جدد وزير الخارجية الفلسطينى رياض المالكى، خلال كلمة ألقاها فى معهد "تشاتام هاوس" للدراسات الدولية فى لندن، اليوم الجمعة، رفض السلطة الفلسطينية المبدئى لخطة السلام الأمريكية لانحيازها لإسرائيل، والتى يعد صهر ترامب وكبير مستشاريه جاريد كوشنر مهندسًا لها، معتبرًا أن هذه الصفقة "عودة الاستعمار".
وحث المالكى الأوروبيين على عدم الوقوف مكتوفى الأيدى إزاء عملية السلام فى الشرق الأوسط، محذرًا من وقوع عجلة القيادة فى أيدى السائق المتهور.. والانتظار ما لم ينهر من جرف أو يدهس الشعب الفلسطينى، فى إشارة منه للرئيس الأمريكى دونالد ترامب.
وشدد المالكى، على أن "صفقة القرن" ستكون تكريسًا لمعاناة الفلسطينيين المستمرة خلال القرن الأخيرة، وهى غياب الاستقلال والسيادة والحرية والعدالة، مؤكدًا أن الشعب الفلسطينى لن يرتضى بـ"حرية مشروطة" و"تغيير حجم قيوده" والحكم الذاتى المحدود، بل إنه "يتطلع إلى السيادة والسلام والتعايش".
وأعلن الوزير، أن الرئيس الفلسطينى محمود عباس يستعد لإجراء مفاوضات مباشرة مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو فى موسكو، تلبية لدعوة الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، مشيرًا إلى أن هذه القمة ستؤتى ثمارها إذا تم تنظيمها بصورة جيدة.
وحمل المالكى الإدارة الأمريكية المسؤولية عن قطع الاتصالات بين الطرفين، مشيرًا إلى أن إدارة ترامب اتخذت منذ عام 2017 سلسلة خطوات يمكن اعتبارها "إعلانًا للحرب"، على الرغم من التزام الفلسطينيين بجهود إحلال السلام.
وقال المالكى، إن الفلسطينيين يحتفظون بالأمل فى أن يتجاوب ترامب مع رسالة وجهها إليه وزير الخارجية الإيرلندي، سيمون كوفينى، فى فبراير الماضى، حيث طرح مبادرة عقد مؤتمر دولى بشأن التسوية الشرق أوسطية.
وأبدى الوزير مخاوف الفلسطينيين من تعويل رئيس الوزراء الإسرائيلى نتنياهو على أن العالم سيغض النظر عن سلوك تل أبيب تجاه الفلسطينيين، حتى لو أقدمت على ضم الضفة الغربية، فيما لا يزال قطاع غزة على وشك انهيار، فيما تنشغل الدول العربية بقضاياها الخاصة.