لم يدرى الشاب أن الإتجار فى "البودرة" سيزج به فى السجن، ولم يتوقع أن يقضى معظم عمره خلف قضبان السجون، يلعن الشيطان الذى وسوس له بالإنحدار فى طريق الشر، والإتجار بالهيروين.
حكى السجين قصة قضاء أفضل أوقات العمر خلف أسوار السجون، قائلاً:" اسمى "شكر الله .ف" ، أبلغ من العمر 58 سنة، للأسف قضيت 27 سنة منهم في السجن، حيث دخلته وعمرى 31 سنة فقط، فكنت فى ريعان الشباب، وسأخرج وأنا كهل عجوز لم أستفيد من شبابى شىء، نادماً على ما اقترفت يدى، مردداً ليت الشباب يعود يوماً.
"أخر حاجة فاكرها قبل ما أدخل السجن إننا روحنا كأس العالم سنة 90"، هكذا تحدث السجين، عن الفترة التي سبقت دخوله السجن، وبعدها مباشرة فى 1991 دخل السجن، فى قضية حيازة "هيروين"، وصدر ضده عدة أحكام، مضيفا: "توالت الأحداث بالخارج وأنا هنا لا أدرى شىء، قالوا لى من قدموا حديثاً للسجن، أن البلد حدث بها زلزال، ومنهم من تحدث عن إرهاب التسعينيات، وآخرون قالوا لى: "انت مش دريان بالدنيا دا فيه ثورتين قاموا فى البلد..بس أنا مش عارف غير ثورة 1952"، حكوا لى عن شكل الشوارع بالخارج، وقالوا لى أنها امتلأت بالكبارى، وأصبحنا أكثر من 104 مليون فازدحمت الشوارع بالمواطنين، لكنهم قالوا لى لم تبقى هذه "الوشوش" الطيبة كما هى، فزادت الجريمة واستبدلت الوجوه الطيبة بأخرى لم نراها أو نألفها قبل ذلك، وسادت أجواء من التوتر بين معظم الناس".
السجين الذى لا يحب الجلوس أمام التلفاز أو مطالعة الصحف مثل باقى زملائه السجناء، وجه نصائحه للشباب: "لا تسلموا عقولكم للشيطان، حتى لا تكونى فى يوم هنا مكانى، تحروا الحلال فلا تجروا وراء المال الحرام، فتكون العواقب وخيمة، فقد حُرمت من زوجتى التى تعانى الأمرين فى غيابى ورفضت الطلاق، على أمل خروجى والعيش معها ما تبقى من العمر، واثنين من أولادى تركتهما طفلين وبات الاثنين رجلين".
وحول يومه في السجن، قال فى حديث سابق لـ"انفراد": "نتلقى هنا معاملة كريمة، ويتم السماح لنا بالتريض وقضاء أوقات الترفيهة فى المكتبات والملاعب وحجر الموسيقى ويتم السماح لنا باستقبال ذوينا، فضلاً عن تقديم وجبات متكاملة ووجود مستشفى متطورة لعلاج المرضى وفحصهم وصرف الأدوية لهم، فالمعاملة هنا كريمة".
وينشر "انفراد" على مدار شهر رمضان، قصص أشهر 30 مجرما، شغلوا الرأي العام بالجرائم التي ارتكبوها حتى سقطوا في قبضة العدالة، تأكيداً على أنه لن يفلت أحد من العقوبة حتى ولو كان من عتادة الإجرام.