحدث أطفالها عن أسطورة الإجرام الحمبولى، الذى ارتكب عشرات الجرائم.
"حادث سرقة" لطالب في المرحلة الإعدادية، حول حياته رأساً عن عقب، فلم يدرى الطالب الصغير أن هذه الجريمة التى ارتكبها بسبب حاجته للمال ستصنع منه اسطورة فى عالم الجريمة.
ودخل الحمبولي عالم الجريمة بقوة عندما خطف "بالون طائر" تابع لإحدى الشركات السياحية بالأقصر، وذلك للتفاوض مع أجهزة الأمن على الإفراج عن ابنه "حشمت" الذى ضبطته الشرطة،، وفوجئ عمال الشركة بعد انتهاء رحلة البالون وهبوطها على الأرض بجوار فندق بالكرنك، بـ 15 مسلحًا يتزعمهم ياسر الحمبولى، واختطفوا السيارة رقم 3467 نقل الأقصر التابعة للشركة، كانت تحمل البالون الطائر.
وتسبب هذا الحادث وغيره من الحوادث الكبرى التى وقف خلفها "الحمبولى" فى الإطاحة بعدد من القيادات الأمنية، حتى نجح رجال الشرطة فى يناير 2012 فى القبض على "الحمبولى" بقيادة اللواء أحمد ضيف صقر مدير أمن الأقصر وقتها.
وبالرغم من أن الحمبولى كان من مشاهير الإجرام فى مصر، إلا أن بعض الأهالى كانوا يحبونه، إذ أنه كان يسلك مسار أدهم الشرقاوى أحيانًا، فمن القصص المروية عنه أنه يسرق من الغنى ويوزع المسروقات على الفقراء، ففى إحدى الأيام كان يسير فى الحر، واشتد عليه العطش فطلب من سيدة عجوز أن تناوله الماء، فوجده "ساخن" إذ أن العجوز لا تملك ثلاجة بمنزلها البسيط، فاشترى لها ثلاجة على نفقته.
وإذا طالعت السجل الجنائى لـ"الحمبولى" لا تكاد تنتهى من قراءته بسهولة، بسبب كثرة الأحكام الصادرة ضده، حيث صدر الحكم بسجنه 190 سنة من قبل محكمة جنايات الأقصر، لاتهامه فى 10 قضايا، إذ أدانته المحكمة بالسجن المؤبد فى 5 قضايا، والسجن المشدد لمدة 65 عامًا فى 5 قضايا أخرى، ووجهت النيابة له تهم القتل العمد والسرقة تحت تهديد السلاح، والخطف وترويع المواطنين ويبلغ إجمالى القضايا المتهم فيها حوالى 80 قضية، مقسمة على عدد من المراكز والمحافظات، منها 20 قضية تابعة لمركز شرطة إسنا جنوب الأقصر، و10 قضايا فى مركز شرطة طيبة شمال الأقصر، و10 قضايا فى مركز شرطة القرنة غرب الأقصر، و21 قضية تابعة لمركز بندر الأقصر، و5 قضايا فى مركز نقادة فى محافظة قنا، و7 قضايا فى مركز شرطة قنا، و5 قضايا فى مركز قوص جنوب قنا، وباقى القضايا بمحافظة البحر الأحمر.
وينشر "انفراد" على مدار شهر رمضان، قصص أشهر 30 مجرم، شغلوا الرأي العام بالجرائم التى ارتكبوها حتى سقطوا فى قبضة العدالة، تأكيداً على أنه لن يفلت أحد من العقوبة حتى ولو كان من عتادة الإجرام.