عرض اللواء أركان حرب شريف سيف الدين رئيس هيئة الرقابة الإدارية، خلال كلمته بالمنتدى الأفريقى الأول لمكافحة الفساد، عدة محاور هامة حول الفساد وكيفية مكافحته.
وذكر أن قضية محاربة الفساد واحدة من القضايا التى توافقت عليها الدول الأفريقية كأحد أهم أولويات الأجندة التى اعتمدها الاتحاد الأفريقى كخطة عمل للقارة حتى عام 2063، فالفساد فى العديد من البلدان الأفريقية يمثل عقبة أمام حركة التقدم الاقتصادى.
وأوضح أن المنتدى يستهدف عدة أمور اهمها بناء آليات تعاون وأُطر وضوابط لدعم مكافحة الفساد للقارة الأفريقية، فضلا عن القضاء على الجريمة المنظمة من خلال الحوكمة التشريعية والإدارية، والنهوض بالإنسان الأفريقى كأساس للوحدة الأفريقية، والتكامل فى التنمية نحو تكنولوجيات ديمقراطية، وتحقيق العدل والأمن كأساس للتنمية.
وجاء نص كلمة رئيس هيئة الرقابة الإدارية كالتالى:
بسْم الله الرحمن الرحيم
فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس جمهورية مصر العربية السادة الوزراء والسفراء ورؤساء الهيئات والمنظمات الدولية والإقليمية.
السيدات والسادة الحضور:
إنه لمن دواعى السرور أن نجتمع اليوم، هنا فى أرض الكنانة مصر، وفى مدينة السلام شرم الشيخ، التى تستضيف فعاليات المنتدى الأفريقى الأول لمكافحة الفساد، والذى يؤكد انعقاده عمق ومتانة العلاقات المصرية الأفريقية، كما يعكس إدراك مصر لحتمية العمل المشترك، جنبًا إلى جنب مع أشقائها من الدول الأفريقية لمواجهة تحديات التنمية والاستقرار بالقارة، انطلاقًا من قناعتها بوحدة التاريخ والمصير بين أبناء القارة الأفريقية. كما يعد هذا اللقاء المتميز امتدادًا للدور الذى بدأ منذ عقود فى دعم كفاح أفريقيا ونضالها من أجل الحرية والتقدم، فضلًا عن جهود تأسيس منظمة الوحدة الأفريقية وإصلاح الاتحاد الأفريقي.
وعلى الرغم مما حققته الدول الأفريقية من نجاحات فى المجالات المختلفة، عانت شعوب بعض دول القارة كثيرًا من ضياع وسرقه مقدراتها وأحلامها نحو مستقبل أفضل وبات الفساد هو العدو الأكبر والذى تقدر خسائره بمليارات الدولارات سنويا بما يمثل تحديا هائلا أمام جهود التنمية والاستقرار.
لذا فان محاربة الفساد واحدة من القضايا التى توافقت عليها الدول الأفريقية كأحد أهم أولويات الأجندة التى اعتمدها الاتحاد الأفريقى كخطة عمل للقارة حتى عام 2063، فالفساد فى العديد من البلدان الأفريقية يمثل عقبة أمام حركة التقدم الاقتصادى ولا سبيل إلى تجاوز هذه العقبة إلا بالإرادة القوية والجهود الإصلاحية الحقيقية.
السيدات والسادة الحضور الكريم: لقد كانت رؤية فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس جمهورية مصر العربية، التى صرح بها فى العديد من المحافل الدولية، أن أفريقيا تحتاج إلى المزيد من الجهود لتحقيق التنمية المستدامة، وهى الرؤية التى تُرجمت إلى مقترح سيادته فى القمة الثلاثين لرؤساء الدول والحكومات للاتحاد الإفريقى، بأديس أبابا يناير2018 لاستضافة مصر أول منتدى معنى بمكافحة الفساد فى القارة الأفريقية، وقد وجه سيادته برفع مستوى التمثيل ليكون من السادة رؤساء هيئات مكافحة الفساد والسادة وزراء العدل والداخلية وكذا أجهزة الكسب غير المشروع، لأول مرة وتحت سقف واحد، تجمعهم إرادة قوية لتغيير الغد وبناء مستقبل قارتنا الحبيبة.
وها نحن اليوم نلتقى بمشاركة ثمانٍ وأربعين دولة أفريقية وأربع دول عربية وتسع منظمات دولية، لنسترد سويًا آمال وطموحات شعوب القارة، من خلال إرادة حقيقية للدول الأفريقية فى العمل الجاد والتعاون المشترك للقضاء على الفساد، إيمانا منا بأن مكافحه الفساد تتطلب مزيد من الإجراءات الرادعة للقضاء عليه والوقاية منه، فخلال الفترة السابقة تم توقيع العديد من مذكرات التفاهم والبروتوكولات بين هيئة الرقابة الإدارية ونظيراتها فى الدول الأفريقية وبعض دول العالم الأخرى والمنظمات الدولية المعنية بالفساد، ومشاركة إخواننا وأشقائنا أبناء القارة العزيزة، لعرض التجربة المصرية فى مكافحه الفساد وتبادل الخبرات ومد جسور التعاون.
