يلزم رجال الأمن البحث عن جميع المشاكل التى يعانى منها اﻟﻤﺠتمع وتؤرقه، ويجب على رجال الأمن أن تكون لديهم خبرة بالشعب ومتطلباته وأن يكونوا مختلطين به وأن يكونوا من سكانه وموزعين على جميع الأحياء لرصد ظهور ورواج الشائعات ورفعها للجهات المختصة للنظر فى تلك المشكلات وحلها.
وفى الحقيقة يمكن جمع تلك الشائعات من عدة أماكن لدحضها والرد عليها منها: "شبكة المصادر المختلفة المتعاونة مع القطاع الأمنى والعاملين فيه، ووسائل الإعلام والمراسلين، وضباط وأفراد الأمن والشرطة بمختلف الأقسام، والإنترنت ومواقع المنتديات".
فى التقرير التالى «انفراد» يستعرض الدور الأمنى فى مواجهة الشائعات عبر وسائل التواصل الاجتماعى من خلال دوره قبل ظهور الشائعة وأثنائها وبعد انقضائها – بحسب الخبير القانونى، والمحاضر بجامعة المنوفية الدكتور سعيد فتوح النجار.
يجب على رجال الأمن تقصى الرأى العام وخاصة حصول الناس على الخدمات العامة مع إجراء تحليل للرأى العام للوقوف على احتمالات ظهور الشائعات خاصة عند الأحداث الهامة والكبرى بأنواعها المختلفة، فالشائعات لا تنبت من فراغ، بل فى بيئة خصبة لانتشارها يجب تجفيف تلك المنابع التى من شأنها تهديد السلم والأمن الاجتماعى.
دور رجال الأمن الوطنى أثناء ظهور الشائعة وبعد انقضائها:
يقع العبء الأكبر على رجال الأمن أثناء ظهور الشائعات، وذلك للحد من انتشارها وإلقاء القبض على مروجى تلك الشائعات، ويتجلى دور رجال الأمن أثناء ظهور الشائعات فيما يلي:
جمع ورصد الشائعة:
1- يتم جمع ورصد الشائعات من خلال مراكز رصد الشائعات ونقاط الاستقبال، وعليها رصد الشائعات رصداً مكانياً وزمانياً ورصد نصها وشكلها وحجمها ونوعيتها، ويتم ذلك بطرق علمية مبسطة.
2- الابلاغ الفورى بمجرد صدور الشائعة للقيادات المختصة ولا يلزم فى تلك المرحلة القيام بأعمال التحرى أو السعى لضبط مروج الشائعة، ويمكن بعد اتمام الابلاغ ومعرفة الظروف والمناخ الذى نتج عنه انطلاق الشائعة والوقوف على خلفياتها ومعرفة مصدر الشائعة.
3- يتولى أعمال الجمع والرصد القطاع الأمنى باعتباره المسئول الأول عن مكافحة الشائعات وأيضاً يتولى بجانبه عدة أجهزة أخرى رسمية ولا مانع من قيام بعض المواطنين العاديين بتلك العملية والذين تدفعهم الوطنية أو التزامهم الاخلاقى أو الدينى للإبلاغ.
4- ويجب على الأجهزة المختصة بمكافحة الشغب وفض المظاهرات للاستعداد والتأهب إذا ما كان هناك احتمالات للشغب نتيجة الشائعات نفسها أو نتيجة الرد عليها.
5- التعرف على ظروف انطلاق الشائعة ورواجها ومدى انتشارها والمناخ السائد ومدى ملائمته للانتشار.
6- القيام بالسعى لفهم خطورة الشائعة وخاصة على الأمن وما هو متوقع من مخاطر نتيجة لذلك.
7- المشاركة فى فريق تحليل الشائعات، وإجراء تحليل أولى للشائعة من حيث الشكل والمضمون والمكان والزمان والفئة أو الفئات والطوائف الموجهة لهم، وبحث أسلوب التصدى من الناحية السياسية والإعلامية والأمنية وعرض الاقتراحات فى ذلك على اللجنة التى تتولى أعمال التحليل النهائى على ضوء المعلومات أو الحقائق التى أمكن جمعها.
8- السعى لتحديد المستفيد من انطلاق الشائعة على ضوء ما سبق جمعه من تحريات ومعلومات عن الأنشطة المضادة بصفة عامة والذى له تحرك فعلى بصفة خاصة لاحتمال أن يكون أحد تلك الأنشطة المتحركة وراء انطلاق الشائعة.
9- الاستمرار فى الرصد وخاصة بحث مدى الانتشار المكانى وهل ظهرت الشائعة فى عدة أماكن فى وقت واحد، ومدى قوة الانتشار وتقبل الناس.
10- يمكن لرجال الأمن إجراء سؤال أو مناقشة من سمع الشائعة.. ومن الذى رواها له أو من روجها.
