يأتى رمضان هذا العام لأول مرة، لتجلس أسرة البطل محمود أبو اليزيد بدونه حول مائدة الطعام أثناء الإفطار، حيث اختار البطل لقاء ربه، بعدما استشهد في ملحمة الدرب الأحمر.
بشجاعة كبيرة، تحرك البطل محمود أبواليزيد شهيد حادث الدرب الأحمر، نحو الإرهابى الذى كان يحمل حقيبة بها متفجرات، محاولا ضبطه وحماية المواطنين من هذا الخطر المتحرك.
لم يبال البطل بالموت ولم يخافه، فكان هدفه الأسمى حماية الأبرياء حتى لو كلفه الأمر حياته، فقد عاش عاشقاً للتضحيات متفانيا فى عمله بشهادة الجميع، ليحصل على رتبة شهيد.
تخرج "أبواليزيد" عام 2000 وعمل بقسم الدرب الأحمر، وعمل هناك على مدار 19 سنة، كانت تربطه خلالها علاقة قوية بأهالى المنطقة، الذين اعتبروه واحدا منهم، يحل مشاكلهم ويجاملهم فى أفراحهم ويشاركهم أحزانهم، لدرجة أنهم أقاموا عزاء فى المنطقة حبا فيه، فيما كان "محمود" حصل مؤخرًا على ليسانس الحقوق، وكان حلمه أن يكون ضابطًا لاستكمال مسيرته ورسالته النبيلة فى خدمة أهله وحماية وطنه.
لم يكن البطل محبوباً فقط لدى أهالى المنطقة، وأطفاله وزوجته، وإنما كان بارا بوالده المريض، الذى يقيم فى منطقة إمبابة بالجيزة، بعدما تركوا مقر الأسرة بمنطقة أم خنان فى الحوامدية جنوب الجيزة واستقروا فى إمبابة، حيث يعيش برفقة أشقائه وزوجاتهم، وكونوا هناك علاقات جيرة وحب واحترام مع الجميع.
وكانت الأجهزة الأمنية رصدت مكان وجود الإرهابى والمتهم باستهداف قول أمنى أمام مسجد الاستقامة بالجيزة عقب صلاة الجمعة ، وأسفرت عمليات البحث والتتبع لخط سير مرتكب الواقعة عن تحديد مكان تواجده بحارة الدرديرى بالدرب الأحمر، وقامت قوات الأمن بمحاصرته، وأثناء ضبطه والسيطرة عليه انفجرت إحدى العبوات الناسفة التى كانت بحوزته، مما أسفر عن مقتل الإرهابى واستشهاد ضابط وأمينى شرطة من الأمن الوطنى ومن مباحث القاهرة، وإصابة ضابطين.