السيدات والسادة الحضور الكريم: لقد أطلق فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد بمرحلتيها الأولى والثانية، وتفعيل الأكاديمية الوطنية لمكافحة الفساد التابعة لهيئة الرقابة الإدارية، وأكد سيادته على دعم كافة الممارسات الدولية والإقليمية التى ترمى لتعزيز قيم الشفافية والنزاهة، كما اشتمل دستور جمهورية مصر العربية على بابٍ كاملٍ يؤكد على استقلال الأجهزة الرقابية والتزام الدولة بمكافحة الفساد. وإيمانا منا بالمسئولية تجاه التنمية التكنولوجية الحقيقية ودورها فى مكافحة الفساد، تم إطلاق منظومة الابتكار والعلوم والتكنولوجيا" science hub "حتى تكون ملتقى لكل الباحثين والعلماء فى مصر والعالم، لمد جسور التعاون حيث تلتقى المهارات بالفرص. والآن ونحن نتحدث عن الجهود والتكامل فيما بين شعوبنا لمواجهة الفساد فلا سبيل لدينا سوى الاتجاه نحو التنمية الحقيقية والاستغلال الجيد لكافة مواردنا الاقتصادية مع اتخاذ كل التدابير اللازمة والأنشطة الوقائية فى مجال مكافحه الفساد. فخامة السيد الرئيس... الحضور الكريم: أن وجود هذه الكوكبة الإفريقية المتميزة لأول مرة، تحت رعاية وتوجيهات سيادتكم، تمكنا من وضع منهجية فعالة لإدارة مخاطر الفساد نستطيع من خلالها أن ندشن داخل قارتنا السمراء مؤشرًا أفريقيًا لقياس الفساد وفقًا للضوابط التى ستضعها شعوب القاره الذهبية، للوصول لآليات جديدة طبقا للتكنولوجيات الحديثة ووضع قوانين وتشريعات مسئولة من شأنها كبح جماح الفساد الذى ترتبت عليه نتائج سلبية أضرت بالحياة السياسية والاقتصادية، منها فقدان قيمة العمل وزعزعة وانهيار القيم الأخلاقية وبروز التطرّف واستفحال الجريمة وارتفاع حجم الأخطار الناجمة عنه مستقبلًا. لذا فإننا نستهدف بهذا الحشد الكريم أن نتبادل الخبرات من خلال استعراض الجهود والتوصل إلى توصيات ترتقى إلى أحلام شعوبنا - يتم متابعتها على مدار العام ونعود لنلتقى بشكل دورى لتجديد العهد والالتزام بالعمل الدؤوب لغد مشرق بإذن الله.
وفى هذا السياق، فإن المنتدى الأفريقى الأول لمكافحة الفساد يرمى إلى تحقيق 5 غايات هى:
بناء آليات تعاون وأُطر وضوابط لدعم مكافحة الفساد للقارة الأفريقية.
القضاء على الجريمة المنظمة من خلال الحوكمة التشريعية والإدارية.
النهوض بالإنسان الأفريقى كأساس للوحدة الأفريقية
التكامل فى التنمية نحو تكنولوجيات ديمقراطية.
تحقيق العدل والأمن كأساس للتنمية.
وستتم إدارة المنتدى من خلال ثلاثة محاور رئيسية تتمثل فى مكافحة الفساد - تنمية الإنسان - وبناء آليات مؤسسية للتنمية الأفريقية، كما سيتم تبادل الخبرات والرؤى عبر "5" جلسات نقاشية يشارك فيها نخبة من أبناء القارة الأفريقية وكذا أشقاؤنا من الدول العربية المتخصصين فى مجال مكافحة الفساد ومنعه والوقاية منه.
فخامة السيد الرئيس... الحضور الكريم: نعاهد سيادتكم وكلنا على قلب رجل واحد أن نعزز قدراتنا اللازمة لمواجهة هذه الآفة الخطرة، سواء بالتدريب أو بالمساعدات الفنية والتكنولوجية، أو باستخدام الميكنة والتحول الرقمى كآليات واضحة للحوكمة الإدارية والمالية، وبما يساعد على مواجهة الفساد واستئصاله من جذوره...
فى النهاية أتمنى أن تثمر المناقشات والجلسات عن آليات واضحة ومخرجات يمكن البناء عليها، من أجل ترسيخ مفاهيم الشفافية والنزاهة. وأخيرًا نحن لدينا حلم ولدينا أمل بأفريقيا جديدة تمتلك رؤية واستراتيجية واضحة للقضاء على الفساد لتهنأ شعوبنا الأفريقية العظيمة بحياة جديدة تستحقها وصولًا إلى نقطة نستطيع من خلالها أن نقول وبكل فخر أن أفريقيا " قارة بلا فساد".
وفقنا الله جميعا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.