قديمًا كانت الطماطم بطلة سوق الخضار فى تفاوت سعرها ما بين صعود وهبوط حاد، وكثيرًا ما كانت سببًا فى إفلاس تجار كثيرين أو ثراء البعض منهم، حتى وصفت بأنها مجنونة "مجنونة يا طماطم"، لكن هذا العام استولى الليمون على الصيت من الطماطم بعد أن وصل سعرها إلى 100 جنيهًا؛ لذا تحرك انفراد للتواصل مع التجار والمواطنين بخصوص الظاهرة الجديدة "جنون الليمون".
التجار يتلاعبون بالأسعار.. وإنت وحظك
تحفظ التجار ورفضوا الحديث عن أسعار الليمون وأسباب غلائه، حتى وصلنا إلى تاجرة خضار على ناصية سوق الخضر بكفر البدماص بالمنصورة، وسألناها كزبون عن سعر كيلو الليمون فأجابت أنه بـ60 ووصل فى العيد لـ80 جنيهًا، ورفضت التصوير للنشر، وسارعت بالاعتراف بأن سعر الليمون لدى التجار فى عمق السوق بـ40 جنيها، وقالت: "روحى اشترى منهم.. سعرهم أرخص منى".
على بعد بضعة أمتار هناك تاجر ينادى وسط سوق الخضار قائلاً: "ببلاش.. ببلاش وكأنه ما جاش.. صلى على النبى.. وإللى يصلى على النبى يكسب"، وبتوجيه السؤال له حول سعر اليوم وأعلى سعر وصل له وسبب الغلاء فأجاب التاجر متذمرا: "كيلو الليمون بـ40 جنيهًا، وأعلى سعر وصل له 60 جنيها، وماعرفش سبب الغلا".
عربيات الفول من غير لمون.. والخل هو البديل
يضيف "عبد الله فتحى" صاحب عربة فول: "توقفت عن شراء الليمون بعد زيادة السعر، وآخر مرة اشتريت فيها الليمون من بعد عيد الفطر بثلاثين جنيها، لأننى سمعت إنه أصبح بـ50 و60 و80 جنيهًا، كيف أشتريه بهذه الأسعار؟، واستعيض عن الليمون بالخل والبصل".
المواطنون: بنشترى ربع كيلو بدل كيلو
ويشير أحمد عبد الفتاح، سائق تاكسى، إلى أن غلاء سعر الليمون ووصول سعره إلى 80 جنيهًا دفعه لتقليل كمية الليمون التى يشتريها ليشترى ربع كيلو جرام بدلاً من كيلو، والتعويض باستخدام الخل، وقال: "الربع كيلو يدوب 3 أو 4 ليمونات.. مش هنخلل لمون السنة دى ".
ويؤكد حسام السيد، أن آخر مرة اشترى الليمون كان بالأمس بسعر 50 جنيهًا، وهو رجل على المعاش، وتخفيض كميات الشراء فى الليمون كانت هى الحل الوحيد أمامه مع الاقتصاد فى استخدامه للضرورة فقط، لافتًا إلى أن سعر الليمون المعتاد خلال الفترة السابقة قبل الغلاء الأخير يتراوح ما بين 20 و30 جنيهًا.
ويضيف "يسرى أمير"، أنه كان مسافرا بالخارج وعندما عاد لقضاء أجازته فى مصر فوجئ بالأسعار وخصوصا سعر الليمون، الذى اشتراه بسعر 100 جنيه للكيلو من سوق الدراسات بالمنصورة ليلة عيد الفطر، لافتا إلى اختلاف ظروفه المادية عن غيره بحكم طبيعة عمله، وعقب قائلا: "أنا رايح اشترى تانى النهاردة لأنى مابعرفش أشرب شوربة من غير لمون.. هنعمل إيه".