11- تشكيل مجموعة عمل أو لجنة من الضباط الذين لهم صلة بنوع تلك الشائعة مع الاستعانة بالجماعة التى توجه إليهم مثلاً: الشائعة الاقتصادية، الاجتماعية، الطلابية، العمالية، وغيرها.
12- مناقشة سريعة للمرددين والمروجين لها لمعرفة ظروف علم كل منهم اليهم.. وجمع أى أدلة تفيد فى إدانة من أصدرها.
دور رجال الأمن بعد انقضاء الشائعات
- البحث عن أى آثار لتلك الشائعات.
- البحث عن ردة الفعل.
- البحث عن الدروس المستفادة وتدريس هذه الشائعات فى معاهد الأمن وأكاديمياته.
- التركيز على مدة ومدى نجاح المواجهة.
- معرفية فعالية المصادر المستخدمة وسرعتها فى الابلاغ ودقتها فى المتابعة.
- معرفة مدى تطابق تقدير الموقف مع الواقع الفعلي.
- معرفة مدى فعالية التنظيم المضاد وقوته وأسلوب تحركه وإمكانياته البشرية.
- معرفة مدى كفاءة التصدى الأمنى وسرعة تلبية الأحداث.
- متابعة احتمال ظهور الشائعة مرة أخرى.
-النظر فى الإعلان عن مرتكبى تلك الجريمة من عدمه.
- قيام المتحدث الأمنى بإيضاح الشائعة بعد المعالجة للرأى العام والإعلام.
مما سبق يتضح الدور الهام لرجال الأمن قبل وأثناء وبعد انقضاء الشائعات
النتائج
- أصبحت صفحات الفيس بوك والذى يعتبر أحد أكثر المواقع استخداماً عالمياً، مرتعاً للعديد من المشوشين أصحاب الأفكار الهدامة غرضها دس الفتن وزرعها فى أوساط الشباب فضلا عن الأفكار التى تعمل على زعزعة ثقة المواطن فى مسئولية ورموز الدولة ومؤسساتها ذلك من خلال الاستثمار فى سهولة التقنية والتطبيقات الإلكترونية فى الوصول إلى عقول المواطنين خاصة منهم فئة الشباب.
- نشأت مختلف شروط وحدود استخدام الفايس بوك استنادا لمجموعة المبادىء التى وضعت من طرف مؤسسى هذا الموقع كونه أسس أكثر انفتاحا وشفافية وذلك بغية تحقيق الاهداف المسطرة وتتمثل هذه المبادئ فى: "حرية المشاركة والتواصل، الملكية والتحكم بالمعلومات، تدفق حر للمعلومات، حق المساواة الأساسية، التواصل الاجتماعى منصات ومعايير مفتوحة، خدمة أساسية، رفاهية الجميع، عملية شفافة، عالم واحد".
- ترتبط الشائعات بالاهتمامات والأحداث الراهنة للجمهور الموجهة اليه، ولذلك تجئ الشائعات وتذهب وأحيانًا ما تعاود نفس الشائعات الظهور أى أنها ترتبط بالأحداث.
- يحمد للمشرع المصرى اصداره قانون مكافحة الجرائم الإلكترونية والذى تعرض للعديد من الأفعال التى تم تجريمها والمعاقبة عليها.
- توصلت الدراسة إلى التأكيد على دور رجال الأمن فى مكافحة الجرائم الالكترونية بصفة عامة وجرائم نشر الشائعات وترويجها عبر وسائل التواصل الاجتماعى كالفيس بوك؛ نظرا لمساس تلك الجرائم بأمن المجتمع واستقراره.
التوصيات
- ضرورة تشديد العقوبات على الجرائم التى من شأنها نشر الشائعات وترويجها بصفة عامة وعبر وسائل التواصل الاجتماعى بصفة خاصة نظراً للانتشار السريع وتأثيرها السلبى على أمن المجتمع واستقراره.
- سرعة اصدار اللائحة التنفيذية لقانون مكافحة الجرائم الالكترونية والعمل على تطبيق القانون بكل حسم حتى تتمكن الدولة من مكافحة تلك الجرائم والتى تمس استقرار المجتمع، ونظراً للتأثير السلبى للشائعات على المجتمع وأمنه واستقراره الاقتصادى.
- العمل على وضع أسس وضوابط لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعى حفاظا على أمن المجتمعات وسلامتها مما تتعرض له من أحداث عنف وشائعات مصدرها تلك الوسائل.
- وجوب العمل على تطوير منظومة الأمن حتى تتعامل باحترافية مع الشائعات وكيفية الحد من ترويجها.
- حث المسئولين عن تطوير منظومة التعليم فى مصر بتطوير المناهج الدراسية ودراسة تجريم الشائعات وترويجها وتحريمها فى كل الأديان السماوية.